الجمعة, نوفمبر 22
Banner

لا مؤشرات إلى إمكان حصول خرق في الرئاسة قبل كانون

كتبت صحيفة “الجمهورية”: كشفت تقارير رُفعت الى اللجنة الخماسية والرئاسة الفرنسية خلال الساعات الماضية، نتيجة حركة الاتصالات الخارجية في الشأن اللبناني، أنّ مواقف القوى المحلية المعنية بإنجاز الإستحقاق، ما زالت متمترسة خلف مواقفها المتصلّبة، ولا تبدي أي استعداد للحوار والنقاش بحثاً عن حل منطقي يوقف المسلسل التدميري والإنتحاري الذي يرتكبونه في حق البلد والشعب.

كشف مرجع ديبلوماسي لـ«الجمهورية» أن ليس من مؤشرات في الوقت الحالي تدلّ إلى إمكان حصول خرق في ازمة الانتخابات الرئاسية المعطّلة، قبل كانون الاول او مطلع السنة الجديدة.

وعلمت «الجمهورية»، انّ دوائر قصر الاليزيه في باريس لم تكن مرتاحة لبعض تصريحات الموفد الرئاسي الفرنسي السيد جان ايف لودريان خلال زيارته بيروت، واعتبرت انّه «اجتهد في مكان ما، ولم يكن ذلك ما يريده الرئيس ايمانويل ماكرون». وأكّدت انّ فرنسا حريصة على الحفاظ على علاقاتها الجيدة مع الجميع على رغم كل شيء.

التحرّك القطري منفرد

وأوضح المرجع لـ«الجمهورية»، انّ التحرك القطري في ملف الرئاسة اللبنانية لا يحظى بأي غطاء فرنسي أو سعودي، ولا بأي دعم من اللجنة الخماسية الدولية، خلافاً لما كان يُروّج له خلال الفترة السابقة، وانما هو حراك مستقل في حدّ ذاته، ولا يُعّول عليه منفرداً لإيجاد حل، لأنّ كلمة السرّ ستكون نتيجة تفاهم دول اللجنة الخماسية عموماً، والولايات المتحدة الاميركية خصوصاً، مع إيران.

من جهته، اّكد أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، في كلمة له في الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة الـ 78 للأمم المتحدة في نيويوك: «في لبنان الشقيق حيث أصبح الخطر محدقاً بمؤسسات الدولة، نؤكّد على ضرورة إيجاد حل مستدام للفراغ السياسي وإيجاد الآليات لعدم تكراره، وتشكيل حكومة قادرة على تلبية تطلعات الشعب اللبناني والنهوض به من أزماته الاقتصادية والتنموية، فمن المؤسف أن يطول أمد معاناة هذا الشعب الشقيق، بسبب الحسابات السياسية والشخصية».

تعديل في مواقف أميركا وفرنسا والسعودية

وعلمت «الجمهورية»، انّ الاميركي والفرنسي والسعودي تخلّوا عن فكرة السير بمرشح بارز كخيار ثالث، في المرحلة الراهنة، فيما «الثنائي الشيعي» ما زال متمسكاً بدعمه لترشيح رئيس «تيار المردة» سليمان فرنجية، مع استمرار التفاوض البطيء بين «حزب الله» و«التيار الوطني الحر».

واعتبر المصدر، أنّ «كل كلام غير ذلك يدخل في إطار التحليل غير المستند الى معلومات دقيقة».

اللجنة الخماسية

وفي السياق، اجتمعت اللجنة الخماسية الدولية صباح امس في مقر بعثة فرنسا الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك.

وقد صُدمت الأوساط السياسية والديبلوماسية بما توفّر من معلومات قليلة عن الاجتماع الذي عُقد على مستوى كبار الموظفين، والتي كانت قد تمنّت عقده على مستوى وزراء الخارجية.

وقالت معلومات الوفد اللبناني في نيويورك، التي تبلّغتها «الجمهورية»، انّ الصدمة الأولى تمثلت بأنّ الاجتماع لم يدم أكثر من 35 دقيقة، والثانية تأتت من مستوى التمثيل، بحيث تمثلت الولايات المتحدة الاميركية بمساعدة وزير الخارجية لشؤون الشرق الأدنى باربرا ليف، وتمثلت مصر بسفيرها في الامم المتحدة وكذلك المملكة العربية السعودية بنائب سفيرها، كما تمثلت فرنسا بمديرة شؤون الشرق الأوسط في وزارة الخارجية الفرنسية السفيرة السابقة في لبنان آن غريو، فيما تمثلت قطر بوزير الدولة للشؤون الخارجية محمد عبد العزيز الخليفي. ولم يتأكّد حضور الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان في الاجتماع.

وفي المعلومات المحدودة التي جمعها الوفد اللبناني، انّ المجتمعين استمعوا الى تقرير قدّمته الديبلوماسية الفرنسية، لما آلت إليه جهود موفد الرئيس الفرنسي الى لبنان جان ايف لودريان، وتمّ التوافق على استكمال المساعي من ضمن هامش الحركة الذي حدّده اللقاء الثاني الذي عُقد على مستوى الوزراء في الدوحة في 17 تموز الماضي، بعدما طلبت ليف من غريو تحديد مهلة محددة لتحرّك لودريان فلا تبقى المهلة مفتوحة.

وما زاد من نسبة القلق على مصير ومهّمة الخماسية، انّها أعادت التأكيد على مسؤولية اللبنانيين في ادارة الاستحقاق الدستوري وفق الاصول الدستورية التي تقود الى انتخاب الرئيس، من دون ان ينتهي الاجتماع الى أي بيان ختامي نهائي، علماً انّ باريس كانت قد أعدّت مشروعا للبيان لكنه لم يصدر.

وفي معلومات «الجمهورية»، انّ مشروع البيان الذي جرى تعميمه على المجتمعين، أُرسل الى عواصم الاطراف الخمسة للمناقشة، على ان يُحدّد الموقف النهائي بشأن موعد صدوره من عدمه في الساعات المقبلة، ربطاً بردّات الفعل المحتملة التي طلبها المشاركون في الاجتماع من كبار المسؤولين في هذه البلدان.

وفي بيروت، قال مصدر مطلع لـ«الجمهورية»، انّ «الخماسية تمخضت ولم تلد شيئاً، وبقي الضوء الذي تنتظره طاولة الحوار أصفر بانتظار عودة الموفد الفرنسي». وبحسب المصدر فإنّ مبادرة الرئيس نبيه بري للحوار لا تزال تنبض فيها الحياة، ويتمّ التحضير لها سياسياً ولوجستياً، بانتظار ان تعلن قوى اساسية موقفها بشكل رسمي من المشاركة، وسيُتخذ القرار بالتنسيق والتقاطع مع اللجنة الخماسية.

واعتبر المصدر، انّه «لا يزال هناك متسع من الوقت». متأملاً ان «تعاود الاطراف الرافضة للحوار حساباتها، وتتيقن انّه اذا كانت تريد الخلاص فلا مفرّ من الحوار، وإلاّ ذاهبون الى اشتداد الانسداد الذي سينعكس مزيداً من التفكّك والتحلل للدولة ومؤسساتها».

ورأى المصدر انّ «صورة الحراك الإقليمي والدولي لم تتضح بعد. وما علينا سوى الانتظار».

الموقف الاميركي

الموقف الاميركي يُختصر، حسب مصدر ديبلوماسي لـ«الجمهورية»، في انّه «يجب أن يكف قادة لبنان عن وضع مصالحهم الشخصية فوق مصالح بلدهم وشعبهم». وانّ «الأزمات السياسية والاقتصادية يجب أن تُحل من داخل لبنان، وليس من المجتمع الدولي».

وكرّر المصدر المواصفات الاميركية للرئيس اللبناني، بأن «يكون بعيداً من الفساد، وقادراً على تمتين الوحدة الوطنية، والعمل بشفافية على تنفيذ الإصلاحات المطلوبة».

موقف المعارضة

قالت مصادر المعارضة لـ«الجمهورية»، انّها أبلغت الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان برسالة مثلثة الأضلع:

الضلع الأول، رفضها للحوار كمعبر للانتخابات الرئاسية التي إما ان تجري وفق صيغة العام 1970، أي جلسة بدورات متتالية حتى انتخاب رئيس للجمهورية، وإما من خلال إنضاج التفاهم على اسم عن طريق الكواليس السياسية، وأي مسار آخر تعتبره مخالفاً للدستور ولمنطق الانتخابات الرئاسية.

الضلع الثاني، انفتاحها على خيار رئاسي ثالث، على رغم اعتبارها انّ مرشحها الحالي جهاد أزعور ينتمي إلى فئة الخيار الثالث، والتقاطع الذي يدعم أزعور يمكن توسيعه ليتحوّل إلى تقاطع جامع لمعظم الكتل النيابية.

الضلع الثالث، تمسكها بموقفها من الحوار والانتخابات غير قابل للنقاش، لأنّ لبنان بحالة انهيار وبحاجة للإنقاذ، والانقاذ لا يتحقّق سوى من خلال انتخاب رئيس للجمهورية وتكليف رئيس للحكومة وتشكيل حكومة غير خاضعة لشروط أي فريق، بغية أن تكون قادرة على ترجمة السياسات الإصلاحية على أرض الواقع.

ورأت مصادر المعارضة، «انّ اي انتخابات رئاسية خارج ما تقدّم أعلاه يعني استمرار الانهيار فصولًا، وتمديد الواقع المزري، ولن تكون شاهد زور على واقع بحاجة للتغيير، وتغييره يخضع لشروط لها علاقة بالمواصفات والمهمّات».

وأضافت: «انّ الكرة اليوم في ملعب اللجنة الخماسية التي أصبحت على بيّنة بهوية الفريق المعطِّل الذي رفض البحث في خيار ثالث، على رغم عدم قدرته على انتخاب مرشحه، ورفضه الذهاب إلى انتخابات تحسم هوية الرئيس المقبل».

ميقاتي في الامم المتحدة

في نيويورك، التقى رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي أمس، الامين العام للامم المتحدة انطونيو غوتيريس، الذي جدّد تأكيد «التزام الأمم المتحدة المستمر بدعم الشعب اللبناني»، وأعرب عن «تقديره لسخاء لبنان في استضافة النازحين السوريين». واكّد انّه «سيعمل مع الدول المانحة على زيادة الدعم للأسر الاكثر فقراً في لبنان وحلّ ازمة النازحين». بدوره شكر ميقاتي الامم المتحدة «على دعمها للبنان». وجدّد «تأكيد التزام لبنان القرارات الدولية»، ودعا «الامم المتحدة الى دعم لبنان لوقف الانتهاكات الاسرائيلية لسيادته». وأعرب ميقاتي «عن قلق لبنان من ارتفاع اعداد النازحين السوريين، ومن عدم قدرته على تحمّل المزيد خصوصاً في ظل الأزمة الاقتصادية والمالية الحادّة التي يعاني منها».

وفي حديث الى صحيفة «لوفيغارو» الفرنسية نُشر امس، طالب ميقاتي المجتمع الدولي بضرورة الدعم العاجل لتسوية أزمة النازحين السوريين التي تشكّل خطراً على توازن لبنان الاقتصادي والاجتماعي. واعتبر أنّ الدولة هي المسؤول الرئيسي عن الوضع، إضافة إلى تفشّي ثقافة الفساد والتبذير في التوظيف العمومي وعدم وجود إصلاحات شاملة.

ودعا مجلس النواب إلى تحمّل المسؤولية والإسراع في تبنّي الميزانية المقترحة قبل أسبوع، والتي تتماشى مع الإصلاحات التي طلبها صندوق النقد الدولي، واعتبر ميقاتي أنّ هذه الإصلاحات حاسمة لتوقيع الاتفاقية مع الصندوق وعودة الثقة في لبنان تدريجياً، ليصبح البلد مرة أخرى مركزًا ماليًا يستقطب المستثمرين.

قيادة الجيش

وحسماً للغط والاجتهادات الخاطئة في مسألة من يحق له قانوناً تسلّم قيادة الجيش في حال شغور موقع القائد مع استمرار الشغور في موقع رئاسة الجمهورية، أكّد مرجع دستوري لـ«الجمهورية»، انّ قانون الدفاع الوطني واضح وضح الشمس، في هذه الحالة، يتولّى رئيس اركان الجيش وحده دون سواه القيادة، ولا يحق لأي ضابط سواه مهما علت رتبته ان يتولّى قيادة الجيش بالإنابة.

ورداً على سؤال، ماذا في حال كان موقع رئيس الاركان شاغراً أيضاً مع انتهاء ولاية قائد الجيش في كانون الثاني المقبل، هل يستلم اللواء بيار صعب عضو المجلس العسكري القيادة؟

اجاب المرجع لـ«الجمهورية»: «انّ وزارة الدفاع تتألف من أربع مؤسسات، هي الجيش والادارة العامة والمفتشية العامة والمجلس العسكري، ولا يحق لأي ضابط قيادة الجيش، الاّ اذا كان من مؤسسة الجيش، وهذه الحالة لا تنطبق على اللواء صعب لأنّه رُقي ونُقل من الجيش الى المجلس العسكري بقرار من مجلس الوزراء، ولا يمكن اعادته الى الجيش الاّ بقرار من مجلس الوزراء وبعد خفض رتبته. وبالتالي كل الاجتهادات في هذا المجال غير قانونية. والحل هو في تعيين رئيس للاركان، لأنّ القانون منحه وحده دون سواه حق تسلّم قيادة الجيش بالإنابة».

وساطة المفتي

وفي سياق مسعى مفتي الجمهورية الشيخ عبد اللطيف دريان لحلّ الأزمة بين وزير الداخلية بسام مولوي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء عماد عثمان، وغداة استقباله مولوي، استقبل المفتي اللواء عثمان، وأشاد «بالجهود المميزة التي يقوم بها في عمله الدؤوب واستقامته في أداء واجبه الوطني»، ونوّه بـ«الإنجازات التي تقوم بها المديرية العامة لقوى الأمن الداخلي بكل أجهزتها لحماية السلم الأهلي ونشر الاطمئنان والأمان في لبنان».

لا أزمة خبز

اقتصادياً، أكّد وزير الاقتصاد والتجارة أمين سلام، أن «لا قرار برفع الدعم عن ربطة الخبز لا اليوم ولا غداً»، موضحاً أنّ «الكلام عن رفع الدعم مجرد أخبار مضلّلة لخلق نوع من التوتر في البلد». كذلك أكّد نقيب أصحاب الأفران في جبل لبنان انطوان سيف انّ «الخبز متوافر ولا أزمة تهدّد بانقطاعه، كما ليس هناك اي تهديد بوقف الانتاج، بل نحن على تواصل دائم مع وزير الاقتصاد». وأشار الى انّ «ربطة الخبز تشكّل 90% من إنتاج الأفران، ونحن ضد التلاعب بوزن ربطة الخبز، وعلى المواطن أن يراقب».

Leave A Reply