الإثنين, نوفمبر 25
Banner

التسعينية مرام الشاهدة على إنشاء جسر القناطر عند نهر الليطاني!

حسين سعد _

عاشت مرام بيطار التسعينية، فصول ويوميات تشييد جسر القناطر ( حمالة المياه) عند نهر الليطاني في بلدة الزرارية ، وتحفظ مرام إبنة النبطية ، زوجة المرحوم محمود أخضر، إبن الزرارية ، عن ظهر قلب، فدائية زوجها في العمل الشاق ، لا سيما أعمال بناء هذا الجسر ( التحفة ) المعمارية ، الذي يشهد على حقبة تاريخية إقتصادية وزراعية من عمر لبنان الحديث ، وذلك في الربع الأول من اربعينيات القرن الماضي ، واستمرت فيه الأعمال بالتزامن مع حفر قنوات المياه في غور الجبال لمسافات طويلة لعدد من السنوات ، أيام الانتداب الفرنسي.

مرام كانت تواكب زوجها في العمل عند جسر القناطر فكانت تحضر له زوادة الاكل المتواضع الذي كان سائدا غالبيته من الحبوب

رافقت الحاجة مرام بيطار ، زوجها محمود أخضر ، الذي تمتلك عائلته عقارا في المنطقة، التي أقيم عليها جسر القناطر ، وتقع على شماله غرفة حجرية صامدة الى اليوم، كان يسكنها مهندسون روس ، اشرفوا على اعمال حفر الانفاق وقنوات المياه ، وقد عايشت فترة الأعمال، يوم كان عمرها لايتجاوز الثانية عشرة.

كان محمود أخضر بالنسبة اليها رجلا مهنيا وحرفيا وقبضاي “كل شي بتشوفوا عينيه بتشتغلوا ايديه”، فكان بناء وسمكريا ماهرا ، حتى أنه كان يصنع مقابض الأسلحة لا سيما أسلحة الصيد ، حيث أنجبا في رحلة العمر عشرة أبناء وبنات .

تقول مرام (ام سمير )، انها كانت تواكب زوجها في العمل ، عند جسر القناطر ، فكانت تحضر له زوادة

الاكل المتواضع ، الذي كان سائدا ، غالبيته من الحبوب.

تشير المعلومات التاريخية المتداولة والمتناولة الى ان انشاء جسر القناطر في منطقة القاسمية – الزرارية تم في العام ١٩٤٥

وتضيف ل جنوبية كان حينها الكثير من المهندسين الأجانب( الروس ) وعمال وعاملات من الزرارية وغيرها ، ينقلون الحجارة من المناطق المحيطة ، عند مصبات نهر الليطاني ، في محلة عين أبو عبدالله ، إلى منطقة الجسر ، فكانت حياة العمل قاسية وصعبة جدا .

وتقول : وهي تنظر إلى الصور المعلقة على جدران غرفتها في بلدتها الزرارية ، يعود تاريخها لاكثر من ٦٥ عاما ، ومنها صورة مع شبان بلباس السباحة، تضم زوجها المرحوم أخضر مع ابنه البكر عدنان، التقطت على الارجح على نهر الزرارية – القاسمية ، إن لهذا الجسر حكايات تطول وتطول ، وما زال يذكرني بأيام الكد والتعب والقلة ، وقصة إقتران إحدى رفيقاتها بمهندس روسي ، يدعى باتشيكوف ، وكان المهندس الرئيسي للجسر ، وقد أنجب منها ابنا ، سافر بعدها إلى بلاده مصطحبا ابنه ، بعد الانفصال عنها.

مشروع ري الليطاني

وتشير المعلومات التاريخية المتداولة والمتناولة ، بان انشاء جسر القناطر في منطقة القاسمية – الزرارية تم في العام ١٩٤٥ ، في حين أن مدخل النفق من الناحية الغربية ، تحمل رقم ١٩٤٣ محفور من مشتقات الصخور ، ومذيل باحرف من اللغة الفرنسية S.A.E.C والى جانبها رسم لالة حفر ( كمبراسور ) على الارجح كانت تستخدم في اعمال حفر النفق الى جانب التينولات ، والى يمين الرسم من الجهة الاخرى S.A.C .

ويبلغ طول جسر القناطر في محلة الزرارية – القاسمية ٧٨ مترا ونصف المتر محمول على ست ركائز ، اثنتان منها رئيسيه واربعة وسطية وعلى سطحه ممر للمياه ( قناة لجر المياه ) بعرض اكثر من مترين ، بحسب دراسة لوليد الهاشم، مقدمة الى مصلحة الليطاني ، التي كانت أنشئت في العام ١٩٥٦ ، ويرأسها حاليا الدكتور سامي علويه.

وتؤكد معلومات أخرى أن مفوضية فرنسا الحرة في الشرق الاوسط قد انجزت ابتداء من عام ١٩٤٢ مشروع ري سهل صور – صيدا من مياه الليطاني في منطقة القاسمية وينابيع رأس العين .

القنوات

يبلغ طول قناة الري حوالي 59 كلم ، تمتد من منطقة الغازية ( قرب صيدا ) الى منطقة المنصوري في اقصى الجنوب حيث تأخذ القناة اشكالا متعددة (U&V Shape) وتختلف مقاسات القناة وانحدارها بين منطقة و أخرى.

كما وتقسم القناة الى خمسة أقسام رئيسية :

– القناة الجبلية : 8.6 كلم

– قناة القاسمية الشمالية : 29 كلم

– قناة القاسمية الجنوبية : 9 كلم

– قناة رأس العين الشمالي : 4.5 كلم

– قناة رأس العين الجنوبي : 7 كلم

وفي حين تستمد قناة رأس العين المياه من الينابيع المغذية لبرك رأس العين ، فان القنوات الأخرى تستمد مياهها من نهر الليطاني ، الذي يبلغ طوله ١٧٠ كيلو مترا ، عبر سد الزرارية التحويلي وعند الحاجة من خزان التحويل عبر محطة الضخ.

جنوبية

Leave A Reply