كتبت صحيفة “نداء الوطن”: عشية المشاورات على مستوى اللجنة الخماسية لأجل لبنان في نيويورك، فإن اللجنة تتداول مشروع بيان تصدره اليوم، يؤكد مضمون البيان السابق بعد اجتماعها في قطر. ويعكس البيان ما صدر عن مجلس الأمن في التمديد لقوات «اليونيفيل». وتردّدت معلومات عن أنّ اللجنة قد تعقد اجتماعاً على مستوى وزاري أو مندوبين، كما هي حال الولايات المتحدة التي ستتمثل بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى بربارة ليف. كما سيقيّم اللقاء حصيلة لقاءات الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان الأخيرة في لبنان.
وخلال التدقيق في المعلومات الرسمية حول لقاء رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس نائبة وزير الخارجية الأميركي للشؤون السياسية فيكتوريا نولاند، يتبيّن أن اولوية ميقاتي كانت «أزمة النازحين السوريين». أما أولوية نولاند فكانت «الاسراع في انتخاب رئيس جديد للجمهورية». وفي معلومات «نداء الوطن»، أن ميقاتي كان طلب موعداً من وزير الخارجية الاميركي انطوني بلينكن، فكلف نولاند بالاجتماع الذي حذّرت فيه من «أخطار في الجنوب تكون لها انعكاسات على مستوى أوسع».
ما هي تطورات الاستحقاق الرئاسي الأخيرة؟ تجيب مصادر بارزة في المعارضة عبر «نداء الوطن»: «الموقف السائد لدى المعارضة الآن، هو أن النتيجة الأساسية لجولة لودريان دعوتُه الى خيار ثالث بعدما اقتنعت اللجنة الخماسية أن الوقت حان لهذا الخيار، وبعدما تبيّن استحالة ان يتمكن أي فريق من إيصال مرشحه الرئاسي.
وتقول المصادر: «على الرغم من اعتبار المعارضة ان جهاد ازعور هو جزء من الخيار الثالث، وتنطبق عليه مواصفات اللائحة التوافقية، فإنها أبدت تجاوباً مع المساعي في اتجاه خيار ثالث، لكن الممانعة الممثلة بالرئيس نبيه بري «وحزب الله»، بقيت على موقفها المتمسك بمرشحها للرئاسة سليمان فرنجية. ولذلك قطعت الممانعة الطريق في اتجاهين: اتجاه اللجنة الخماسية ومبادرتها، واتجاه حراك اللجنة».
وتضيف المصادر: «يعتقد لودريان والقطري أن اللجنة هي من تقوم بالوساطة فتغربل أسماء وتأتي بأسماء، وتتحدث مع القوى السياسية حول اسم او تشطبه. فاللجنة تتولى التحضير، كما حصل في التقاطع بين المعارضة و»التيار الوطني الحر». لكن الممانعة قطعت الطريق على هذا الاتجاه بشكل واضح. وأصبحت الصورة ان الممانعة متمسكة بفرنجية، وبالحوار طريقاً الى الرئاسة، ما يعني اننا أمام شغور طويل».
لكن السؤال: «ما الذي يجعل «حزب الله» يتمسك بموقفه وهو العارف بميزان القوى وعجزه عن ايصال مرشحه بعد سنة على الشغور؟». أما الجواب فهو ان «الحزب» ينتظر تبدلاً ما: إما يبدل النائب جبران باسيل موقفه فتقوى أوراقه، وإما يحصل تبدل في الموقف السعودي نتيجة المفاوضات اليمنية السعودية، فيسجل «الحزب» نقطة سعودية يراهن عليها.
في المقابل ترى المصادر المعارضة «ان القطري يأمل في تسديد نقطة عند الايراني. اما السعودي فيسعى الى كتلة وسط تأخذ موقفاً مع التقاطع نتيجة رفض فريق للخيار الثالث. وهكذا فإنّ كل طرف يعمل على حل، لكن المؤكد ان الممانعة تمعن أكثر فأكثر في الشغور، ويستمر رئيس البرلمان في اسطوانة الحوار الذي ترفضه المعارضة رفضاً تاماً وتعتبره ذريعة للتعطيل. وللتذكير ففي 2014 ـ 2016 قال «حزب الله «بشكل واضح: إما ميشال عون، وإما الشغور مستمر. واليوم يقول «الحوار» بدلاً من المعادلة السابقة سليمان فرنجية أو الشغور».
ومن هذا التعطيل السافر للاستحقاق الرئاسي، كما تفعل الممانعة، الى نتائجه على مؤسسات الدولة، ولا سيما القطاع التربوي. فقد نظّمت لجنة التربية والتعليم العالي والثقافة النيابية وبالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي ورشة عمل عن واقع القطاع التربوي، حذر خلالها وزير التربية في حكومة تصريف الأعمال عباس الحلبي من أن التعليم الرسمي « في دائرة الخطر». وكشف عن أن عدد التلاميذ السوريين في المدارس الرسمية ارتفع إلى مئتي ألف، ما يستدعي فتح مدارس جديدة لاستيعابهم، أي الحاجة إلى مزيد من الأموال. وقال: «بالنسبة إلينا يستدعي هذا الأمر أيضاً الطلب من الدول المانحة زيادة المبلغ الممنوح عن كل تلميذ من 140 دولاراً إلى ما كان عليه في السابق أي 600 دولار أو أقله 400 دولار أميركي. ومساواة لبنان بما هو ممنوح للتلميذ السوري في الأردن وتركيا أي 600 دولار».