الأحد, نوفمبر 24
Banner

دعوة بري الحوارية قائمة على ضمانتين: تأمين النصاب وجلسات متتالية

ينتظر الرئيس نبيه بري حصيلة مواقف الكتل النيابية والنواب المستقلين من دعوته الى طاولة حوار قبل دعوته الى جلسة الانتخاب الرئاسية الـ 13 التي ستكون متتالية على عكس التي سبقتها. ويرى في خطوته هذه فرصة ذهبية لانتخاب رئيس للجمهورية في ايلول الجاري، وانها تصب في مصلحة اللبنانيين وكل من يعمل بالفعل على انتخاب رئيس للجمهورية. وهذا ما تلقّاه بري من نواب لا يتفقون معه في التوجهات وترشيحه الوزير السابق سليمان فرنجيه، لكنهم يشاركونه مطلب انتخاب الرئيس العتيد. مع الاشارة الى ان الامور بما تتمناه رياح سفينة بري الحوارية لن تكتمل مقاعد نوابها بغياب “القوات اللبنانية” وحزب الكتائب الى مروحة لا بأس بها من النواب “التغييريين” والمستقلين، علما ان ثمة مجموعة من الاخيرين تقول انه يمكن الاستفادة من مبادرة بري هذه واستغلالها. ومن بين هؤلاء نائب زحلة ميشال ضاهر. وستجتمع كتلة “تجدد” اليوم لحسم موقفها.

ماذا يريد رئيس المجلس من تلك الطاولة المنتظرة اذا كُتب لها الالتئام بعد الخلافات العميقة والتباعد في وجهات النظر الرئاسية على مدار أشهر الشغور المفتوحة، علما انه لم يضع في خطابه في ذكرى تغييب الامام موسى الصدر ورفيقيه شروطا مسبقة حيال التمسك بمرشح او رفضه؟

يقوم الحوار المنتظر وفق القواعد الآتية:

– ان لا تتجاوز مدته في البرلمان سبعة ايام وعقد جلسات قبل الظهر وبعده بمشاركة رؤساء الكتل او من يمثلها، مع الاخذ في الاعتبار توزع النواب السنّة و”التغييريين” والمستقلين، مع التذكير بوجود مجموعة من النواب “الضائعين” بين هذه الجهة او تلك ولا يمكن تغييب آرائهم .

– يطرح بري بندا وحيدا للحوار هو انتخاب رئيس الجمهورية لا غير من دون الدخول في اي ملف آخر لا في شكل الحكومة ولا في اسم رئيسها ولا بيانها الوزاري.

– محاولة الاتفاق على اسم او اسمين او ثلاثة مرشحين والتوجه بهم الى جلسة الانتخاب. واذا لم يحصل هذا الامر بين المتحاورين يذهب الجميع الى جلسات متتالية (ثمة من يميزها عن المفتوحة) واختيار النواب من يريدونه او يفضلونه من المرشحين. ولا يرى في دعوته هذه تعارضا مع مهمة الموفد الفرنسي جان – ايف لودريان.

– ثمة نقطة اساسية يركز عليها بري في الحوار لضمان انتخاب رئيس هي تعهد الجميع عدم تطيير نصاب الجلسة اي بقاء 86 نائبا على مقاعدهم ليضمن النصاب والتوصل في نهاية مطاف هذه الجلسات الى انتخاب رئيس.

– لا يرد بري عند سؤاله عن مصير طاولة الحوار اذا تغيبت كتل اساسية في حجم “القوات اللبنانية” وغيرها من النواب. وهل يتم الاكتفاء بحضور تكتل “لبنان القوي” برئاسة النائب جبران باسيل ليؤمّن الميثاقية المسيحية.

وكان رئيس المجلس قد توصل الى هذه الخلاصة الحوارية بعد وصول البرلمان الى حائط انتخابي مسدود نتيجة وجود “بلوكين”: الاول يريد الدخول في حوار قبل الانتخاب، في وقت يشدد الثاني على الدخول في الانتخاب مباشرة والتوجه الى حوار بعد انتخاب رئيس الجمهورية. وعمل رئيس المجلس هنا على التوفيق بين طرحي “البلوكين” اللذين لم ينتخبا رئيسا الى اليوم.

واذا تحقق ما يهدف اليه الرئيس بري من التوجه الى الحوار وانتخاب رئيس في جلسات متتالية ينسحب هذا المناخ الايجابي على الاستشارات النيابية الملزمة وتشكيل الحكومة وخلق مناخات ايجابية في البلد في ظل كل هذا الكمّ من الازمات التي تهدد اللبنانيين ومؤسساتهم. ويركز بري هنا على ملف اتمام انتخابات الرئاسة وتأليف حكومة لتواكب جملة من المواضيع التي تشغل المواطنين ويترقبونها من مثل ما ستصل اليه شركة “توتال” في عملية التنقيب عن الغاز في البلوك 9 في بحر الجنوب وغيرها من الملفات.

وفي المناسبة، سأل المنسق الاميركي الخاص بشؤون الطاقة آموس هوكشتاين عن عدم ولادة الصندوق السيادي الى الآن، ولم يغب الملف الرئاسي عن لقاءاته من دون ان يتدخل في تشعباته في شكل مباشر على اساس ان هذا الاستحقاق هو من مسؤولية كتل البرلمان ولم يعترض على الحوار في ما بينها.

في غضون ذلك وترقّب ما ستؤول اليه دعوة بري الحوارية، وفي حال اتمامها وبغض النظر عن حصيلتها والتوجه بعدها الى المباشرة بجلسات متتالية، فان الكتل التي عارضت الحوار انطلاقا من مجموعة الـ 31 نائبا من المعارضة ستعمل وفق نقطتين: تتمثل الاولى في السعي الى تعطيل النصاب اذا تمكنت من تطيير حضور 86 نائبا وهي لا تقدر على هذا الفعل من دون اللجوء الى اسناد من النواب العونيين.

وثمة من يتحسب لحضور المعارضة الى ساحة النجمة عند حصول الجلسات المتتالية وتعمل على خلق تقاطع نيابي جديد والسير بشخصية على غرار الوزير السابق جهاد أزعور، لانه في ساعة الجد من هذا النوع من الجلسات سيكون من الصعوبة على النواب المعارضين مشاهدة جلسات الانتخاب وهم في منازلهم، الامر الذي سيحرجهم امام المجتمع الدولي وقواعدهم اذا تفرجوا على انتخاب رئيس للجمهورية اذا صحّت توقعات بري وانتخابه في ايلول. واذا لم تحصل هذه الانتخابات سيستعد اللبنانيون للتأقلم مع خريف سياسي مفتوح.

رضوان عقيل – النهار

Leave A Reply