الثلاثاء, نوفمبر 26
Banner

هل أطفأت عين التينة محرّكاتها بعد سحب الدعوة للحوار؟

لا تزال ترددات سحب الدعوة إلى الحوار وإعلان رئيس مجلس النواب نبيه بري بأنه أدى قسطه للعلى، حاضرة في المشهد الرئاسي، وسط استمرار الحراك الخارجي في الملف الرئاسي وفي لحظة الترقب لعودة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى بيروت. وقد يكون رئيس المجلس قد أطفأ محركاته بمعنى طيّ صفحة دعوته إلى حوار لمدة سبعة أيام على أن تليها جلسات نيابية متتالية لانتخاب رئيس للجمهورية، لكنه “لن يوقف أي مسعى من الممكن أن يؤدي إلى فتح كوة في جدار الشغور الرئاسي”، كما يؤكد النائب في كتلة “التنمية والتحرير” الدكتور قاسم هاشم، الذي يكشف أن رئيس المجلس، يكرر أنه على “استعداد لأن يدعم ويساعد ويسهّل مهمة كل من يريد أن يساعد لبنان، كما كانت الحال بالنسبة لمبادرة الموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، أو ما يسجّل حالياً مع الموفد القطري، الذي يقوم بمبادرة إستكشافية للواقع السياسي والمواقف من الملف الرئاسي”.

إلاّ أن النائب الدكتور هاشم يوضح في حديثٍ لـ”الديار” بأن “دعوة الرئيس بري إلى الحوار والتي لم تسلك طريقها إلى الترجمة بسبب رفض بعض الأطراف للحوار، هي دعوة منفصلة عن المبادرة الفرنسية والطرح الذي تحدث عنه لودريان خلال زيارته الأخيرة لبيروت، إذ أن للمبادرة الحوارية التي كان دعا إليها الرئيس بري، آلياتها وزمانها الذي حدده بالتوقيت، كما أنها متقدمة وتكاد تكون الفرصة المهمة والأخيرة للبنانيين، وذلك بعدما طرحت الكثير من الأفكار التي تشكل مخرجاً للجميع، للوصول إلى إنجاز الإنتخابات الرئاسية” .

وعليه، فإن الدكتور هاشم، يلاحظ أن “التعاطي السلبي مع هذه المبادرة قد أوصلنا إلى صفر معالجات لأزمة الشغور ولإمكانية البدء بمرحلة الإنقاذ، علماً أن هذه المسؤولية يتحملها الفريق الذي يرفض مبدأ ومنطق الحوار، مع أنه وفي ظل التركيبة اللبنانية والصيغة اللبنانية ، فإن منطق الحوار يجب أن يكون دائماً ومستمراً وليس آنياً وظرفياً في بلدنا”.

وبالتالي، وفي ظل الوضع الحالي، لا يرى الدكتور هاشم أن رئيس المجلس “سيوقف مساعيه، بل هو يدعم أي جهد أخوي شقيق أو صديق يحاول أن يأخذ بأيدينا ويساعدنا، لأنه يردد دائماً أن المسؤولية هي مسؤوليتنا وعلينا أن نعمل بجهد إضافي، حيث أن الخارج مشكور بكل مستوياته ولكن علينا أن نختار بأنفسنا رئيس الجمهورية، لا أن يُفرض علينا من أي جهةٍ كانت، لأن هذا هو منطق السيادة وهذا هو المنطق الوطني الذي يجب أن يسود”.

وعن احتمال تجميد أية مبادرات داخلية، يقول الدكتور هاشم، إن الرئيس بري “كان وما يزال يعتبر أن طريق الحل الرئاسي هو عبر الحوار والتوافق، وهو سحب مبادرته بعد رفضها، ولم يعد لديه أي جديد، مع العلم أنه لم ولن يتوانى عن القيام بدوره الوطني في إنقاذ البلد من الأزمات”.

وعن واقع الإستحقاق اليوم بعد سحب هذه الدعوة، يقول الدكتور هاشم إنه قد “بات لزاماً على الأطراف السياسية أن تتجاوب مع مبدأ الحوار وضرورة الإلتزام بما يساعد على إنهاء الشغور وبدء المسار الإنقاذي، والرئيس بري يتعاطى بإيجابية مع أي مبادرة لمساعدة اللبنانيين على الخروج من الأزمة بكل مستوياتها”.

فها أطفأ رئيس المجلس محركاته؟ يجيب الدكتور هاشم إن “الرئيس بري قال بأنه قدم قسطه للعلى وليس لديه اي شيئ جديد، وهو أطفأ محركات مبادرته الخاصة التي أطلقها في 31 آب، والتي كانت فرصة لحوار وطني، لأن الكلام عن حوار ثنائي أو ثلاثي لا يقدم ولا يؤخر لأن موقع رئاسة الجمهورية هو موقع وطني، ومهمّ للجميع من دون استثناء ويجب أن يكون التفاهم وطنياً لما يمثله الموقع كدور أساسي في التركيبة اللبنانية”.

ويستدرك الدكتور هاشم بأن “رئيس المجلس، ومن خلال إطلاقه هذه المواقف الواضحة بعدما وصلت الأمور إلى ما وصلت إليه، قد أكد على المساهمة بالتعاطي بإيجابية مع المبادرات، فهو يبدي الإستعداد للعمل والتعاون مع المبادرات الفرنسية والقطرية بما يخدم المصلحة اللبنانية”.

هيام عيد – الديار

Leave A Reply