كتبت صحيفة “الأنباء” الالكترونية: مع استمرار الحرب الإسرائيلية الهمجية ضد الإنسانية والشعب الفلسطيني في قطاع غزة، وتصاعد وتيرة الإعتداءات على الضفة الغربية وجنوب لبنان، تزداد المخاوف من توسع دائرة الحرب، لاسيما مع الغطاء الذي وفرته الولايات المتحدة الأميركية ودول الغرب لحكومة الحرب في تل أبيب، لا بل تشجيعها على الإستمرار في إجرامها.
وفي مقابل ذلك يترقب الجميع كيف ستتطور الأمور في الساعات أو الأيام القليلة المقبلة، خاصة في لبنان الذي يعاني أساساً من أزمات يعجز علاجها، وسيكون أمامه المزيد من الضغوط في أقل الاحتمالات، وهو ما حدا بالحزب التقدمي الإشتراكي إلى الاستعداد للقيام بواجبه في حال وقعت الحرب، متابعةً لتوجيهات الرئيس وليد جنبلاط ورئيس الحزب تيمور جنبلاط. وفي هذا الإطار تتواصل الاجتماعات على أعلى المستويات لتوزيع المهام على الأرض، وقد كان آخرها أمس اجتماع قيادي تم خلاله البحث في خطة الطوارئ التي أعدها الحزب للتعامل مع تداعيات أي مستجد أمني محتمل في الجنوب، وكيفية التعاطي مع مسألة الإغاثة والنازحين، وسبل التعاون مع مختلف القوى السياسية والمؤسسات والأجهزة الرسمية والجمعيات في المناطق.
وعلى الجانب الجنوبي من غزة، تتكثف محاولات فتح معبر رفح لدخول المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة، من دون أن يعرف ما إذا كان ذلك سيترافق مع وقف لإطلاق النار في ظل رفض العدو الإسرائيلي لذلك، وهو السؤال الذي طرحه الرئيس وليد جنبلاط في سياق تعليقه على أنباء صحفية حول قرار إدخال المساعدات.
وفي المواقف رأى عضو كتلة تجدد النائب أديب عبد المسيح أننا “في لبنان مازلنا في مرحلة ترقب للاحتمالات المقبلة، بين الحرب واللاحرب، لا نستطيع ان نتكهن بما تخبئه لنا الأيام القادمة، فعلينا دائماً أن نطالب ونشجب أي تدخل عسكري من لبنان ضد اسرائيل، وضرورة تحييد لبنان عن الصراعات الاقليمية”، داعياً الى “مواجهة عربية مع إسرائيل وليس لبنانية”.
عبد المسيح وفي حديث لجريدة “الأنباء” الالكترونية، رأى أن الاشتباكات التي تحصل على طول الحدود “ما تزال محدودة وضمن قواعد الاشتباك لتسجيل مواقف ما بين حزب الله والعدو الإسرائيلي”، متمنياً أن “تبقى في هذا الإطار لأن لبنان ليس بوضع يخوله الدخول في حرب مع اسرائيل، فلا اقتصاد ولا استعداد لوجستي وعسكري في ظل حكومة منقسمة بين فريق يعمل وآخر يقاطع”، داعيا الى التكاتف و”عدم الدخول في مغامرات، وهذا يفرض علينا ان ننتخب رئيس جمهورية وتشكيل حكومة قادرة على تنفيذ خطة التعافي قبل فوات الأوان”.
عبد المسيح طالب رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي بأن يكون خطابه واضحاً لناحية تحييد لبنان، وأضاف: “ممنوع على رئيس الحكومة أن يقول ليست الأمور في يدي، فرئيس الحكومة يجب ان يكون مطمئناً وحيادياً وحازما، وأن يقول لا للمواجهات المسلحة، نعم لتحييد لبنان عن الصراعات. فلبنان دفع اثماناً غالية لنصرة القضية الفلسطينية”. وأبدى عبد المسيح تأييده لتفعيل الحكومة و”عقد جلسات لمجلس الوزراء في هذه الظروف لتسهيل أمور الناس الحياتية وإعلان حالة طوارئ خاصة لمواجهة الأزمة، وتسليم الجيش زمام الأمور في الجنوب باعتباره المنوط والخبير، وهذا ما فعلته الحكومة عقب انفجار المرفأ بإعلان بيروت منطقة منكوبة”.
بكل الأحوال ومع استمرار الوضع المتفجر على طول الحدود وتجاوزه لقواعد الاشتباك المتعارف عليها بين حزب الله واسرائيل، والذي بات ينذر بانفلات الامور نحو الاسوأ، فإن المطلوب وضع كل الخلافات جانبا والاستعداد على كل المستويات لمواجهة تداعيات أي تطور قد يطرأ على الجبهة الجنوبية. فهل من يعي خطورة المرحلة؟