رثت الاعلامية وفاء بيضون مؤسس وناشر موقع ” مجلة وفاء ” طلال سلمان في مقال وكتبت : ” عندما يرحل فارس الكلمة تصبح الابجدية خاوية لا بلاغة ترمقها ولا نحو وصرف ، وحين يترجل فارس الكلام عن صهوة الصفحات الدامغة في وعي الامة ، تصبح الامة يتيمة من مقالة لطالما تعودنا عليها مع كل طلعة فجر .
لن تبقى ايها الطلال طللا على مشارف الذكرى فانت سفير صوتنا حين كنت ومازلت صوت الذين لاصوت لهم .
ايها المسافر عبر صفحات الحياة مودعا رعيل القراء نحو الرفيق الاعلى.ايها المرتحل بعباءة الموقف حين عزت المواقف عند كثيرين “.
وأشادت ب طلال سلمان ” ايها الاستاذ المعلم .لملمت نقاط المفردات نقطة نقطة وجمعت تشكيلها لتتكون مناديل حبر اوجعت كل الطرقات التي مررت بها ، لم ترهبك بندقية مغتال ولن يثنيك تهديد زعيم ورئيس حاشية حين كان الموقف سلاحاً والكلمة بندقيه رديفة لمقاwمة كل محتل ومستكبر وظالم ومستغل ، لثمتك اوراق تبغ الجنوب الذي احببت وبكتك اوراق حور بعلبك الذي فيها ووريت ، ونعاك كل الوطن . فكما كان يراعك ينهل من معين المواقف كانت كلماتك تحدد كل الاتجاهات ولم تتخل عن نصرة فلسطين قبلة الجهات الاربع “.
كما أشارت ” من هنا ابدأ من الصحيفة اليومية السياسية اللبنانية الناطقة باللغة العربية في 26 مارس 1974، حيث النسخة الاولى لتمخر عباب الوطن العربي حاملة على طي صفحاتها تواقيع عشرات الاعلاميين الذين لمعت أسماؤهم بفضل السفير واستمرت حتى إعلان توقفها عن الصدور في 31 ديسمبر 2016 بسبب أزمة تمويل “.
كما نوهت بدوره العروبي : ” طلال سلمان الغارق منذ تأسيسها بتأييده للقومية العربية ومنظمة التح رير الفلسطينية وخلال فترة الحرب الأهلية أصبحت في سنواتها الأخيرة منبرا للتعايش ورفض التجزئة والانقسام بين اطياف الوطن .طلال سلمان ايها المترجل عن 85 عاماً.تعد بحق احد ألمع الكتاب المفتتحين بعمودك المعهود لتشكل مدماكا حيث يجب ان توجه الكلمة ، من يعرف طلال سلمان يدرك أنه أديب متوارٍ سرقته الصحافة من الأدب في ذروة ازدهارها في أواخر خمسينيات القرن المنصرم وهو من بين صحفيين عرب قلائل تطلع، منذ بداياته المهنية إلى أن تكون الصحافة منبرا حرا للتعبير عن الرأي ، وميدانا لتأكيد التزامه القضايا الوطنية والقومية والاجتماعية. وحين تمكن من تحويل حلمه بتأسيس صحيفة مستقلة إلى حقيقة بعد 18 سنة من مُعاركة الكلمات، عمد إلى جعل صحيفته منبرا حقيقيا لقضايا العرب ولقضية فلسطين .
طوال أكثر من 40 سنة اشتعلت مجادلات فكرية وسياسية، ما كانت لتنتهي البتة، وفيها تلاقحت خلاصات شتى لتجارب فكرية وثقافية عربية ولبنانية، الأمر الذي جعلها، بجدارة تجربة نادرة في الصحافة العربية ولا سيما حين تمكنت من جمع اللبناني إلى الفلسطيني إلى السوري والمصري والعراقي والأردني وصولا الى المغرب العربي “.
ختمت : ” ايها الريادي منذ طفولتك كنت اسيرا لقانون التنقل بين المساكن والمدارس فلم يستقر بك ولعل هذا التنقل القسري أفاد في جانب مهم هو اكتشاف المناطق اللبنانية المختلفة، واكتشاف اللبنانيين بانقساماتهم الأهلية وطبائعهم القروية.
بوعيه السياسي يتبرعم في الأجواء التي أعقبت ثورة 23 يوليو (1952) في مصر التي كان لها التأثير الأكبر في جذب انتباهه إلى السياسة. وعلاوة على ذلك، فتح وجوده في مدرسة بلدة المختارة الشوفية في أوائل خمسينيات القرن العشرين، وهي مقر زعامة آل جنبلاط في الجبل اللبناني، عينيه على بعض جوانب الواقع اللبناني.
طلال الاستاذ و استاذ الكلام لقد طويت صحيفتك مرة اخرى بانطواء العمر بعد ان قارعت المرض متحديا كما كنت في سيرتك تعشق التحدي غير ابه للربح والخسارة .لقد خسرت العمر وربحت محبة ملايين العرب وستبقى حتى في ثراك محفز صوت الذين لا صوت لهم “.