كتبت صحيفة “الشرق”: مع ان المبادرة الفرنسية تنحت لمصلحة القطرية التي تعمل في الظل حتى الساعة، يصر الثنائي امل -حزب الله على اعتبار حصانه رابحاً واسهم مرشحه سليمان فرنجية مرتفعة. هو يلعب على مختلف التناقضات ويستفيد منها في مجال اضاعة الوقت واختلاق اشكاليات سياسية تارة وامنية تارة اخرى للتعمية على دوره التعطيلي في انتخاب رئيس جمهورية مع دخول الشغور عامه الاول بعد نحو شهر مستفيدا من فشل الخارج حتى الآن في تحقيق خرق في جدار الازمة.
الا ان المحاولات هذه تقترب من نهايتها مع ملامسة الامن خطه الاحمر استنادا الى معطيات الميدان ومواقف الخارج التحذيرية، لا سيما امير قطر تميم بن حمد آل ثاني من على منبر الامم المتحدة حينما قال: “من المؤسف ان تطول معاناة الشعب اللبناني والخطر اصبح محدقا بمؤسسات الدولة ونؤكد ضرورة ايجاد حل للفراغ”، وقد اعقبته ممثلة الامين العام للأمم المتحدة في لبنان يوانا فرونتسكا باشارتها الى “ان الفراغ الرئاسي والمأزق السياسي والازمة الاقتصادية والاجتماعية والمالية الممتدة، كلها عوامل تقوض قدرة مؤسسات الدولة على القيام بوظائفها مما يعمق الفقر وعدم المساواة ويعرض الاستقرار للخطر”.
على خط منع الانفجار تحركت قطر عبر موفدها الامني في بيروت أبو فهد بن جاسم آل ثاني في اطار مهمة انقاذية سريعة انطلق من خلالها في اتجاه القوى السياسية المؤثرة لا سيما الثنائي الشيعي وعدد من قادة الاحزاب المسيحية. فهل تنجح الدوحة حيث اخفقت باريس؟
“الحزب” وفرنجية
وفي وقت يواصل الموفد القطري اتصالاته ولقاءاته بعيدا من الاضواء، جدد حزب الله تمسكه بترشيح رئيس تيار المردة سليمان فرنجية. في السياق، أشار رئيس المجلس السياسي لـ”حزب الله” السيد إبراهيم أمين السيد خلال لقاء حواري سياسي، نظمته العلاقات العامة للحزب في بلدة بدنايل البقاعية، إلى أن ” هناك محاولات خارجية مع بعض الداخل للتوصل إلى إنتخاب رئيس يرضى به الجميع، ونحن نتابع ما سينتج عن جولة الوفد القطري، مع التأكيد أن موقفنا حتى الآن دعم ترشيح الوزير فرنجية”.
قدرة لبنان
في المقابل، علّق عضو “اللقاء الديموقراطي” النائب بلال عبدالله على كلام معاون الامين العام لـ”حزب الله” حسين الخليل أمام الموفد القطري أبو فهد بن جاسم آل ثاني “ان مرشح الحزب أولاً وثانياً وثالثاً هو سليمان فرنجية”، وقال في حديث اذاعي “الحزب الاشتراكي كان اول من دعا الى الحوار وتكلمنا بداية مع حزب الله ودعوناه الى الخروج من دائرة مرشح التحدي وما زلنا على موقفنا”. أضاف: “نعتبر ان هناك فريقا آخر في لبنان يجب احترام رأيه والتسليم ان لا أحد يستطيع فرض رئيس في لبنان”، وسأل “هل يتحمل لبنان أجواء مرشح تحد؟ وحتى لو وصل هذا المرشح كيف سنشكل حكومة؟”، لافتا الى ان “اذا كان المطلوب حكومة إنقاذ سريعة بقرارات جريئة لتحافظ على ما تبقى من البلد، فهي بحاجة الى جو من التوافق الوطني”.
مسؤولية بري
من جانبه، أكد عضو كتلة “الجمهورية القوية” النائب فادي كرم أن “الخلاف في الثقافة السياسية والمفاهيم والقناعات عميق جداً بين طرف الممانعة الذي يشل البلد، ويريد أن يكون بإمرته وإدارته وبين الفريق السيادي المعارض الذي لن يتراخى لأن أي تراخٍ يعني انتهاء لبنان”، معتبراً أن “من هذا المنطلق، المسؤولية في معظمها تقع على عاتق رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي يمتنع عن الالتزام بالدستور، وبمجرد الدعوة الى جلسة انتخابية بدورات متتالية، ننتخب رئيساً للجمهورية”. ورأى كرم في حديث صحافي أن “كل الأمور واردة، والمعركة كبيرة وعميقة جداً، لذلك، تتخذ أصداء اقليمية ودولية”.
مسار الاصلاحات
اقتصاديا، استقبل نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال سعادة الشامي السفيرة الأميركية في بيروت دوروثي شيا مع نائبة البعثة والمستشار السياسي والاقتصادي. تناول البحث الوضع الاقتصادي ومسار الإصلاحات المطلوبة، وكذلك نتائج الزيارة الأخيرة لبعثة صندوق النقد الدولي وتقييم فريق الصندوق للوضع في ضوء البيان الذي صدر عند انتهاء مهمة البعثة. واتفق الجانبان، وفق بيان لمكتب الشامي على “ضرورة السير بكل الإجراءات الاقتصادية والمالية التي تضع لبنان على سكة التعافي، مما يسمح للمجتمع الدولي بمساعدة لبنان للخروج من الأزمة الراهنة”.
تعزيز امن عين الحلوة
امنيا، أنجزت القوة الامنية الفلسطينية المشتركة امس انتشارها في مخيم عين الحلوة من دون اي اشكالات. وكان المخيم شهد عند الأولى من بعد الظهر، خطوة عملانية على طريق تنفيس الاحتقان الذي عاشه المخيم على اثر الاشتباكات الاخيرة التي شهدها تمثلت بانتشار القوة في منطقة الصفصاف – الرأس الاحمر – الطيري وسنترال البراق وهي مناطق كانت تعد خطوط تماس بين طرفي النزاع داخل المخيم “حركة فتح” “وتجمع الشباب المسلم” وشهدت اعنف الجولات القتالية بينهما. وأكد قائد القوة المشتركة داخل المخيم اللواء محمود العجوري، أن “القوة المشتركة ممثلة من كل القوى الفلسطينية بمن فيهم حماس وعصبة الانصار والحركة الاسلامية المجاهدة، والجميع توافق على هذه الخطوة خلال اجتماع هيئة العمل الفلسطيني وبالطبع لدينا ضمانات لتنفيذ الانتشار من دون حصول أي مشاكل اليوم”. أضاف “ان هذه الخطوة من شأنها سحب المسلحين وكل المظاهر المسلحة وبالتالي تنفيس الاحتقان داخل المخيم وطمأنة الاهالي من اجل ضمان عودتهم الى المخيم”. وختم “ان هذا الامر سيتم استتباعه في وقت لاحق بالخطوة التالية، وهي اخلاء المدارس من المسلحين لتسليمها الى ادارة الاونروا، فيما يبقى ملف تسليم المطلوبين قيد المتابعة من اجل سحب كل فتائل التفجير وعودة الحياة الى طبيعتها داخل المخيم”.
سلة قطر
علمت “الشرق” ان الموفد القطري ابو فهد جاسم آل ثاني يحمل سلة اسماء مرشحين للرئاسة يستطلع مواقف الافرقاء منها، وتشمل قائد الجيش العماد جوزيف عون، ومدير عام الامن العام اللواء الياس البيسري، والنائب نعمت افرام، والوزير السابق زياد بارود.