الخميس, نوفمبر 21
Banner

الذكرى الثالثة لجريمة المرفأ: الحقيقة غائبة والمجتمع الدولي «ينافق»

كتبت صحيفة الديار تقول: مع حلول الذكرى الثالثة لجريمة انفجار المرفا تبقى الحقيقة واحدة من الضحايا الممزقة الى اشلاء، لم يصل الاهالي المفجوعين باحبائهم، ومعهم بعض اللبنانيين الذين لا تزال الفاجعة تعنيهم، ولن يصلوا على الاغلب، الى الرواية الكاملة لما حصل ذلك اليوم وما سبقها من احداث ادت الى تدمير نصف المدينة وترويع سكانها وتقطيع البعض منهم ومعهم اناس من جنسيات اخرى الى اشلاء. البلد الذي نعيش فيه تدفن فيه الحقائق حية دون خجل، الحساب متعذر، لان كل شيء مسيس، لم ولن يتغير شيء، مهما بقي بيننا حالمون، سوف يبقى الاهالي يبكون ضحاياهم على اطلال بلد يتغنى ابنائه بانهم يحبون الحياة لكنهم ينسون انهم يساقون كـ «الخراف» في كل مرة طلب منهم التوجه الى صناديق الاقتراع. الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله طالب القضاء بوقف «التسييس» للوصول الى الحقيقة وانتقد اعلام وساسة «التفاهة، فيما ايد البطريرك بشارة الراعي مطالب الاهالي بلجنة تقصي حقائق دولية، كما طالب الدول الكبرى بتزويد لبنان بصور الاقمار الصناعية لمعرفة الحقيقة.لكن لا حياة لمن تنادي، كما تقول اوساط مطلعة، فثمة من يدير لعبة كبرى هدفها «طمس» حقيقة ما جرى ذاك اليوم الدامي. في السياسة لا جديد بانتظار ايلول مع العلم ان افتتاحية صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نعت مبكرا دور بلادها وقالت بجراة ما يعرفه الكثيرون لكنهم يستغلون الحراك الفرنسي «لشراء الوقت». اما مناورة رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي مع مجلس النواب وحاكمية المصرف المركزي بالانابة فقد اقتربت من خط النهاية بعدما كلف وزير المال التنسيق مع القائم باعمال الحاكم وسيم منصوري لايجاد المخرج المناسب لاستدانة الدولة من «المركزي».وفيما تعربد اسرائيل على الحدود الجنوبية وتواصل خروقاتها، لم يختم بعد الجرح النازف على بوابة الجنوب ولا يزال «الجمر» تحت «الرماد» في مخيم عين الحلوة حيث يدور صراع ابعد من حرب «زواريب»، وبات يثير الكثير من علامات الاستفهام والقلق في آن واحد، حيث ستكون الساعات المقبلة حاسمة لمعرفة اي طريق ستسلكها مجريات الاحداث التي لم يعد بالامكان تجاوزها على كافة المستويات الامنية والسياسية.

«نار تحت الرماد»؟

فقد خيم الهدوء امس على مخيم عين الحلوة بعد ليلة من الاشتباكات العنيفة طال فيها القصف مدينة صيدا، ولا سيما محيط المستشفى الحكومي ودوار الأميركان ومناطق الفوار والفيلات. وقد عقد اجتماع اول للجنة التحقيق بالاحداث الاخيرة، وقد فتح الجيش مداخل المخيم وتفقد السكان الاضرار.و بحسب مصادر مطلعة، فان الهدوء الحذر الذي ساد منذ فجر امس، يبدو خادعا، لان «النار» لا تزال تحت «الرماد» بغياب المعلومات الدقيقة حول خلفيات هذا الانفجار المفاجىء للاحداث غير المرتبطة ابدا بمجموعات متفلتة قررت افتعال «مشكل»، وما لم يسلم المسؤولين عن تفجير صاعق التفجير، والتوصل الى معادلة جديدة تحكم الامن في المخيمات باشراف مباشر من الجيش اللبناني، سيختم «الجرح» على زغل» وسيكون المخيم وصيدا وبوابة الجنوب على مواعيد لاحقة لاهتزازات امنية قد لا يمكن السيطرة عليها بوجود اكثر من لاعب خارجي متورط «بلعبة» اقليمة ودولية.

«العصبة» تتهم «فتح»؟

وكان لافتا صدور بيان عن «عصبة الأنصار» اكدت فيه إن عناصر متفلتة من حركة فتح بدأت بالهجوم على مراكزها ومساجدها في حي الطوارىء وحي الصفصاف، رغم التزامها عدم الرد وتصريحها بعدم الدخول في الاشتباكات العبثية، محملة مسؤولية التفلت للقيادة الفلسطينية مجتمعة مؤكدة أنها لن تنجر إلى هذه الاشتباكات مهما كانت الاثمان! من جهته اعلن قائد الأمن الوطني الفلسطيني في منطقة صيدا أبو إياد الشعلان القيام بتثبيت وقف إطلاق النار بعد جولة على كل المواقع الفتحاوية في مخيم عين الحلوة وتم اعطاء التعليمات بوقف إطلاق النار تحت أي ظرف وهناك التزام شامل وكامل. وأضاف أن «عصبة الأنصار» جهة صديقة وشريكة في العمل الفلسطيني المشترك، ولن نتعرض أو نشتبك مع أي موقع من مواقعهم.

اتصالات مكوكية

وتابع رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي الوضع في المخيم عبر اتصال هاتفي اجراه مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس. كما اجرى ميقاتي اتصالين للغاية ذاتها بعضو اللجنة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية عزام الأحمد وسفير فلسطين اشرف دبور، وتلقى اتصالا من رئيس المكتب السياسي لحركة حماس اسماعيل هنية. وجدد رئيس الحكومة مطالبة القيادات الفلسطينية بوقف الاقتتال الذي يشكل انتهاكا صارخا للسيادة اللبنانية خصوصا وأن اللبنانيين الذين ناصروا على الدوام القضية الفلسطينية، هالهم هذا الاقتتال الذي يدور على ارضهم، والذي دفعوا في السابق اثمانا غالية بسببه». وقال «من غير المسموح ولا المقبول ان تعتبر التنظيمات الفلسطينية الارض اللبنانية سائبة فتلجأ الى هذا الاقتتال الدموي وتروّع اللبنانيين لا سيما منهم ابناء الجنوب الذين يحتضنون الفلسطينيين منذ اعوام طويلة». وشدد ميقاتي على ان الجيش، كما سائر القوى الامنية اللبنانية سيقومون بالدور المطلوب في سبيل ضبط الامن ووقف الاقتتال.

ايران «قلقة»

بدوره أعرب المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني عن قلقه من الاشتباكات المسلحة في مخيم عين الحلوة ودعا الى الوقف التام للاشتباكات ودعا التيارات والأطراف والشعب الفلسطيني بأن يتحلّوا باليقظة والحذر ويوظفوا كافة إمكاناتهم لمواجهة العدو الصهيوني المحتل

نصرالله: لسنا معنيين بتقديم «رواية»

من جهته اكد الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله ان ما يحصل في عين الحلوة لا نعرف اسبابه، ولا نملك رواية لما حصل، ولسنا معنيين بذلك، وهي مسؤولية الاجهزة الرسمية، مؤكد بذل الجهود لوقف المعارك بين فتح ومجموعات اسلامية. وانتقد نصرالله اعلام التفاهة وسياسة التفاهة، منتقدا رئيس حزب الكتائب سامي الجميل دون ان يسميه، وقال انه التقى السفيرة الاميركية وخرج ليقول ان حزب الله مسؤول عما يجري.وقال « لا علاقة لنا بما يحصل هناك، نحن ضد المعارك هناك ونعمل على وقفها. ما يحصل يؤذي مشروع المقاومة وتطلعاتنا ويمس بآمالنا والامنا ونعمل مع كل المخلصين على وقف القتال».

واشنطن عن الازمة

وخلال الحفل التأبيني للشيخ عفيف النابلسي، ذكر السيد نصرالله بمسؤولية الولايات المتحدة عن ازمة لبنان الاقتصادية، محذرا من ما ترسمه من مخططات للبلد في المقبل من الايام، كاشفا عن منع الكثير من المشاريع الاستثمارية والاقتصادية بتدخل مباشر من السفارة الاميركية مع عدد من الوزراء. وقال ان» التدخل الأميركي فاضح وفج في كل شيء،نواجه ثقافة وسياسة خضوع للإرادة الأميركية، ونحن نعتقد أنّ المشكلة الرئيسية في منطقتنا هي التدخل الأميركي الفاضح والفج في كل شيء. ولفت الى أنه «إذا كنا نريد بابا للحل يجب أن نخرج من الهيمنة الأميركية والإقدام على مصلحة لبنان من قبل الحكومة والمسؤولين والشعب على حد سواء. ولفت الى ان الاميركيين يمنعون الكهرباء عن لبنان وسوريا والعراق.

التسييس «يطمس» الحقيقة

وعشية ذكرى جريمة تفجير المرفأ، قال»هي ذكرى مؤلمة وحزينة ونعزي عوائل الشهداء والشفاء للجرحى الذين لم يشفوا حتى اليوم ونذكر بأننا كلنا ننتظر الحقيقة لكن من ضيع الحقيقة هو من سيّس الواقعة المؤلمة منذ اليوم الأول، محملا القضاء وسياسيين ووسائل اعلامية مسؤولية هذا التسييس». (التفاصيل الكاملة ص4)

ذكرى «الجريمة»

في هذا الوقت، ترأس غبطة البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذبيحة الالهية في كاتدرائية مار جرجس المارونية وسط بيروت على نية شهداء وجرحى أنفجار مرفأ بيروت في الذكرى الثالثة للانفجار، عند السادسة وسبع دقائق من مساء امس،وقال ان الحقيقة التي يحاولون إخفاءها بتعطيل تحقيقات المحقق العدلي منذ ثلاث سنوات، تختص بهوية المسؤول عن التفجير، وعن تخزين نيترات الأمونيوم في مرفأ بيروت، وبالطبع عن مصدرها وطريقها، وعن احتجازها، وعن إهمال التدبير بشأنها عند العلم بخبرها وعدم إخراجها وإعادتها إلى مصدر إنطلاقها. واكد الراعي ان مطلب أهالي الضحايا بلجنة دولية لتقصي الحقائق تساعد المحقق العدلي في إنجاز مهمته، محق، وحث الدول على تسليم لبنان ما لديها من معلومات وتحقيقات وصور التقطتها أقمارهم الإصطناعية، ونطالبهم بوضع حد للتدخلات السياسية في ملف التحقيقات.

توجيهات دريان

بدوره دعا مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان أئمة وخطباء المساجد في لبنان الى تخصيص خطبة الجمعة اليوم عن انفجار مرفأ بيروت الذي ذهب ضحيته المئات من القتلى والجرحى. وان تتزامن إطلاق التكبيرات في المساجد مع وقت وقوع الانفجار عند الساعة السادسة والدقيقة العاشرة لمناسبة مرور ثلاث سنوات على ذكرى الانفجار.

«ذر للرماد في العيون»

وفي هذا السياق، رات مصادر سياسية بارزة ان «الرسالة» التي تسلمها وزير الخارجية والمغتربين في حكومة تصريف الأعمال عبدالله بو حبيب من 15 سفيرا وقائما بالأعمال من الدول الموقعة على البيان المشترك الخاص بانفجار مرفأ بيروت في مجلس حقوق الانسان، يحثون فيها الجهات اللبنانية المختصة على الإسراع في التحقيقات القضائية الخاصة بانفجار مرفأ بيروت، بخلاف المنحى البطيء الذي سلكته حتى تاريخه، معربين عن قلقهم من الاستمرار في إعاقتها، ليس الا «ّذر للرماد في العيون»، لان احدا من هذه الدول لم يقدم مساعدة جدية لكشف الحقيقة. ولهذا يمكن تصنيف الرسالة في خانة «نفاق» المجتمع الدولي غير الراغب في استكمال التحقيقات بغية الوصول إلى نتائج جدية. ولا يوجد اي رهان على حصول ضغط على الحكومة اللبنانية والسلطة القضائية وما جاء في متن «الرسالة» كلمات انشاء ومجرد مناورة بعدما ثبت خلال السنوات الثلاث ان بعض الخارج حول قضية تفجير المرفأ وملف التحقيقات إلى ورقة ضغط سياسية.

هل انتهت مناورة ميقاتي؟

في غضون ذلك، وخلال جلسة مجلس الوزراء لمتابعة البحث في مشروع قانون الموازنة طلب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي من وزير المال يوسف خليل اجراء الاتصالات اللازمة من اجل اتخاذ كل الاجراءات التي تسهّل عمل حاكمية مصرف لبنان وايجاد الصيغة المناسبة لاقرار ما يجب اقراره في اسرع وقت وان يوافي مجلس الوزراء بالنتيجة تباعا. واملت مصادر وزارية ان تكون هذه الخطوة نهاية مناورة ميقاتي الذي كلف خليل اعداد مشروع قانون اقتراض من مصرف لبنان على ان يتشاور وزير المال في الصيغة مع الحاكم بالانابة وسيم منصوري ونواب الحاكم الآخرين. في المقابل اكد مصادر «المركزي» ان نائب الحاكم بالانابة ينتظر تحرك وزير المال «ليبنى على الشيء مقتضاه». لكن ما هو ثابت انه لن تحصل الدولة على تمويل دون قانون واضح يشرح كيف ستعيد الدولة الاموال التي ستقترضها.مع العلم ان وقف تمويل الدولة سيساهم في الابقاء على الاستقرار النقدي الحالي؟!

التمويل يتوقف الاثنين؟

وقد جاء تحرك ميقاتي بعدما جرى تسريب معلومات عن نية المصرف المركزي التوقف كليًّا عن تمويل الدولة اعتباراً من الإثنين المقبل،وكان سبق ذلك كتابٌ وجّهه حاكم مصرف لبنان بالإنابة وسيم منصوري إلى المصارف أعلمها فيه توقّف البنك المركزي عن استقبال الطلبات المتعلقة بمنصّة صيرفة، فيما أكد استمرار سحب رواتب ومعاشات القطاع العام بالدولار الأميركي عبر المنصّة باستثناء الأفراد ومؤسسات القطاع الخاص، وقد انعكس القرار تراجعاً في حجم التداول عبر المنصةكما أظهرت أرقام مصرف لبنان.

مشكلة الادوية المستعصية!

ووفقا لمصادر مطلعة، فان ما تريد اقتراضه الدولة 80 مليون دولار للموظفين، 30 مليون دولار للادوية المستعصية، ونحو 20 مليون دولار لنفقات اخرى، واذا كان الحل لمسالة الرواتب متاح عبر الدفع بالليرة، مع العلم ان هذا الاجراء سيزيد التضخم على المدى الطويل. الا ان المشكلة تبقى في كيفية حصول الحكومة على الدولارات لشراء الادوية المستعصية؟!

زيادة تعرفة الاتصالات

وفيما قرر رئيس الحكومة، بناء على طلب وزير الترببة، عقد جلسة خاصة لمجلس الوزراء في السابع عشر من الجاري للبحث في تحديات العام الدراسي المقبل في ما يخص المدارس الرسمية والمهنيات الرسمية والمدارس الخاصة، وايضا الجامعة اللبنانية. اعلن وزير التربية ادخال اساتذة الجامعة المتفرغين إلى ملاك الجامعة اللبنانية وعددهم ٩٥٦ بدوره، اعلن و زير الاتصالات في حكومة تصريف الاعمال جوني القرم بعد الجلسة، زيادة تعرفة الاتصالات الثابتة والانترنت من هيئة اوجيرو سبعة اضعاف.

الاعتداءات الاسرائيلية

في هذا الوقت واصل جيش الاحتلال الاسرائيلي الاعتداء على الأراضي اللّبنانية، وقد بدأته امس عمليّة تجريف بين السّياج التقني ونقاط الاعتلام الزرقاء عند حدود بلدتي علما الشعب والضهيرة، بحماية دبابات ميركافا. وقامت إحدى الجرافات بخرق الخط الأزرق بعمق 5 أمتار وطول 100 متر؛ حيث سجّل انتشار للجيش اللبناني وقوات اليونيفيل في المنطقة. كما بدأ جيش العدو، صباح امس، بناء جدار إسمنتي على الطريق المؤدي إلى موقع العبّاد العسكري الإسرائيلي وذلك بعد تفكيك الشّباك الحديدي من محيط دشم الموقع عند الحدود مع بلدة حولا.

لبنان بلد نفطي؟

أعلن وزير الأشغال العامة والنقل، علي حمية، أنّ سفينة التنقيب «ترانس أوشن» ستصل إلى المياه الإقليمية اللبنانية بتاريخ 14 آب الجاري لبدء عمليات الحفر والتنقيب عن الثروة النفطية. وأشار إلى أنّ عملية الحفر تبدأ بنهاية شهر آب وننتظر النتائج التي وعدنا بها قبل نهاية العام 2023 إن كان لبنان بلداً نفطياً بالفعل أم لا؟

Leave A Reply