افتتحت الجامعة الاسلامية في لبنان فرعها الجديد في ساحل المتن الجنوبي في برج البراجنة – مبنى اوقاف الطائفة الاسلامية الشيعية، برعاية رئيس مجلس النواب نبيه بري ممثلا بالنائب علي حسن الخليل ، وحضور نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى رئيس مجلس أمناء الجامعة الإسلامية الشيخ علي الخطيب، النائب علي عمار ممثلا الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله ، المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، عائلة الإمام القائد السيد موسى الصدر ممثلة بالسيدة مليحة الصدر،الشيخ بلال الملا ممثلا مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان، الدكتور عماد الغصيني ممثلا شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبو المنى ، الوزيرين في حكومة تصريف الاعمال الزراعة عباس الحاج حسن والاشغال العامة النقل علي حميه، القائم باعمال السفارة الايرانية السيد حسن خليلي ممثلا سفير الجمهورية الإسلامية الإيرانية مجتبى أماني، النائبين فادي علامة وعلي المقداد.
كما حضر العميد خليل جابر ممثلا قائد الجيش العماد جوزاف عون، العميد حسن سلمان ممثلا المدير العام لأمن الدولة ، العقيد حسنين القرصيفي ممثلا المدير العام للأمن العام بالنيابة، العميد موسى كرنيب ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء عماد عثمان، ، رئيس مكتب المرجع السيد علي السيستاني حامد الخفاف، القنصل العراقي، وفد من السفارة السورية ، الامين العام للهيئة العليا للاغاثة اللواء الركن محمد خير ممثلا بعاصم شاهين، رئيسة المجلس الاعلى للجمارك بالانابة ريما مكي وممثلون عن “حزب الله” وحركة “امل” وفاعليات سياسية واعلامية واجتماعية وقضائية وأمنية وتربوية ورؤساء مجالس بلدية واختيارية وممثلون عن الجمعيات والنوادي الكشفية والثقافية والرياضية .
قدم الحفل عميد كلية العلوم الاسلامية الدكتورغازي قانصو الذي قال: الجَامِعَةُ الاسلامِيَّةُ مِنْ إِرثِ الإِمَامِ القَائِدِ السَّيِّدِ مُوسَى الصَّدْرِ،قَدَّمَ لَهَا الرُّؤْيَةَ بإمكانية الوجود وَلَا نَغْبِنُّ دُوَرَ مَنْ جَاءَ بَعْدَهُ فِي مُتَابَعَةِ الْمَسِيرَةِ، الذين جعلوا الرُّؤْيَةَ الجَامِعِيَّةَ وَاقِعًا حَيًّا مَلْمُوسًا بِحَالٍ واقع في عالم الوجود والامكان، مِنَ الرَّاحِلَينَ الفَاضِلَينَ سماحة العلامة الإمام الشيخ مُحَمَّد مَهْدِيِّ شَمْسِ الدِّينِ، وَسماحة العلامة الإمام الشيخ عَبْدِ الأَمِيرِ قَبلَانِ،وبعد تلاوة اي من القرآن الكرين و النشيد الوطني تم عرض فيلم توثيقي عن الفرع .
الخطيب
ثم القى الشيخ الخطيب كلمة فقال: “منذ أن وضع سماحة الإمام القائد السيد موسى الصدر القواعد الأولى لهذه الجامعة، بالنصوص القانونية، وتأمين العقارات الأساسية لها، وبعده تابع سماحة العلامة الراحل الإمام الشيخ محمد مهدي شمس الدين هذه الخطوات بالترخيص والتدريس وتأمين الاحتياجات الأولية البشرية والمادية للقيام ببدء العمل فيها، واستمر على هذا المنوال سماحة العلامة الراحل الإمام الشيخ عبد الأمير قبلان (رحمهما الله)، تبنت الجامعة الاسلامية رؤية تقديم خدمة تعليمية تراعي متطلبات الجودة العلمية، هذه الظروف المالية الصعبة، كما ارتبطت برامج الدراسة الاكاديمية فيها باحتياجات سوق العمل في لبنان وخارجه من أجل امداده بخريجين ذوي مهارات عالية يجيدون التعامل مع الاحتياجات المعاصرة، ومؤهلين علميا وأخلاقيا، بما يناسب الدور الريادي لهم، على المستوى الوطني”.
وتابع: “كما كان في مقدمة اهتمامات الجامعة الإسلامية منذ نشأتها الانتشار الجغرافي، وذلك لخدمة المناطق النائية، لذلك تم افتتاح فرعين في صور وبعلبك، ونحن على أعتاب تجهيز فرعين في سحمر وفي دير أنطار، وفي طور دراسة امكانية فتح كلية زراعية في بعلبك، بعد ان تم وضع حجر اساس لكلية الطب في مستشفى الزهراء الجامعي قبل اسبوعين، وهنا أجدد الشكر لله تعالى على ذلك مع تكرار الشكر للدكتور يوسف فارس وإدارة المستشفى والدكتور حسن اللقيس وإدارة الجامعة والموظفين على الجهود التي بذلوها في هذا المجال”.
اضاف: “نفتتح اليوم هذا الفرع، قريبا من العاصمة بيروت، في هذا الساحل في برج البراجنة ليكون فرعا لساحل المتن الجنوبي ولجواره، بهدف توفير فرص جيدة للتعلم الجامعي في الأماكن التي أشرنا إليها، بهدف أن نصل يوما ما إلى تعميم التعليم الجامعي النوعي في لبنان كله، حيث أضحت الأزمة الاقتصادية قاسية على كل اللبنانيين، وصار من الواجب أن نأخذ بالاعتبار نفقات الانتقال من أماكن السكن إلى أماكن الدراسة، وهذا كان محور اهتمامنا حين اتخذنا القرار بافتتاح فروع جديدة في المناطق، بقصد تحقيق الهدف الاجتماعي بتخفيض النفقات على الطالب وأهله”.
واشار الى انه “مع تنامي أهمية التعليم الجامعي في الوقت الحالي في العالم كله، فإن الجامعة الإسلامية في لبنان وبرعاية تامة من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، وبدعم من دولة الرئيس الأستاذ نبيه بري، تسعى اسعيا حثيثا بكل ما أوتيت من قوة علمية وإدارية وتربوية وتكنولوجية، نحو التوسع في أداء التعليم في مجالات تخصصاتها في ربوع لبنان كله”.
وقال: “إن ما حققته الجامعة بالفعل برئاسة الأستاذ الدكتور حسن اللقيس الذي قام بجهود مشكورة إصلاحية وبنائية، نوهنا بها أكثر من مرة، في توجيه الجامعة إلى العمل العلمي الصحيح، وبالتعاون مع فريق عمداء الكليات والمديرين، والفريق الإداري والمالي والخدمات في الجامعة، لهو جدير بالإشادة، فلهم منا كل التشجيع على متابعة أعمالهم بما يخدم رسالة الجامعة الإسلامية ومسيرتها. ولتتمكن الجامعة من ممارسة عملها بالكفاءة المطلوبة، ننوه بما قامت به الرئاسة الحالية للجامعة بعقد الاتفاقيات مع جامعات كثيرة، كما تسعى دوما للحصول على أفضل درجة ممكنة في التصنيف الجامعي العربي والعالمي”.
اضاف: “وهنا يجب تسليط الضوء على قيام الجامعة بشق رافد جديد لمنظومة التعليم الجامعي يسهم في تنمية قدرات ومهارات الطلاب ورفع مستوى خريجيها، وهو العمل المستمر على إضافة كادرات بشرية أكاديمية تناسب احتياجات الجامعة العلمية، كما تعمل على تجديد التجهيزات الدراسية، بما يتناسب مع الاحتياجات العلمية المعاصرة، بالإضافة الى اهتمام الكليات بجودة البحث العلمي لمرحلتي الماجستير والدكتوراه المنهجي المتقن، في اكثر من اختصاص، وهذا ما شهدناه في أكثر من كلية”.
واردف الخطيب: “سنعمل ما استطعنا على أن تظل الجامعة رائدة في مجال توفير التعليم الجامعي المتميز وتنمية الموارد البشرية، بما يتناسب مع رسالة الجامعة واسمها، خصوصا في مجال العلوم الإنسانية والإسلامية والتقنية على أنواعها، وتحقق أهدافها في خدمة قضية ثقافة الوعي الإسلامي والإنساني والوطني الذي يأتي في أولوياتها إنتاج القدرة على التفكير والنقد البناء وعدم اخذ الأمور كمسلمات فإن من أهم وظائف الجامعات إلى جانب تخريج الكوادر العلمية في سائر الاختصاصات وضخها في سوق العمل، فهو الارتقاء بالمجتمع ثقافيا ووطنيا وبمواجهة الانحرافات الفكرية والأخلاقية ومحاولات اللعب بهوية الإنسان وكرامته والاسفاف بها إلى مدارج الحيوانات والبهائم وهي أخطر مهام هذه المرحلة التي تواجه البشرية ومجتمعاتها على شتى انتماءاتها الدينية والمذهبية والعرقية والتي يتبناها الغرب اليوم بشكل وقح وفاضح ويعمل على نشرها وتبنيها عالميا وبالفرض والقوة وبكل الوسائل بشكل فاجر، ويروج لها عبر عملائه من المنحطين في المجتمعات الخالين أساسا من القيم الإنسانية والأخلاقية”.
وقال: “أيها اللبنانيون، إنها معركة القيم التي يجب أن تخوضها الطبقة المتعلمة والمثقفة من خريجي الجامعات وأساتذتها الذين عليهم واجب ترصد حالات الانحراف، والتخطيط لمواجهتها قبل أن تصبح تهديدا للمجتمع وأن تتسلل للأسر والناشئة من أجيالنا فالإنسان والأسرة والعائلة هي أهم ما خلق الله وأكرم موجود ولأجلها خلق الكون ووجدت الأديان والشرائع”، مؤكدا انه “من أجل هذا كانت الجامعة الإسلامية، ونرجو أن تضع في اولوياتها مع أخواتها من الجامعات في لبنان الحبيب والعزيز، تعززها الخطط التربوية في المكتب التربوي للبحوث والانماء والمراقبة الحازمة لوزارة التربية والتعليم العالي للقيام بهذه الوظيفة الانسانية والوطنية والنجاح بها، وهذا يدعونا إلى تنظيم العديد من المؤتمرات والندوات والمحاضرات واللقاءات الثقافية وورش العمل والحلقات التدريبية، التي تتم من خلالها معالجة الموضوعات التي أشرنا اليها، في الجامعة”.
وتابع: “ولا تفوتنا الدعوة إلى الاهتمام بالجنود الأكاديميين الآخذين بصدورهم هذه المهمة من الكادر التعليمي وإعطائه الأولوية، لأنه السد الأول في مواجهة أخطر الآفات والحروب؛ حروب الثقافة ثقافة الاستتباع، وبناء الشخصية الإنسانية مكتملة الأوصاف، والاستجابة لمطالبهم الذي يستدعي من المسؤولين إعادة الأمور إلى نصابها، وإخراج البلد من المأزق السياسي لتعود المؤسسات الدستورية للقيام بواجباتها في خدمة المجتمع التي أخشى ما اخشاه أن يكون التأخير في إنجازها وعدم الاستجابة لدعوات التوافق تهيئة لأرضية نشر ثقافة الفساد هذه التي وصل الأمر أن صندوق النقد الدولي يفرضها كشرط على لبنان مما يعزز هذه القناعة لدينا، وسنعمل في القريب العاجل على مواجهة تشريعها في المجلس النيابي، رغم تيقننا بأن دولة الرئيس والأغلب الأعم من السادة النواب لن يصغوا فضلا عن أن يسيروا بالمشروع المقدم إليه عبر البعض ممن لا يعبرون إلا عن طبيعتهم وثقافتهم. وسوف يكون من حقنا واستنادا للمادة التاسعة من الدستور ان نطالب بوقف عرض او نشر كل مادة مصورة أو مكتوبة تمرر ثقافة الشذوذ الجنسي أو تروج لثقافة الانحطاط الانساني واللعب بهوية الانسان تذرعا بالحرية الشخصية”.
اضاف: “وفي الموضوع الوطني والسياسي، فمن المؤسف أن بعضا من القوى السياسية لا يقدم أي موقف إيجابي يساهم في إخراج البلد من أزماته، وإنما العمل على توتير الأوضاع الداخلية واثارة الفتن الطائفية، والاستثمار فيها، والامعان في تعميق الانقسامات، واثارة الاحقاد، وتأليب اللبنانيين بعضهم على البعض الاخر فأين هي الوطنية في كل ذلك؟! وأين منهم قضية النزوح السوري ومعاناة الشعب اللبناني؟ والكلام في هموم اللبنانيين والاخطار على الكيان لا ينتهي”.
وأعلن انه “في هذا الجو القاتم تفتح كوة أمل للبنانيين بالبدء بالحفر بالبلوك التاسع عن الثروة الغازية لتكون المخرج من الأزمة الاقتصادية وإنجازا آخر تقدمه المقاومة ودولة الرئيس الأخ الأكبر الأستاذ نبيه بري بعد إنجاز التحريرين للبنانيين جميعهم، وللبنان كله، وليس للطائفة الشيعية وحدها ليكون درسا للقوى السياسية تلك في العمل الوطني. فليكن هذا الانجاز الوطني اليوم بابا للولوج إلى التوافق على الحل السياسي وترك المناكفات السياسية واللعب على الطائفية والمذهبية التي لم تقدم للبنانيين سوى الخراب”.
وقال: “إن المطلوب، أيها اللبنانيون، اليوم هو الخروج من عقلية الحروب الأهلية وسياسة الكسر والانكسار. فلن نسمح بالعودة إلى عقلية ال ٧٥ كما فوتنا محاولات عديدة بجرنا إليها آخرها، بين هلالين، بوسطة جديدة تكون “بوسطة الكحالة” .فالإرادة الوطنية لدينا أكبر بكثير مما يتصور أصحاب العقول الشريرة التي تغمض عيونها عن الأخطار الداخلية والصهيونية، وما يرسم في دوائر الامم المتحدة لتغيير مهمة القوات الدولية في الجنوب اللبناني لخدمة العدو الاسرائيلي، والمطلوب هنا من الخارجية اللبنانية العمل الحثيث لتصحيح القرار والحؤول دون اصدار قرار جديد بالتعديل الذي تم في القرار السابق والذي لن يفيد العدو في تقييد المقاومة في لبنان التي تقض مضاجعه وفي فلسطين حيث يسطر الشعب الفلسطيني ملاحم البطولة ويوسع من عمليات المواجهة ويعمق المأزق الصهيوني ويرسم معالم التحرير القادم بإذن الله لفلسطين ومقدساتها بما يقدمه من دماء زكية تشهد له شهادة الانتصار يحاول العدو التهرب منها باتهام الجمهورية الاسلامية والعدوان على سوريا وبما يتظاهر به من عنتريات فارغة”.
وختم: “أتوجه بالشكر لله تعالى على هذا الإنجاز الذي هو خدمة نتوجه بها إلى أهلنا وأعزائنا في برج البراجنة والساحل الجنوبي وجوارهما، فمبارك لكم هذا الافتتاح، وإلى افتتاح فروع أخرى واختصاصات جديدة، بإذن الله تعالى ورعايته”.
كلمة اللقيس
والقى عميد كلية الاداب والعلوم الانسانية البروفسور سليمان حسيكي كلمة رئيس الجامعة الاسلامية البروفسور حسن اللقيس، قال فيها: “على عتبة ألم جرح الذكرى الخامسة والأربعين لتغييب إمام الوطن والمقاومة والعلم والمؤسسات سماحة الإمام السيد موسى الصدر، نقف اليوم هنا في الضاحية الأبية الشموس، في ساحل المتن الجنوبي، لنفتتح فرعا جديدا للجامعة الإسلامية في لبنان، وهي التي أصبحت جامعة لكل الوطن وعلى مساحة الوطن كما أرادها المؤسس المغيب جسدا والحاضر فينا فكرا ونهجا وعلما ومؤسسات”.
أضاف: “نقف اليوم في قلب الضاحية الجنوبية لبيروت، بين أهلنا وأبنائنا وبناتنا… نحن القادمون من مدينة الزهراء، التي تحولت من مبرة لأيتام الحرب اللبنانية لا يفارقها الأب الرؤوف، ومن مقر سياسي واجتماعي وتنظيمي للإمام الصدر، ومن حيث انطلق إلى رحلته الأخيرة قبل التغييب.. نأتي من خلدة.. من المكان الذي شهد على بداية إنتصارات المقاومة على العدو الصهيوني في ملحمة خلدة البطولية.. مما كان يسمى مدينة الزهراء والتي صارت جامعة إسلامية من أكبر وأهم الجامعات في لبنان وضمن لوائح أفضل الجامعات في العالم.. نأتي من خلدة إلى مبنى الأوقاف الإسلامية في برج البراجنة لنفتتح صرحا تربويا تعليميا جديدا يحمل فضل الإمام في التأسيس وفكره ونهجه في الإستمرار والتطور والتقدم”.
وتابع: “قد يعتبر كثيرون أن افتتاح فرع جديد في جامعة خاصة في ظل الظروف التي نعاني منها نحن والوطن هو فعل مخاطرة ورهان خاسر. لكننا ننطلق من واجبنا الإنساني قبل الأكاديمي تجاه شباب اليوم الذين هم مستقبل الغد. فهل نترك هؤلاء الشباب، ثروة لبنان ومنجمه ومنبع طاقاته، دون طموح أو أمل؟ وهل نترك الطالب الذي لا يريد السفر ولا يستطيع تكبد الأقساط المرتفعة والباهظة من دون علم؟ وهل نترك الذين يحملون هم التنقل وكلفته العالية متروكين لمواجهة مصير مجهول؟ لن نفعل ذلك.. وستبقى الجامعة الإسلامية تحضن شباب لبنان من صور إلى بعلبك ومشغرة مرورا بالوردانية وخلدة وبرج البراجنة وبئر حسن وقريبا في دير انطار وكل لبنان.. وسنبقى نقدم لطلابنا أفضل الخدمات التعليمية والأكاديمية من خلال طاقم تعليمي متخصص من خيرة أساتذة الجامعات وجهاز إداري لا يهدف إلا لخدمة الطلاب ورفع إسم الجامعة”.
اضاف: “نحن اليوم نفتتح فروعا جديدة للجامعة الإسلامية وقلبنا على جامعة الوطن التي لا نريد أن نصبح بديلا عنها، بل نسعى بكل ما وسعنا لتعود كما كانت جامعة الغني قبل الفقير، جامعة المتفوقين والمبدعين والمتميزين.. الجامعة التي تشكل طاولة حوار مستمر بين أبنائنا، بخاصة القادمين من المدارس الرسمية التي تواجه أصعب الظروف اليوم ، وفي الوقت نفسه تفوز آلاء سلمان طالبة ثانوية الإمام الصدر الرسمية للبنات في صور بالمرتبة الأولى في الإمتحانات الرسمية في شهادة البكالوريا”.
وأردف: “أولئك الشباب المتفوقون من خريجي المدارس الرسمية والخاصة، الذين يدخلون مرحلة التعليم الجامعي، يجب أن نعلمهم أن الصمود في الوطن النهائي لجميع أبنائه واجب لا يمكن التخلي عنه مهما عظمت التحديات. لكننا في الوقت نفسه، نسأل بإسم شبابنا المسلوبة أحلامه، الضائعة حقوقه، لماذا في الوقت الذي نسعى فيه لافتتاح جامعة، هناك من يريد هدم كل ما في الوطن؟ ولماذا في الوقت الذي نحضن في الجامعة الإسلامية كل شباب لبنان من كل أطيافه ومناطقه وطوائفه، هناك من يسعى للتفريق والشرذمة ورفض الآخر ونشر التعصب والفئوية والمناداة بالتقسيم والشرذمة ؟”.
وأكد “ان لبنان سيبقى، كما قال الإمام الصدر، أصغر من أن يقسم وأكبر من أن يبتلع، لذلك فإن الحل دائما هو ما يدعو إليه دولة الرئيس الأخ نبيه بري لأن الحل هو الحوار، والمخرج هو الحوار، وإنقاذ الوطن لا يكون إلا بالحوار من أجل حل كل الخلافات والاتفاق على مختلف القضايا والوصول إلى انتخاب رئيس للجمهورية يستطيع إخراج الوطن من أزماته كي لا تهجرنا الطاقات مجددا، وكي لا تضيع أحلام الشباب وطموحاتهم بوطن فديناه بالغالي والنفيس وبخيرة شبابنا”.
وختم: “إن شبابنا الذي قدمنا خيرته على مذبح الوطن منعا للصهينة والتقسيم والتوطين مطالب اليوم أيضا بالمقاومة. فالمقاومة ليست بالرصاص وحده. شبابنا الواعي والمثقف مطالب اليوم بالدفاع عن الأخلاق والقيم ومحاربة الشذوذ والإنحرفات وكل ما هو غريب عن مجتمعنا. فنحن في جامعاتنا نربي ونعلم لأن العلم من دون تربية يصنع شهادة تعلق على حائط ولا يصنع إنسانا يبني مجتمعا” .
كلمة بري
والقى النائب الخليل كلمة الرئيس بري، فقال: “شرفني دولة الرئيس نبيه بري ان اكون بينكم اليوم في افتتاح هذا الصرح وهو يهدي تحياته الى اهله في هذه المنطقة الكريم المتميز في ساحل المتن الجنوبي وفي برج البراجنة، قلب ضاحية العز والمقاومة والصبر والصمود التي كانت على الدوام هي المتحملة لعبء ازمات الوطن الكبرى في مراحل السلم وفي مراحل الحرب وعبء المواجهة، فكانت الحاضنة للمقهورين والمحرومين في ارضهم من البقاع والجنوب ومن كل ارجاء الوطن، وكانت هي الضاحية عند الاستهداف في حرب تموز ،٢٠٠٦ يوم حاول العدو الصهيوني كسر ارادة الحياة الموجودة فيها عندما استهدف بناها التحتية. لم يكن يريد ان يهدم ابنية بالقدر الذي كان يريد فيه ان يقتل روح الوطن الرافض للاحتلال والحريص على السيادة والاستقلال الحقيقي”.
اضاف: “نحن اليوم امام مشهد التأكيد على ارادة الحياة والصمود والنهوض والقيامة بالاصرار على الابداع وعلى العطاء وعلى التربية والتعليم، فالمكان في الضاحية والزمان في هذه الايام حيث تحتشد الصور في هذه المنطقة حيث مفاتيح نضالنا الاولى في سبيل هذا الوطن ودفاعا عنه وعن وحدته وعن سيادته، على مقربة من هنا من المريجة كانت اولى الانتفاضات سنة ١٩٨٣ يوم هب شباب افواج المقاومة اللبنانية “أمل” في ذكرى اختطاف وتغييب امامهم وقائدهم امام الوطن والمقاومة السيد موسى الصدر في تلك الايام سطروا اولى معالم التغيير الحقيقي في هذا الوطن واسسوا لانتفاضة السادس من شباط بعد اشهر يرسمون من خلالها صورة لبنان الجديد الذي ناضلنا ونناضل على الدوام من اجل ان يقوم وطن الحرية والعدالة والمساواة كما اراده الامام القائد السيد موسى الصدر”.
وتابع: “نعم من هنا، من برج البراجنة ايضا كانت وقفة الرئيس نبيه بري في مبنى القيادة على بعد امتار من هنا شاهرا سلاح الموقف والسلاح في يده متوجها مع اخوته الى خلدة الى المكان الذي علم العدو الصهيوني درسا لقدرة اصحاب الارادة على مواجهة الامكانيات وضرب كل روح الرفض في هذا الشعب، نعم من هذه المنطقة تعلمنا ان حب الوطن عبادة وصلاة وان الله محبة وان العيش الواحد في هذا الوطن هو حقيقة ، وان العيش المشترك فيه ليس شعارا يرفع في المناسبات بل هو فعل نمارسه في تواصلنا وعلاقاتنا وانفتاحنا على كل ابناء هذا الوطن والحرص على تكامل ادوار ابنائه من اجل ابقائه وطن السلام والحرية والقوة والحرص على العدالة فيه”.
وقال: “نعم على ابواب ذكرى تغييب امامنا وقائدنا نشهد على توسع واحدة من احلامه في نهوض هذا الوطن ومؤسساته وتطوره من خلال هذا الفرع للجامعة الاسلامية التي حدثت لها مكانا متقدما على ساحة التعليم الجامعي والعالي في لبنان والمنطقة، فبفضل الرعاية من قبل المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى ونائب رئيسه وبفضل العمل المجتهد والفاعل لرئيسها الاخ الدكتور حسن اللقيس شفاه الله، ايها السادة انها مسؤولية وجرأة كبيرة ان تبادر ادارة الجامعة على قرار التوسع هذا لتلبية حاجة ضرورية لابناء هذه المنطقة في توسيع فرص التعليم والتنمية وفي تأكيد الثوابت التي انطلقت منها المرعية من المجلس الاسلامي الشيعي الاعلى على ان يكون رافعا للعمل الوطني وحاميا للقيم الدينية والثقافية التي تحمي انسان هذا الوطن، نعم مسؤوليته في الحفاظ على جعل كل المؤسسات ومنها الجامعة مكانا للاندماج الوطني وتكامل ابناء المجتمع الواحد تأكيدا لمقولة الامام شمس الدين يوم اطلاقها بأنها جامعة لكل الوطن، نعم زيادة في فرص التعليم هذا المبنى المبني على مواكبة التطورات في الاختصاصات والحفاظ على المستوى العلمي وفتح المجالات المختلفة لتغطية حاجات المنطقة والوطن”.
اضاف: “انكم ايها الراعون والعاملون في هذه الجامعة امام مسؤولية تحدي بناء استراتيجية تربوية وتعليمية تراعي التغييرات الكبيرة والانفتاح التكنولوجي في عصر الذكاء الاصطناعي وابقاء الباب مفتوحا دائما امام تطوير المناهج وبرامج التوعية نحو الاختصاصات المطلوبة في سوق العمل في لبنان والعالم، ان هذه الاستراتيجية يجب ان تبقى محمية على الدوام بالقيم والمبادئ الدينية والاخلاقية وان تكون ساحة الجامعة الاسلامية بكل فروعها مفتوحة على نقاش كل الموضوعات في الاجتماع والسياسة والاقتصاد وان تكون ساحة حوار حقيقي بدون خوف او مواربة، لكن بالتأكيد هو الحوار والنقاش والاندماج المحصن بالثوابت الاخلاقية والقيمية لمجتمعنا”.
وتابع: “ايها السادة ان بادرة الامل هذه في افتتاح فرع الجامعة اليوم لا تخفي حقيقة الوضع الصعب الذي نعيشه على مستوى الوطن مع اشتداد الازمة السياسية مع تعمقها وتجذبها وتعقيداتها، حيث يبقى مفتاح الولوج الى الحلول للازمات هو اعادة انتظام المؤسسات الدستورية بدءا من انتخاب رئيس جديد للجمهورية والتوافق على التوقف عن محاولة اختطاف عمل المؤسسات الدستورية من الحكومة التي نجدد المطالبة بان تقوم بدورها كاملا في رعاية شؤون الناس واحتياجاتهم، الى محاولة تعطيل المؤسسة الام المجلس النيابي والمؤسسة الوحيدة الباقية عاملة وتعطي روحا لاستمرار البلد ومؤسساته، نعم هناك محاولة ليس فقط تحصل عبر تعطيل النصاب بل عبر ضرب دور ووجود هذه المؤسسات الضامنة”.
وسأل: ” لمصلحة من تعطيل اخر هذه المؤسسات وتسليم البلد الى هواة السياسة ومختلقي التجارة في مستقبل الناس ومستقبل الوطن. ان الوطن يحتضر والتجربة خلال فترة الفراغ ان لا حل لهذا الامر الا بإعادة البعض النظر في مواقفهم من الحوار والتواصل والتقاط الفرص، ومنها مؤخرا المبادرة الفرنسية التي تعاطينا معها بعيدا من الشكل، بل من خلال الجوهر بأنها فرصة من اجل لقاء المكونات اللبنانية الذين تحدثوا قبل ايام انهم يريدون رئيسا على قياس تيارهم او حزبهم وانهم يريدون رئيسا يختصر بمواصفات المنتمين اليهم اما نحن الذين دفعنا الدم من اجل حماية هذا الوطن نحن نريد رئيسا لكل اللبنانيين لا رئيس طائفة ولا حزب ولا تيار نحن نريد الرئيس الوطني صاحب الحيثية الوطنية والقادر على مد اليد الى الجميع دون استثناء بعيدا عن ممارسة الحقد والنكد السياسي والتعطيل السياسي من اجل حفظ المصالح الخاصة لفئة من اللبنانيين على حساب الفئات الاخرى”.
وقال: “الدولة ارهقتها سياسات الحقد وسياسات التشفي والشعارات الزائفة التي تعكس الوقائع عدم صدق مطلقيها في التغيير ومكافحة الفساد وغيرها من الامور التي يتسم مطلقو التعطيل اليوم بممارستها خلال تجربتهم السياسية والحكومية التي مرت”.
وتابع: “نحن نريد الدولة الواحدة الموحدة على قياس احلام الشهداء الذي ضحوا وليس دولة التعصب المناطقي والطائفي والمذهبي، نريد رفع الجدران وهدم الجدران القائمة بين ابناء الوطن الواحد رافضين تقزيم هذا الوطن على مستوى مشاريع البعض، لانه عندما تقوم قضية مرتبطة بمصير الوطن والناس تهون كل الامور التي نواجه، نحن الذين نعرف حقائق الازمات الفعلية التي اوصل اليها البلد، نعم نعرف كيف اديرت مشاريع التحكم والمصالح في الوزارات والادارات وكيف مورس منطق التعصب والتشفي ضربا لروح الطائف القائم على المشاركة الحقيقية بين جميع المكونات . نعرف كيف اديرت مشاريع الكهرباء والطاقة والمياه وصفقات الفيول والبواخر وغيرها والتي تسجل في تاريخ هؤلاء ولا يلغيها تصفيق فئة داخل قاعات مقفلة تحية للزعيم على حساب الوطن ومصلحة استقراره، ان بناء الصورة الحزبية والشخصية لا يحصل عبر تشويه ادوار الاخرين ونحن الذين دفعنا وعملنا كثيرا لن نقف عند كل هذه الهرطقات التي تريد اضعاف الموقف الوطني اللبناني، نحن نريد ان نستثمر ايجابا كل المحطات التي نعيشها وكل التحولات التي اخرها اليوم عبر اطلاق عملية التنقيب عن الغاز في بحرنا وفي مياهنا الاقليمية، كل الناس تعرف بحق من هو صاحب الفضل”.
وختم الخليل مثنيا “على الجهود المبذولة في تاسيس فرع جديد للجامعة الاسلامية “.
وفي الختام قص النائب خليل والشيخ الخطيب شريط الافتتاح ، وتوجها مع المشاركين لإزاحة الستار عن اللوحة التي تؤرخ للحفل، وأقيم حفل كوكتيل بالمناسبة .