الخميس, نوفمبر 28
Banner

صواريخ «حماس» تهز الهيبة الأميركية

الإنحياز الأميركي الأعمى إلى جانب دولة العدوان الصهيونية، ليس جديداً ولا مفاجئاً، ولكن الإشكالية الأساسية للدور الأميركي الحالي، أنه يركز فقط على التحذير من مشاركة إيران وحزب الله في الحرب الملتهبة في غزة، دون أن يبذل أي جهد لإنقاذ حياة مليوني ونصف من المدنيين العزل، من النساء والأطفال والشيوخ، الذي يتعرضون لحرب إبادة كاملة، بشراً وحجراً، وبوحشية مزودة بأحدث أنواع الأسلحة التدميرية، وبترسانة أميركية مفتوحة، لم تحظ بها أوكرانيا التي دفعتها أميركا إلى حرب إنتحارية مع الدب الروسي.

جولة وزير الخارجية الاميركية بلينكن في العواصم العربية، كانت أكثر من فاشلة، لأنه لم يحمل اقتراحات لوقف الحرب، بل إقتصر كلامه على سبل المساعدة في القضاء على «حماس»، وضمان عدم حصول معارضة عربية جماعية للحرب الهمجية ضد غزة، مع تجاهل كامل للحديث عن الحصار الإسرائيلي الحاقد للقطاع، والذي قطع الماء والكهرباء والغذاء، ودون الكلام عن أفكار لإيجاد الحل الجذري لهذه الحروب المستمرة في المنطقة، منذ طرد الشعب الفلسطيني من أرضه، وقيام الدولة الإسرائيلية.

لم يقتصر التحدي الأميركي لشعوب المنطقة بإرسال حاملتي طائرات إلى الشواطئ الإسرائيلية وحسب، بل وصل إلى حد إرسال ألفين مِن المارينز للمساعدة في عملية إجتياح غزة، التي تحول الجزء الشمالي منها إلى تلال من الركام والأنقاض، بفعل إستمرار القصف الاسرائيلي المكثف على مدار الساعة، ليلاً ونهاراً، وبقاء الضحايا تحت البنايات المتساقطة.

لم تهتم إدارة البيت الأبيض بالرعايا الأميركيين المحتجزين في غزة منذ بداية الحرب، وخطر الموت المحدق بهم بفعل الغارات الهمجية على القطاع، ولم تبذل الخارجية الأميركية الجهد اللازم لإقناع حليفها الإسرائيلي، بتأمين فتح معبر رفح لإخراج الأميركيين والأوروبيين المحاصرين بالنيران الإسرائيلية. وهنا نحيي الموقف المصري القومي الذي أصر عليه الرئيس عبد الفتاح السيسي والقاضي بربط خروج الأجانب من معبر رفح، بشرط إدخال قوافل المساعدات الإنسانية لأهالي غزة، من مواد غذائية وطبية، مستشفيات القطاع بأمس الحاجة لها، لتجنب حصول أكبر كارثة إنسانية منذ الحرب العالمية الأولى.

واشنطن تسعى لإعادة الكرامة المهدورة لحليفتها، دون عناء البحث عن معالجة أسباب وجذور الصراع وإيجاد الحل العادل والشامل.

والمفارقة أن الهيبة الأميركية إهتزت مثل حليفتها الإسرائيلية، عندما أجبرت صواريخ «حماس»، الوزير بلينكن ونتانياهو وكل أعضاء الكنيست على الهروب من قاعة

الإجتماع إلى الملاجئ، وتأجيل جلسة الحكومة تلإسرائيلية إلى وقت لاحق ليلاً، خوفاً من الصواريخ التي وصلت إلى قلب تل أبيب.

ولكن ماذا عن لبنان ومناوشات تسخين جبهة الجنوب؟

هذا يتطلب حديث آخر!

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply