أحيت حركة “أمل” أربعينية الامام الحسين ، في مقام السيدة صفية في حوش تل صفية ، في حضور رئيس الهيئة التنفيذية في الحركة مصطفى الفوعاني ، النواب: غازي زعيتر ، ملحم الحجيري و ينال صلح ، نائب رئيس المكتب السياسي الشيخ حسن المصري ، عضو الهيئة التنفيذية بسام طليس ، المسؤول التنظيمي لاقليم البقاع اسعد جعفر، علماء دين ، وفد من “حزب الله” وفاعليات.
ألقى الفوعاني كلمة “أمل” واستذكر قسم الامام الصدر في ذكرى الاربعين على مرجة راس العين عام ١٩٧٤ والتي تصادف اليوم وذكرى تغييب الامام السيد موسى الصدر ورفيقيه الشيخ محمد يعقوب وعباس بدر الدين متوجها للإمام في سجنه بانه يبقى درب الجهاد ومحراب الصلاة، وتبقى عباءته امتداد مساحة لوطن اكثر ما يحتاجه اليوم فكره ونهجه وميثاقه”.
واستحضر وقوف الامام موسى الصدر في مدينة بعلبك ، واعلن “انطلاقة حركة أمل، فهي مرتبطة في ذكرى سيد الشهداء وأمل ارثها في ثورته حيث يقول الإمام:ذكرى أربعين سيد الشهداء، في مدينة بعلبك، تذكرني بيوم آخر مر على هذا البلد، شاهدت هذه المدينة احتفالا آخر، عندما دخل أسرى آل البيت، ورأس الحسين، وأصحاب الحسين على القنا دخلوا هذه المدينة في طريقه إلى الشام. قالت الدولة، قال الإعلام الرسمي، قالت المكبرات، والمشوشون قالوا: الخوارج سيدخلون بعلبك، وقد خذلهم الله ونصر الخليفة، فاستقبل أبناء بعلبك هذه القافلة، فعندما التقوا سألوا من أي الأسارى أنتم؟ فقالت زينب بنت علي: نحن من أسارى آل محمد. فنهض أبناء بعلبك الغيارى، وتذمروا وثاروا وهجموا على عملاء الخليفة، وطردوهم من البلد، واحتفلوا بذكرى أبي عبد الله أيام الأربعين، وبنوا مسجدا كان يسمى مسجد رأس الحسين قرب رأس العين. وبنوا مقاما لبنت الحسين، التي ماتت من عذاب الطريق وصعوبات الأسر والسبي. ثم هرب الظلمة وخاف المتآمرون والمضللون، فهربوا وهربوا معهم رأس الحسين ، فأخذوه هدية لطاغيتهم، للظالم ابن الظالم وللطاغية المستأثر”.
وقال:”ها نحن نحتفل بذكرى أربعين الحسين ، وبمناسبة متشابهة في الأهداف، وفي المواقف، وفي التضليل. أما الأهداف فقال الحسين يوم خروجه: ألا ترون أن الحق لا يعمل به، وأن الباطل لا يتناهى عنه، ليرغب المؤمن في لقاء الله حقا. فاعتبر الحسين أن مجرد عدم إحقاق الحق وإبطال الباطل، مجرد إحقاق الحق إذا ترك والباطل إذا ما نهي عنه كاف لأن يرغب المؤمن إلى لقاء الله ويستسلم للشهادة”.وكان القسم وكانت الانطلاقة المباركة”.
وأعاد التذكير بأنه بعد خمسة وأربعين عاما على التمادي في ارتكاب جريمة الاخفاء يجب ان تكون مدة كافية لتبيان حقيقة هذه الجريمة واعادة أمامنا الى ساحة جهاده ووطنه واهله، مستذكرا “خطاب الإمام موسى الصدر في مدينة بعلبك والأفكار والمواقف التي أطلقها تؤكد انحياز حركة امل التام الى جانب المعذبين والمحرومين والفقراء لأي منطقة أو طائفة إنتمت من وادي خالد وعكار الى عرسال ودير الأحمر وبعلبك وقراها وبلداتها والهرمل إلى الجنوب والبقاع الغربي إلى قرى الجبل والضاحية إلى كل لبنان، حيث غدا الإمام الحسين رمزا انسانيا راقيا وعالميا يقف في وجه الظالم وينحاز إلى المظلومين والمعذبين، وغدت كربلاء ساحة مقاومة تنتصر في لبنان وفلسطين على همجية إرهاب الدولة المنظم في الكيان الاسرائيلي”.
وأكد أن “الرئيس نبيه بري كان حريصا قبل انتهاء ولاية الرئيس عون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي”، ودعا يومها الى الحوار ولكن البعض لم يكن يقارب الدعوة من مصلحة وطنية وبدأ رهانا على معادلات هنا وهناك ، وكان لا بد من إنجاز هذا الاستحقاق حينها وبالامس قبل اليوم، واما قد وصلنا الى هنا ومع اطلاق الرئيس بري مبادرته في ذكرى تغييب الامام ورفيقيه في بيروت نؤكد على المبادرة حيث قال الرئيس بري: تعالوا إلى حوار في شهر أيلول لمدة أقصاها سبعة أيام والذهاب بعدها لعقد جلسات مفتوحة ومتتالية إلى أن يقضي الله أمرا كان مفعولا ونحتفل بانتخاب رئيسا للجمهورية، مؤكدا أن إستحقاق رئاسة الجمهورية كان يجب أن ينجز بالأمس قبل اليوم وغدا قبل بعده وقبل أي أوان وقبل فوات الأوان”.
واستشهد بحرفية ما قاله الرئيس بري:”وهل ممنوع على مكون سياسي وروحي مؤسس للكيان اللبناني أن يكون له صوت ورأي في مواصفات رئيس جمهورية بلاده”؟، وقال:”نشير الى أن أطرافا عادت لتعزف على وتر التقسيم والفدرلة وهي صيغ عانى اللبنانيون مآسيها وويلاتها، و أن إنجاز الإستحقاق الرئاسي لا يتم بفرض مرشح أو بوضع فيتوهات على مرشح ولا ينجز ولا يتم بتعطيل عمل المؤسسات الدستورية، وشل أدوارها لا سيما عمل السلطة التنفيذية كسلطة تصريف للأعمال بالحدود الضيقة وبتعطيل عمل السلطة التشريعية التي لها الحق أن تشرع في كل الأحوال، وهل كان على رئيس المجلس أن يدرج على جدول أعمال آخر جلسة قانون تشريع الشذوذ كي يكتمل عقد الجلسة”؟، مؤكدا أن “المجلس النيابي لايبتكر الضرورة بدل إنتخاب رئيس الجمهورية، ولفريق الوشاة الذي يسير خطوط ترانزيت جوية عابرة للقارات باتجاه عواصم القرار في أوروبا وأميركا ويشكل مجموعات ضغط في عواصم القرار تحريضا وتشويها، مشيرا إلى أن هؤلاء مخطئون في العنوان ولا يعرفون من هو نبيه بري ومن هي حركة أمل، وندعوهم إلى توفير أموال الترانزيت والأكلاف على الإقامة في الفنادق الفاخرة وعلى شراء الذمم في مراكز النفوذ في تلك العواصم قائلا انتو غلطانين بالنمرة وخيطوا بغيرهالمسلة”.
ورأى ان “البعض تلقف مبادرة الرئيس بري وهذا فأل خير للخروج من الازمات، وأما الذين أصموا قلوبهم ورفعوا سقوف التحديات، وغالوا في إطلاق مواقف متوترة تدل على شلل وطني، حيث لا يملكون وكالة عن ناخبين يؤمنون أن الحوار سبيل خلاص، وهو مسؤولون امامهم لانهم دلسوا عليهم وسيحاسبهم التاريخ كما حاسب كل الطغاة لهؤلاء نقول: وأسفاه. وحسبنا قول الشاعر: أيها العائب قولي إنما طيب قولي قد أتاكم كالأجل فكلامي ريح زهر كلما فاحَ يفنى في نواحيه الجعل”.
وعن الثروة النفطية والبدء بعملية الحفر، رأى الفوعاني انه “إنجاز يرقى إلى مستوى انتصاراتنا على العدو، وهو مسير تضحية رسمت معالمه يوم انصارية يوم وقع العدو بكمين محكم لمجاهدي حركة امل عام ١٩٩٧، فكان بحرنا يفصح عمليتهم وكانت جغرافيا الأرض تقاوم ، وهو إنجاز من رسم معالم بحرنا دماء وهو الشهيد هشام فحص فليكفوا تشدقا وكذبا وتزويرا، ونحن وضعنا كل ما أنجز ودون منة بين يدي الشعب اللبناني”.
وقال :”حول التهديدات الإسرائيلية للبنان نؤكد مجددا أن حركة أمل بكل مستوياتها الجهادية، معنية بأن يكون كل فرد منها فدائي للدفاع عن حدود أرضنا المقدسة “، وشدد على “أن قضية الإمام الصدر لن يطويها الزمن وغير قابلة للمساومة أو المقايضة، وهي قضية إنسانية وقضية الشرفاء في العالم ولن نهدأ ولن نستكين حتى يعود الامام إلى ساحة جهاده”، واعلن انه على “الجميع ان يعي بان لبنان للجميع ولا يقوم الا بكل مكوناته ويجب الجمع والابتعاد عن التفرقة، وميثاق لبنان الوطني يجب ان يكون شرعة الحياة المشتركة ،لا شرعة التناحر والتقاتل، وان نحتكم الى صوت الحق”.
وختم منوها ب”الجهود التي تبذل من اجل التعاون العربي الإسلامي والتقارب من اجل مصلحة أمتنا وقضايانا وخصوصا فلسطين ، التي نأمل ان تبقى كل الفصائل الفلسطينية متحدة وعلى تنسيق دائم لمواجهة الغطرسة الاسرائيلية وإزالة هذا الكيان من الوجود، فشرف القدس يأبى ان يتحرر إلا على ايدي الشرفاء، ولتبق فلسطين قضيتنا واعادة شعبها الى أرضه هدفنا، ونصرة اهلها عنوان كرامتنا”.
تخلل المراسم نشيد “لبيك يا حسين” لفرق رمزية من جمعية كشافة الرسالة الإسلامية مفوضية البقاع، وفي الختام مجلس عزاء للقارئ حسن علامة.