الجمعة, نوفمبر 22
Banner

سيناريوهات خطيرة رسمت لـ«عين الحلوة» وبري يُـنجز «وقف للنار» رغم الخروقات

كتبت صحيفة “الديار”: لم يكن مقدر لمعارك مخيم عين الحلوة ان تخمد نيرانها بالأمس (رغم الخروقات)، فالاجندة المحلية والاقليمية التي كانت السبب الرئيسي وراء اندلاعها لم تحقق اهدافها بعد، غير ان توازن القوى بين الفريقين المتصارعين وعدم قدرة اي فريق على حسم المعركة او تسجيل تقدم على الفريق الآخر، بالاضافة الى الضغوط التي مارسها رئيس المجلس النيابي نبيه بري لتنفيذ فوري لوقف اطلاق النار بعدما أيقن ان ما يحاك اقليمياً ودولياً لهذا المخيم سوف يؤدي الى هلاك لبنان في هذا الظرف الصعب، ما ادى في نهاية الطريق الى وقف المعارك في المخيم الفلسطيني الأكبر على الأراضـي اللـبنانية.

وبالأضافة الى الملف الفلسطيني المستجد، لا تزال البلاد تدور في دوامة «الجدال اللبناني» حول من يسبق من: الحوار أو انتخاب الرئيس؟ في وقت يتهدد لبنان بأخطار اجتماعية وأمنية واقتصادية جمة تبدأ بملف النزوح السوري القديم مروراً بالغلاء الفاحش وانقطاع الخدمات والتهديد بانقطاع الطحين وصولاً الى الملف الأكثر أهميةً وهو النزوح السوري المستجد والذي تتقاعس الدولة بكل أجنحتها الحكومية والعسكرية والأمنية في مواجهته، في ظل مقولة الرؤساء والمسؤولين الشهيرة «شو بهدّي الأميركيين والأوروبيين عنا» في حال أعدناهم الى سوريا.

مخيم عين الحلوة: وقف النار وما كان مرسوماً

هذا ونجح بالأمس الرئيس بري بانجاز اتفاق لوقف اطلاق النار في مخيم عين الحلوة والذي يبدو صامداً حتى اللحظة (رغم الخروقات المتقطعة)، حيث اجتمع مع عضو اللجنتين التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية والمركزية لحركة فتح عزام الأحمد، ثم مع عضو المكتب السياسي لحركة حماس موسى ابو مرزوق، متوصلاً الى اتفاق لوقف النار دخل حيز التنفيذ عند السادسة من مساء امس.

هذا وكانت الهواجس لدى المرجعيات السياسية والأمنية في البلاد تتعاظم نظراً لما يمكن ان تؤول اليه الأمور في المخيم وارتداداته على المخيمات الفلسطينية الأخرى وعلى الداخل اللبناني. وفي هذا الاطار رسمت سيناريوهات عدة، يبقى الأخطر بينها، السيناريو الإسرائيلي، والذي يستفيد من اللااستقرار الأمني على الساحة اللبنانية خاصةً اذا كان في منطقة تعد الحقل الأمني لحزب الله. فالعدو الاسرائيلي يعتبر ان محور المقاومة نجح في استنهاض جبهة رابعة في مواجهته من داخل الاراضي المحتلة في الضفة الغربية في جنين ونابلس من خلال حركة حماس والجهاد الاسلامي، وبالتالي يرد الاسرائيلي عبر استثمار احداث عين الحلوة وتفجير المسرح الرئيسي للمقاومة في لبنان اي الجنوب اللبناني.

كما ان معارك عين الحلوة كانت مرشحة بقوة للتمدد الى بقية المخيمات الفلسطينية، ما يمثل فرصة ذهبية للعدو لتصفية حق العودة للفلسطينيين وهذا ما رأيناه منذ ايام عندما نصبت الخيم قرب ملعب صيدا البلدي. وهذه الخطوة خطيرة بدلالاتها لو لم تسارع السلطة اللبنانية الى استدراكها عبر تفكيك الخيم، اذ يمثل خروج اللاجئين الفلسطينيين من مخيم عين الحلوة؛ اكبر مخيم لفلسطينيي الشتات بعد مخيم اليرموك في سوريا(المدمر)؛ الى مدينة صيدا خطوة أولى نحو دمجهم بالمجتمع اللبناني وتصفية قضيتهم.

بالمقابل، قالت مصادر مطلعة على احداث مخيم عين الحلوة عن ان المسألة بدأت على انها صراع بين فصيل وآخر، لتنتقل فيما بعد الى من يمسك القرار الفلسطيني في المخيم وصولاً الى القرار الفلسطيني على الساحة اللبنانية. وفي هذا الاطار تؤكد المصادر نفسها انه مهما كثرت الروايات الأمنية فان الشق السياسي لا يزال هو المحرك الأساس، فحركة فتح لاحظت تعاظم قوة حماس داخل المخيم وهي اعتبرت في مكانٍ ما ان الهدف المتوسط والبعيد اضعافها ثم اخراجها على ان تتبع بقية المخيمات. وهنا تعتبر المصادر ان اي معركة مقبلة بين محور الممانعة والعدو الاسرائيلي سوف ترتكز على مبدأ وحدة الساحات بما فيها الساحة الفلسطينية الداخلية والخارجية، ما يستوجب الحسم في القرار الفلسطيني وموقعه في الحرب المقبلة، لتختم المصادر بالقول ان اتفاق وقف اطلاق النار قد يستمر لكنه لا يتضمن عناصر الاستدامة.

زيارة رعد لـ فرنجية

وكان استقبل أمس رئيس «تيار المرده» سليمان فرنجيه في دارته في بنشعي، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد على مأدبة الغذاء، وجرى البحث في مختلف التطورات والاوضاع الراهنة.

وفي هذا السياق، كشف مصدر مسؤول في الثنائي الشيعي لـ«الديار» أن هدف زيارة رعد لفرنجية وفي هذا التوقيت بالذات جاءت لتؤكد له ان حزب الله مستمر بترشيحه وانه لا يزال «مرشحنا الأوحد» بغض النظر عن رأي الموفد الفرنسي لودريان او ما يسرب عن بعض الاجتماعات والشخصيات.

ويضيف المصدر نفسه، نحن مددنا يدنا للحوار لفريق المعارضة وهم قابلونا بالرفض، ولقد اصبح واضحاً للقريب والبعيد من يعرقل الحل ويبقي البلاد في دوامة الفراغ، ليختم «على هذه الحال «بيجي لودريان وبفل لودريان ولا انتخابات رئاسية، وبيرجع وبيجي وبيفل وما في انتخابات».

جولة لودريان: لا خرق

لليوم الثالث على التوالي، استكمل الموفد الفرنسي جان إيف لودريان جولته امس، على المسؤولين والقيادات اللبنانية، في زيارته الثالثة إلى بيروت.

واستهل لودريان زياراته من بكركي حيث التقى البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي الذي اكد لضيفه «ان انتخاب رئيس للجمهورية هو المدخل الحصري لإنتظام عمل المؤسسات الدستورية.»

وبعد الظهر، عقد السفير السعودي وليد بخاري خلوة جمعته بمفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان ولودريان في دارته، قبل ان يجتمعوا بالنواب السنة.

في بداية اللقاء، أكد بخاري ان «اللقاء هو تعزيز للوحدة والتضامن بين الجميع».

ثم القى دريان كلمة اكد فيها ان «النواب المسلمين من اهل السنة حريصون على إنجاز الاستحقاق الرئاسي، ولم يقاطعوا أي جلسة انتخاب، ويؤكدون ويسعون الى الإسراع في انتخاب رئيس جامع»، وقال: «لا جمهورية بدون رئيس للجمهورية، ونحن والحاضرون متمسكون بالدستور وباتفاق الطائف وتطبيقه كاملا، وهم من المنادين بالعيش المشترك ويصرون على مواقفهم الثابتة في تحقيق الإصلاحات، ويقدرون عمل اللجنة الخماسية ومساعيها للخروج من هذه الأزمة. ودار الفتوى تؤكد ما ورد من مواصفات لرئيس الجمهورية الذي يجب ان ينتخب على أساسها والواردة في بيانها الصادر منذ عام تقريبا»، مضيفا «ولا مانع لدينا من حوارات سريعة للتوصل الى تفاهمات».

بدوره، قال لودريان: «نرى ان الوضع في لبنان غير سليم ووجودي في بلدكم هو للمساعدة».

ورأى ان «الشغور في مؤسسات الدولة يشل الدولة، وان انتخاب الرئيس لا يشكل حلا بل هو شرط أساسي للحل، وفرنسا والسعودية تعملان يدا بيد من اجل لبنان ونهوضه، والمساعي التي تقومان بها مع اللجنة الخماسية نأمل في ان تثمر وتحقق النجاح».

ثم توالى على الكلام النواب الحاضرون مؤكدين «ضرورة انتخاب رئيس في القريب العاجل»، وأشادوا بـ«الجهود السعودية والفرنسية وبعمل اللجنة الخماسية».

النزوح السوري المتجدد

وعلى صعيد النزوح السوري المتجدد والذي يأخذ الطابع الاقتصادي بعد ان كان امنياً في بداية الحرب السورية، بدا فاضحاً عجز الدولة بكل اذرعها عن الامساك في الملف بدءا بالحكومة التي لم تتواصل حتى اللحظة مع الحكومة السورية لبحث سبل ضبط الوضع على الحدود، وصولاً الى الأجهزة الأمنية والعسكرية التي تقوم بالحد الأدنى في ما خص مكافحة هذه الظاهرة. وفي هذا الاطار، اعتبر مصدر مطلع ان الحدود ليست بحاجة الى اعداد كبيرة من العسكر لضبطها، اذ ان التقدم التكنولوجي والتقنيات الحديثة في مراقبة الحدود تحل بنسبة لا بأس بها مكان العنصر البشري.

وفي السياق نفسه، تقول مصادر سياسية مطلعة ان القرار الغربي الأوروبي الأميركي في ابقاء النازحين في لبنان واضح وضوح الشمس واذا تجرأ اي جهاز امني او قامت الحكومة بأي خطوة عملية، فسوف تحصل هجمة من السفراء الغربيين على السراي واليرزة وعين التينة لثني القيادات عن الأمر.

هذا ويقول مسؤول امني لـ«الديار» ان موجة النازحين الجديدة تشكل خطرا امنيا كبيرا على لبنان، حيث يكشف عن القبض على مجموعة من 35 نازحا دخلوا البلاد مؤخرا عبر عكار، معظمهم من منطقة الرقة في الشرق السوري، يحملون معهم اوراقا ثبوتية صادرة عن «زمن حكم داعش»، واللافت في الأمر انهم دخلوا دون نساء وأطفال. ويضيف، هذه المجموعة تمكنا من القبض عليها، ماذا عن المجموعات الأخرى؟ ليختم بالقول «حقيقةً الخطر وجودي على البلد».

Leave A Reply