كتبت صحيفة “الديار”: برزت بارقة أمل كبير في عتمة لبنان الحالكة، بعد وصول منصّة التنقيب عن الغاز Transocean Barents الموجودة حالياً في البلوك رقم 9 في المياه الاقليمية اللبنانية، وكان اول الزائرين والمتفقدين لها رئيس المجلس النيابي نبيه بري، رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي، وزير الطاقة والمياه وليد فياض ووزير الأشغال العامّة والنقل علي حميه، إضافة الى ممثلين عن هيئة إدارة قطاع البترول، وقد انتقلوا عبر طوّافة يرافقهم وفدٌ من شركة « توتال إنيرجيز» الفرنسية، على ان يلتحق بها الفريق الفني الذي سيعمل عليها ويُقدّر بحدود 140 شخصاً.
كما قام الوزيران حميه وفياض بزيارة ميدانية الى القاعدة اللوجستية، التي تمّ اعتمادها في مطار رفيق الحريري الدولي، لإقلاع وهبوط طائرة الهليكوبتر، والمخصّصة لتقديم الخدمات مِن والى منصة الحفر للتنقيب عن النفط والغاز في البلوك المذكور، وبعد استكمال واستيراد كل المعدّات اللازمة لتجهيز المنصّة، انطلاقاً من القاعدة اللوجستية في مرفأ بيروت، حيث يتمّ تأمينها بواسطة الطوافات والبواخر، ومدّها بمواد الإسمنت والطين من قبرص. ومن المفترض أن تستغرق الاعمال للوصول الى البئر ما بين 60 و70 يوماً، وهي كافية للتأكّد من وجود الغاز، فيما اعلن فياض بعد ظهر امس أنّ اعمال التنقيب ستبدأ غداً الخميس، والنتيجة ستظهر بعد 67 يوماً، املاً أن تكون بادرة خير للبنانيين.
صراع ميقاتي – فياض مستمر
وعلى خط الخلافات السياسية التي لا تنتهي بين المسؤولين اللبنانيين، برز قبل ايام صراع بين ميقاتي و فياض على تمويل بواخر الفيول، والذي بقي مفتوحاً من دون اي حل، بعد فشل اجتماع اللجنة الوزارية الخاصة بملف الكهرباء، ورفضها طلب وزارة الطاقة للاعتمادات المطلوبة لباخرتي الفيول العالقتين بين التناحرات، الامر الذي جعل ملف الكهرباء كالعادة يقع ضمن الخلافات والتجاذبات السياسية، فيما المواطن يدفع الثمن دائماً، بالتزامن مع إعلان اللجنة أنّ الاجتماع لم يخرج بأي اتفاق، لا على الفوترة بالدولار ولا على صرف ليرات الجباية الى دولار.
اما وزير الطاقة فرأى أنّ الخيارات التي تواجه مؤسسة كهرباء لبنان باتت محدودة، بعدما تبيّن أن المصرف المركزي ليس قادراً على تأمين العملات الأجنبية المطلوبة، فالمسألة ليست مسألة مخزون الفيول أو استقدام باخرة، بل القصّة تتعلق بأنّ الشلل أصاب مصرف لبنان، ويجرّ مؤسسة كهرباء لبنان نحو الإفلاس معه، بعدما تمكّنت في الفترة الماضية من النهوض وباتت قادرة على تجميع مبالغ تغطّي دورة عملها كما هي عليه الآن، أي لإنتاج خمس ساعات كهرباء يومياً». وقال: «بما أن مصرف لبنان ليس قادراً على تحويل الليرات الى دولارات تستخدمها لشراء الفيول، فإن دورة عملها قابلة للانتهاء سريعاً، لذا يجب تأمين استقلالية المؤسسة عن المصرف المركزي، وهذا يتطلب أن تكون قادرة على جباية الفواتير بالدولار، أو أن يُسمح لها بأن تشتري بالليرات التي تجمعها دولارات تستخدمها لسداد ثمن الفيول، مما يعني انّ الخيار المطروح هو أن نغرق مع مصرف لبنان، أو أن نكون قادرين على الاستقلال عنه في هذه المرحلة الصعبة».
جمود رئاسي وامتعاض كنسي من فرنسا
رئاسياً، تراجعت الحركة وبرز الجمود، في انتظار مجيء الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان في ايلول المقبل الى بيروت، لكن ثمة اسئلة تطرح حول ما سيحمل المسؤول الفرنسي في جَعبته من طروحات؟
وفي السياق، برز امتعاض كنسي ظهر بوضوح خلال العظة التي اطلقها البطريرك الماروني بشارة الراعي يوم الاحد، خلال انتقاده الأسئلة التي وجّهها الموفد الفرنسي الى النواب، والتي اكدت استياءه من طريقة التعامل معهم ، ومن السياسة الفرنسية والتغيرات التي لحقت بها حيال الملف الرئاسي اللبناني.
في غضون، ذلك لم تنف مصادر كنسية لـ «الديار» كل ما قيل عن امتعاض بكركي، واشارت الى انّ فرنسا لطالما وقفت الى جانب لبنان، وكان دورها فعّالاً لكن اليوم الوضع مغاير، وطروحاتها لا تتمشى مع بعض الافرقاء اللبنانيين، والمطلوب ان تؤدي الدور الايجابي الوسطي، مع ضرورة مطالبتها بإجراء جلسات انتخابية رئاسية مفتوحة، الى حين انتخاب الرئيس، وشددت المصادر الكنسية على إبقاء العلاقة جيدة ومتينة مع الفرنسيين، لكن نأمل منهم المساعدة في حل الازمة الرئاسية بطريقة توافقية.
المعارضة واهتزاز الثقة بفرنسا
وعلى الخط الفرنسي ايضاً، تشير المعلومات وفق ما قالت مصادر المعارضة لـ «الديار»: الى أنّ «لا حل في الاطار الرئاسي، ما دام الثنائي الشيعي متمسّكاً بدعم رئيس تيار «المردة « سليمان فرنجية للوصول الى بعبدا، مع الإصرار على تنفيذ مقولة او فرنجية او لا رئيس»، الامر الذي يؤكد فرض المرشح الذي يريدونه وهذا التحدّي لن نقبله، اذ سبق ودعينا الى الاتفاق على رئيس توافقي غير استفزازي لا يتبع اي فريق، فكيف يريدون الحوار ويفرضون مرشحهم على الجميع؟
ولفتت المصادر المعارضة الى انهم يستعدون لمواجهة لودريان سياسياً، «لكن ثقتنا لم تعد كما كانت بالفرنسيين، فقد اهتزت وخفّت، ونأمل ان تعود فرنسا الى سابق عهدها، اي الوقوف الى جانب لبنان».
وعن إمكان ان يحمل لودريان طرحاً جديداً يتوافق مع الاغلبية، نفت حدوث ذلك، مع إشارتها الى انّ صمت لودريان يحمل دلالات عديدة، من ضمنها انها الزيارة الاخيرة له الى لبنان، بالتزامن مع علاقة متوترة بينه والمعارضة، على أثر الرسالة التي بعثها الينا كنواب للرد على اسئلته خطياً، حول الرئيس والمواصفات التي يريدونها والبرنامج الطامحين اليه، فأتاه الجواب برفض المشاركة في اللقاء الحواري الذي دعا اليه في قصر صنوبر للمعنيين بالملف الرئاسي.
مصادرة بضائع «إسرائيلية» من السوق اللبنانية
في المستجدات، برز خبر عن وجود بضائع «اسرائيلية» في الاسواق اللبنانية، بعدما أعلنت المديرية العامة لأمن الدولة، انه وبعد توافر معلومات لمديرية الاستعلام والمجموعة الخاصة في أمن الدولة، عن وجود بضائع من شركات «إسرائيلية»، تُسوَّق في عددٍ من المراكز التجارية في لبنان، قامت دوريّات من مديرية الاستعلام والمجموعة الخاصة وبالتنسيق مع المديريات الاقليمية لأمن الدولة، بعمليات دهم عديدة لمستودعات ومتاجر في المحافظات اللبنانية، الى جانب عملية دهم للمركز الرئيسي المستورد للبضاعة «الإسرائيلية»، فتمّت مصادرتها، وجرى استدعاء الأشخاص المعنيّين. وتمّ التحقيق معهم لمعرفة مصدر البضائع، وأُودِع الملف القضاء المختص لإجراء المقتضى القانوني.
زحمة مغادرين في المطار… ولا مكيفات!
ومن ضمن المشاهد المتكرّرة منذ مطلع الصيف، شهد مطار بيروت زحمة كبيرة للمسافرين المغادرين يوم امس، مع غياب التنظيم والمكيفات، بالتزامن مع ارتفاع غير مسبوق للحرارة في شهر آب اللهّاب، الامر الذي ادى الى فوضى عارمة والى انتشار صور عن تلك الزحمة على مواقع التواصل الاجتماعي، مع هجومات على المسؤولين في المطار.
وتعليقاً على ذلك، أصدر وزير السياحة وليد نصار بياناً، ناشد فيه جميع المعنيين بموضوع مطار بيروت، لعقد اجتماع طارىء بهدف إيجاد حلول، سبق واقترحها نصار منذ ثلاثة أشهر، لاتخاذ بعض الخطوات الاستباقية لتأمين الإجراءات التي تسهّل، وتحترم حركة الوافدين كما المغادرين من والى مطار رفيق الحربري الدولي.