في الكحّالة هناك من يكحّل العيون بالحقد الطائفي ويذكّر اللبنانيين بأن الحرب الأهلية اللبنانية لم تنته طالما هناك كيان غاصب يتحكّم بيهود الداخل ويمتلك أجندة الابقاء على هذا البلد رهينة في قبضة اليد الاسرائيلية.. الا أن هؤلاء العملاء الذين فقدوا صلاحية الانتماء الى لبنان، تحولوا الى مجرد أحجار شطرنج تحركها المخابرات المعادية علّها تحقّق خرقاً واحدا في عالم المقاومة الواسع الذي لا حدود له، طالما أن هناك من يفتعل التعصب والكره والفتنة والحروب المتنقلة ويزرع الجهل في كل مكان..
أما ما يشهده لبنان من أحداث في الأيام القليلة الماضية فهو لا يدل الا على شيء واحد فقط.. ألا وهو الضغط المتواصل على المقاومة لتحقيق انجاز الملفات العالقة لصالح الدول المستعمرة وأتباعها من أحزاب الداخل.. وبالتالي العمل المتواصل على تغيير وجه لبنان المقاوم الى لبنان المطبّع الضعيف المستسلم.. وما الحصار الاقتصادي والمالي الا نتيجة هذه الاستراتيجية التهويدية الاسرائيلية.. التي استطاعت عبر عملائها في السلطة السياسية اللبنانية وخارجها من تحقيق الانهيارات المتراكمة في السياسة والاقتصاد والمال والعلاقات السياسية المحلية والاقليمية، واستطاعت عبر أجندتها التهويدية أن تعرّي السلطة من مبادىء الأخلاق والقيم الانسانية والوطنية.. فالانتماء مفقود والمواطنية كانت وما زالت من الشعارات الفارغة من المضمون.. أما الطائفية المولودة من رحم ولادة ما يسمى ب”لبنان الكبير” فهي علة العلل وأكبر المصائب التي تعرض لها لبنان واللبنانيين.. فهي المرض الذي تغلغل في النفوس ليحولها الى نفوس مريضة لا يمكن أن تشفى بأية جرعة مالية خليجية من هنا.. أو مساعدات دولية من هناك..
من هذا المنطلق، كنا نتمنى لو أن هذه الحادثة قد حصلت الى جانب كنيستنا المقاومة التي طرد المسيح منها كل الذين كانوا يبيعون ويشترون في الهيكل وقلب موائد الصيارفة، وكراسي باعة الحمام.. لكنا نثرنا فوق الشاحنة المقاومة الورود وارتاح المقاومون في بيوتنا وعيوننا علّهم يكحّلونها بالشرف والكرامة..
د. كلود عطية.. استاذ جامعي