كتبت صحيفة “الشرق الأوسط”: تجدَّد القصف المتبادل بين «حزب الله» والجيش الإسرائيلي، بعد ظهر الخميس، وبقي في إطار القصف «المنضبط»، وتركّز في القطاعين الغربي والأوسط، على أثر عمليات عسكرية نفّذها الحزب ضد مواقع إسرائيلية، وطالت إحداها مواقع ملاصقة للساحل الجنوبي في الناقورة، في حين شيّع الحزب 6 من قتلاه، وتعهّد، في المقابل، بالاستمرار في عملياته، قائلاً، على لسان مسؤوليه: «ننصر غزة في الميدان والمواجهات المتواصلة».
وحذّر وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت، «حزب الله» من تداعيات الدخول في حرب مع بلاده، داعياً إياه إلى النظر لمدينة غزة، أولاً. وجاءت تصريحات غالانت، خلال زيارة لجنوب إسرائيل، الخميس، ولقائه مع جنود عند الحدود مع قطاع غزة. وأشار غالانت إلى أن الجيش يستعدّ لاشتباك طويل الأجل مع أعداء إسرائيل، مضيفاً «لا نتحدث عن حملة عسكرية قصيرة، بل عن حملة طويلة». وتطرّق غالانت إلى تهديد «حزب الله» على الحدود مع لبنان، قائلاً: «يحاول حزب الله تحدي دولة إسرائيل وجيش الدفاع الإسرائيلي، ونشر قوات في تشكيلات دفاعية قوية. نحن متأهبون، وإذا أراد حزب الله حرباً، فيتعين عليه أولاً أن يلقي نظرة على صور مدينة غزة».
وكانت المنطقة الحدودية في رأس الناقورة بالقطاع الغربي، الواقعة قرب المناطق الساحلية في جنوب غربي لبنان، قد شهدت إطلاق نار وقذائف متبادلة، وأعلن «حزب الله»، في بيان، أن مقاتليه هاجموا، ظهر الخميس، موقع المنارة بالصواريخ الموجهة، وجرى إصابته إصابة مباشرة، في حين أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» الرسمية بأن «المقاومة هاجمت موقعي الاحتلال في جل العلم ورأس الناقورة»، كما استهدفت موقعاً في تلة علام.
وأفاد مندوب «الوكالة الوطنية للإعلام» بأن المقاومة هاجمت موقعي الاحتلال في جل العلم ورأس الناقورة، في حين قصف الجيش الإسرائيلي بشكل عنيف المنطقة الواقعة عند الحدود في الناقورة، وصولاً حتى بلدة الضهيرة. كذلك، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بقصف إسرائيلي استهدف محيط بلدة الناقورة وجرود اللبونة. وطال القصف بلدتي مروحين وراميا.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، الخميس، إن 6 قذائف أُطلقت من لبنان نحو إسرائيل، مشيراً إلى أن 5 منها سقطت في أرض فضاء، بينما جرى اعتراض قذيفة واحدة. وأضاف أدرعي، عبر منصة «إكس»: «تعرّض موقع عسكري لإطلاق قذيفة مضادة للدروع، وموقع آخر لنيران أسلحة خفيفة، دون وقوع إصابات». وذكر المتحدث العسكري أن قوات الجيش الإسرائيلي «هاجمت مصادر إطلاق النار».
وفي القطاع الأوسط المتاخم للجليل الأعلى، أفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» بإطلاق صاروخيْ كورنيت باتجاه مستعمرة المنارة قبالة بلدتي ميس الجبل وحولا، كما أفادت بإطلاق القوات الإسرائيلية القذائف المدفعية باتجاه أطراف بلدة ميس الجبل.
وكانت وسائل إعلام لبنانية قد تحدثت أن طائرة إسرائيلية أطلقت صاروخاً على خراج بلدة كفرشوبا، فجر الخميس، ونفّذت غارتين على تلّة العويضة، قرب بلدة الطيبة الحدودية، كما استهدفت غارة إسرائيلية نصباً للقائد السابق لفيلق القدس، قاسم سليماني، قرب بلدة كفركلا الحدودية.
تشييع قتلى الحزب
في المقابل، شيّع «حزب الله» عدداً من عناصره قُتلوا، خلال الأيام الماضية، في المواجهات مع القوات الإسرائيلية على الحدود، وتوزعوا في بلدة البرج الشمالي (الجنوب)، والضاحية الجنوبية لبيروت، ومشغرة (البقاع الغربي)، وميس الجبل وعيترون في الجنوب.
وتعهّد الحزب، على لسان عضو المجلس المركزي، الشيخ نبيل قاووق، بمواصلة المعركة؛ «انتصاراً لغزة». وقال قاووق، في حفل تأبين أحد عناصر الحزب: «أهداف العدوان على غزة تطول مستقبل المنطقة، وموقف المقاومة هو موقف مبدئي، ونحن لا ننتظر دعوات من أحد، ولا نخشى تهديدات أحد». وأضاف: «نحن في حزب الله، ننصر غزة بأقدس دمائنا، دماء أبنائنا وشبابنا ومجاهدينا، ننصر غزة في الميدان والمواجهات المتواصلة بين مجاهدي المقاومة والعدو الإسرائيلي».
بدورها، قالت «كتلة الحزب البرلمانية (الوفاء للمقاومة)»، في بيان تلا اجتماعها الأسبوعي، إن «المقاومة الإسلامية في لبنان لا تستطيع أن تقف مكتوفة الأيدي إزاء أي إجراء صهيوني يشكل تهديداً أو محاولة خرق للمعادلات التي فرضتها المقاومة، خلال تصدّيها للاعتداءات الصهيونية… وإن مِن حق المقاومة وواجبها أن تتصدى للاعتداءات الصهيونية، ومجاهدوها وشهداؤها الأبرار هم الضمانة وصمام الأمان». وقالت إن «تحشيد العدو لقواته، خلال عدوانه على غزة، يشكل شكلاً من أشكال التهديد للبنان يجب عدم الاستخفاف أو التهاون إزاءه».