شدد عضو كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب الدكتور علي فياض، على أن “المصالح الفئوية هي نقيض المصالح العامة، مهما يكن تبرير المصالح الفئوية ومهما اجتهد أصحاب المصالح الخاصة في تبرير مصالحهم، ونحن في لبنان، نعاني من غلبة المصالح الخاصة على حساب المصالح العامة، خاصة وأن المصالح المذهبية والشخصية تعطل الحلول وتعيق فتح مسارات المعالجة”.
وراى فياض خلال حفل افتتاح حسينية الإمام السيد موسى الصدر في بلدة القنطرة، في حضور عضو كتلة “التنمية والتحرير” علي حسن خليل، أن “أخطر ما يواجهه البلد هو الإستسلام لمسار الإنحدار الذي تعيشه مؤسسات الدولة، وهي في حالة يرثى لها، وعندما كنا نصرخ ونحذر في الماضي قبل تشرين الاول 2019 من أن البلد مقبل على انهيار مالي واقتصادي، لم يصغ إلينا أحد، بل ترك الوضع على تفاقمه وتدهوره الى أن إنفجرت الأزمة، والآن ترك الأمور على حالها دون المبادرة إلى معالجات جذرية سيفضي لا محالة إلى إفلاس الدولة وعجزها عن دفع ما عليها وعن تسيير المرافق العامة، فلقد ضاقت موارد الدولة، ويكاد ما تبقى من حقوق السحب الخاصة أن ينفد، والإحتياط الإلزامي تدنى إلى النصف تقريبا، ولم يعد منطقيا أو صحيحا ان تمول الدولة منه”.
واعتبر أن “نافذة الأمل لانتعاش مالي واقتصادي تكمن في خطوة بدء عملية الإستكشاف على أمل أن تكون النتيجة مرضية ومفيدة للبنان، وأن هذا المسار مطلوب بذاته بغض النظر عن أي ظرف، وهو لا يلغي ولا يغني عن ضرورة الاستحقاق الرئاسي عبر مسار الحوار والتفاهم”.
وقال: “إن افتتاح طريق وتعبيده يمر بتلال كفرشوبا ومحاذيا تماما للمناطق المحتلة بعدما كان قسما منه محتلا ومقفلا من قبل العدو، وبالتوازي مع بدء عمليات الاستكشاف في الحقول النفطية التي كان العدو يضع يده على قسم منها، هو ليس تأكيدا على الموقف السيادي والإنجازات السيادية التي راكمتها المقاومة فحسب، وإنما أيضا على هذا التلازم بين المقاومة والتنمية، وفي ظروف التهديد الإسرائيلي للبنان، لن يكون الإستقرار الأمني والسيادي متاحا من غير دور المقاومة في حماية الموارد واستثمارها على عكس ما يشاع ويحاول البعض أن يضلل الرأي العام”.
وفي ما يتعلق بالتجديد للقوات الدولية، أكد أن “التعديلات المطروحة دوليا لتعديل مهمة القوات الدولية وقواعد حركتها في منطقة انتشارها مرفوضة رسميا وشعبيا، وإذا أرادت هذه القوات أن تحافظ أو تبني علاقة طيبة ومستقرة مع المجتمع في منطقة عملها، فعليها أن تحرص على التنسيق مع الدولة وأجهزتها وخاصة الجيش وأن تتحرك بالتلازم معه، فهكذا تؤكد صدقية الدور في مساعدة الدولة ومؤازرتها على بسط سلطتها، لأنه من الخطورة بمكان أن تبرز القوات الدولية وكأنها تسعى لهدف واحد وهو مساعدة المعتدي الإسرائيلي والحرص على إسترضائه عبر تلبية شروطه ومتطلباته والتحول إلى آداة لحماية أمنه”، معتبرا أن “المعالجة بسيطة، فلبنان هو المعتدى عليه والإسرائيلي هو المعتدي، وأنتم تتواجدون على أرضنا وليس على الأرض التي يحتلها الكيان الإسرائيلي”.
وختم فياض: “إن إفتتاح هذه الحسينية في هذه الأيام التي نعيش فيها ذكرى أربعينية الإمام الحسين، هي مناسبة كي نحيي هذا المكان المبارك على قيم الإصلاح التي خرج من أجلها الإمام الحسين واستشهد من أجلها، إنما خرجت لطلب الإصلاح في أمة جدي أريد أن آمر بالمعروف وأنهى عن المنكر، فالإصلاح ليس مشروعا مذهبيا ولا قبليا أو فئويا، إنما هو سبيل المصلحة العامة، أمة أو وطنا، وهذه مسألة في صلب الرؤية الحسينية، وبالتالي في كل خط ينتسب لهذه الثورة الحسينية، وهي قضية تستأهل التضحية مهما علا الثمن وصولا الى الشهادة”.