لا يخفي التيار الوطني الحر تهيّبه من «وجود مخطط خارجي كبير وشغل أمني – مخابراتي – سياسي – إعلامي يحاول تركيب مشكل كبير في البلد وإدخاله في المجهول» على خلفية الترويج لغرفة سوداء تابعة لرئيس الجمهورية تفبرك ملفات ضد خصومه، وبالتالي «هناك من يحاول تكرار انفجار 17 تشرين في وجه رئيس الجمهورية عبر تكرار ممارسة التحريض نفسه». الخشية، بحسب مصادر قيادية في التيار، لا تتأتّى من «شعور» بوجود مخطط كهذا، بل «تستند إلى معلومات موثّقة عن أخبار كاذبة تولّى سياسيون وأمنيون يعملون لدى غرف سوداء خارجية اختلاقها ونقلها إلى القيادات السياسية وإلى بعض وسائل الإعلام». وإلّا «كيف يمكن أن يصدّق أحد أن رئيس الجمهورية يهدّد أمام 12 قاضياً، في جلسة رسمية وفي مقر رسمي، بزجّ الناس في السجون؟». التهيّب سببه «أننا، بتصديق هذه الفبركات والانجرار وراءها، فإننا قد نكون ذاهبين إلى صدام كبير نستخدم فيه القضاء ونمعن في تقسيمه، وفي زيادة الانقسام الطائفي والمذهبي، ونكمل مسلسل ضرب الاستقرار». ناهيك بأن هناك من استغلّ هذه القضية لمزيد من «الشربكة» في تأليف الحكومة عبر تكبير الانقسام الطائفي واختلاق مخاطر تهدد موقع رئاسة الحكومة.
ولفتت المصادر إلى أن «لنا ملاحظات كثيرة على التحقيقات في انفجار المرفأ، إذ أنها تنحصر حتى الآن بشقّ الإهمال الوظيفي فيما تغفل أموراً أساسية تتعلق بالمسؤولية الجرمية كالإجابة على أسئلة من نوع: من أتى بالمواد المتفجرة ولماذا وما هي الأسباب الفعلية للتفجير، ولماذا لم يتم التحقيق مع مالك السفينة وقبطانها». وأكّدت أنها «تتفهّم انزعاج القيادات السياسية من الاستدعاءات إلى التحقيق لأننا أيضاً لمسنا استنسابية فيها عبر تحميل رئيس الحكومة ووزراء سابقين وآخرين المسؤولية من دون أن تكون لهم مسؤولية مباشرة وتنفيذية. وإلا ما هي جريمة الوزير علي حسن خليل، مثلاً، في قضية كهذه؟»، مؤكدة أن «لا وصول لنا» إلى المحقق العدلي فادي صوان و«لا تأثير لنا عليه».
المصادر نفسها قالت إن «ما يشغل بالنا أن يكون هناك بين القيادات السياسية من يصدّق مثل هذه الفبركات ومن أوصلوها»، مشدّدة على «أننا لا نخوض حرب إلغاء ضد أحد. وهمّنا تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن. وما يجري يؤخّر ذلك». ولفتت إلى البيان الذي صدر أمس عن تكتل «لبنان القوي»، والذي «ناشد القيادات السياسية ألّا تنجر وراء هكذا مخططات». كما أشارت إلى كلام رئيس التيار جبران باسيل، في مقابلة مع صحيفة «لوريان لوجور» أمس، عن حرصه على «علاقة مستقرة مع الرئيس نبيه بري (…) لأنه لا يمكن لأي شخص عاقل أن يرغب في إثارة نزاع مع رئيس المجلس»، وكذلك حرصه على بقاء «الحب» مع الرئيس سعد الحريري.