وقّع الصحافي والكاتب علي ضاحي مجموعته الشعرية الاولى “موانىء الفيروز” في مركز باسل الاسد الثقافي في صور بدعوة من الدار الناشرة للكتاب “دار زمكان” و”الحركة الثقافية في لبنان” بحضور سياسي وحزبي وثقافي واجتماعي من صور والقرى المجاورة.
وهو التوقيع الثالث لضاحي وللمجموعة بعد التوقيع الاول في ملتقى خيرات الزين في قريطم في 1 ايلول الجاري والتوقيع الثاني في الرابطة الثقافية بطرابلس برعاية الوزير والنائب فيصل كرامي في 12 ايلول الجاري .
وتقدم الحاضرين عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الحاج علي خريس، ونائب رئيس اتحاد بلديات صور ورئيس بلدية برج رحال الحاج حسن حمود، ورئيس بلدية دير قانون رأس العين السيد احمد مرتضى، ومنفذ عام صور في الحزب السوري القومي الاجتماعي محمد الدايخ على رأس وفد، والمسؤول الاعلامي في اقليم جبل عامل في حركة امل ورئيس مجموعة “صوت الفرح” السيد علوان شرف الدين، رئيس الحركة الثقافية في لبنان الشاعر باسم عباس، مدير معهد قدموس الاب جان يونس، مدير متوسطة برج رحال الرسمية ياسين غزال، مدير مجموعة الوادي الاعلامية محمد السيد، ورئيس جمعية هلا صور الثقافية الاجتماعية الكاتب الدكتور عماد سعيد، ورئيسة جمعية “حدودنا سما” للعمل الانساني والثقافي سوسن كعوش، ورئيس مركز الدراسات والأبحاث الأنتروستراتيجية الدكتور الشاعر عباس مزهر.
وحضر ايضاً عدد من نخبة شعراء صور والجنوب وهم: الشاعران الاستاذان محمد غزال وعلي قاسم، والشعراء الدكاترة: محمد فقيه، فاروق شويخ، علي نسر، أحمد نزال، داوود مهنا.
سكيكي
بداية التعريف لعضو الحركة الثقافية كاتيا سكيكي والتي وصفت مدينة صور بانها مدينة صغيرة المساحة، عملاقة في التراث والتاريخ، وهي مدينة الحرف والأبجدية، وقلب الجنوب النابض.
وقد أثبتت صور، على مر العصور، بأنها سور عظيم محصن بالعلم والإبداع والفن في شتّى المجالات، كما أثبتت قدرتها وجدارتها على مواكبة التقدم والتطور الثقافي الحضاري وتخريج أجيال وأجيال من الشباب اللبناني الذي تألق على أرض الوطن وفي دنيا الاغتراب.
واضافت : “ها هي الحركة الثقافية في لبنان تواصل نشاطاتها الثقافية منذ عقود من الزمن ومن هذا الفضاء الثقافي في مركز باسل الأسد، تطلق اليوم نشاطًا جديدًا لينقش على جدران معبد الأدب والشعر.
ولفتت الى ان “الأدب هو عناق الفكر مع الحبر، لخلق الإبداع على الورق! والقليل من الكتابة يفضي إلى الكثير منها، والأفكار تولّد أفكارًا؛ والغوص في قاموس الأفكار يولّد ينابيع من المفردات، حتى يغدو القلم قاربًا تطفو عليه المفردات لئلّا تغرق في جوف الذاكرة، فتنتشلها الصفحات البيضاء وتكون لها ملاذًا آمنًا”.
ولفتت الى ان “موانئ الفيروز هي الموانئ التي رست عليها قوارب علي ضاحي اليوم، محمّلة بجوهرة نفيسة، ألا وهي الفيروز، مغلًفة بكتاب قيّم، وها هو يقدمها لنا اليوم في حفلنا هذا”.
الزغير
بدوره القى الدكتور جهاد الزغير كلمة الحركة الثقافية في لبنان، فقال :” إذا قفزنا إلى (موانئ الفيروز) وجدنا ما يستحقّ القراءة والتأويل، ف(موانئ الفيروز) عنوانُ مجموعة نصوص وجدانية تدلُّ على سمو نفس صاحبها، وهذا العنوان يُعدُّ العتبة الأولى التي فيها ندخل عالم هذا الكتاب، وهاتان اللفظتان علامتان سيميائيتان تشيران بتعالق إحداهما بالأخرى إلى بؤرة دلالية مائية، فالموانئ جمع ميناء، والميناء مرسى السفنِ، ومنها يكون انطلاقها. والفيروز حجرٌ أزرقٌ مائلٌ إلى الخضرة ، وهو لون البحر ، ومن هنا يدرك القارئ المستجيب أنّ عليه أن يَعُدّ العُدّةَ لإبحارٍ فيه ما فيه من قلقٍ وخطر.
هذه النصوص التي يحتويها الكتاب رشيقة الألفاظ كغزالةٍ بريّةٍ، لطيفة المعاني كَومضٍ خاطف.
الشاعرُ يقول:
أنا مع حبيبتي
كالأرض الجدباء
لا تكتفي من
شتوة واحدة
نلاحظ في هذه العجالة رشاقة الألفاظ وطراوتها لتتناسب مع فكرة الشتوة الواحدة التي تدخل عميقًا في الأرض وتتركها عطشى منتظرةً رحمةَ الغيم.
وحين نقرأ:
أنت صدفة
جميلة
تتكرر
والباقي
تفصيل.
نجد أن هذا الكلام على بساطته غير مألوف، وهنا تكمُن الشعرية، فالمعاني أكثر اتساعًا من جسد الملفوظات، فالصدفة ما يحدُث عَرَضًا على غير انتظار، من دون توقّع، فلا أسباب موجبة لها، لكن الشاعر باستخدامه الفعل (تتكرر) وبتعالقه بما سبق نسي الأساس الذي تقوم عليه الصُدف ، وكأنه جعل من حبيبته على الرغم من تكرارها متجدّدة ، ما يُخرج التكرار عن معناه التقليدي الذي يوجب المشابهة.
ضاحي
بدوره قال الصحافي والكاتب علي ضاحي في كلمة له:” من هذا الصرح الفكري والحضاري والثقافي ومن منبر “الحركة الثقافية في لبنان”، يطيب لي ان اكون حاضراً بينكم اليوم لأقرأ عليكم بعضاً من مجموعتي الشعرية الاولى “موانىء الفيروز” ولنوقعها سوياً في ختام حفلنا.
وبقدر ما اشعر بالرهبة، فإنني اشعر بالفخر ان اقف امامكم وانتم اهل للثقافة والادب والشعر
وانتم ذواقة، واهل فكر وشعر وادب، وبينكم اساتذة نُجل ونحترم.
كل الشكر للحركة الثقافية في لبنان ورئيسها الدكتور باسم عباس والاعضاء جميعاً. والشكر لمن حضر لمشاركتنا هذه الفرحة والنظاهرة الثقافية الكبيرة من مدينة صور، مدينة النور والحرف والحضارة وفلسطين والمقاومة والصرخة الدائمة لمقاومة الاحتلال حتى تحرير كل الاراضي اللبنانية المحتلة وتحرير كل شبر من فلسطين المحتلة وكل شبر عربي محتل. ولا يطيب الكلام ختاماً الا بمختارات سريعة من ضفاف “موانىء الفيروز”.
وفي الختام وقع ضاحي نسخاً من الكتاب للحاضرين.