كتبت “الشرق” تقول: مع كل ساعة تمر وكل قذيفة تطلق من جنوب لبنان وكل عملية عسكرية في غزة، يتعاظم خوف اللبنانيين من بلوغ نقطة اللاعودة وتتزايد المؤشرات الى اقتراب لبنان من دخول الحرب، معززة بمطالبة السفارات الاجنبية رعاياها بمغادرته فورا، وبدء شركات الطيران العالمية وقف تسيير رحلاتها.
غير ان كل الاحتمالات لا تزال واردة مع استمرار لبنان الرسمي في مطالبة المجتمع الدولي بضبط اسرائيل، واستمرار دوران حزب الله ضمن قواعد الاشتباك من دون الخروج منها، في ظل قناعة بأن “طعم الحرب” هذه المَرة سيكون جِّد مر. ذلك ان بيئته القابعة كما سائر اللبنانيين في حال من الفقر والعوز لن تكون خلفه في اي مغامرة قد يقحم نفسه والبلاد فيها، وقد تكون هناك نهايته وربما نهاية لبنان، على ما نقل عن كواليس لقاءات وزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بالمسؤولين اللبنانيين وقد قالت لهم “اذا دخل لبنان هذه الحرب سيزول الى الابد”.
أميركا وألمانيا
امس، تلقى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي إتصالا هاتفيا من وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن وتم البحث في الاوضاع الراهنة في لبنان والمنطقة.
وزيرة خارجية ألمانيا
ليس بعيدا من المتابعة الدولية للوضع الامني جنوبا، وصلت وزيرة الخارجية الالمانية أنالينا بيربوك الى بيروت امس وجالت على المسؤولين وقد التقت بوحبيب في وزارة الخارجية. وقال الوزير بوحبيب: إتفقت مع وزيرة خارجية المانيا على أن حل الدولتين هو المدخل لمعالجة أسباب النزاع الحقيقي في غزة. نعوّل على تأثير المانيا في أوروبا والعالم وما خبرته من ويلات الحرب لوقف فوري لاطلاق النار والسماح لقوافل الاغاثة بدخول القطاع. اضاف: نحذر من تداعيات هذا الصراع ليس فقط على أمن منطقتنا بل أيضا” على أمن أوروبا خصوصا” والعالم عموما. ومن الخارجية انتقلت بيربوك الى السراي حيث استقبلها الرئيس نجيب ميقاتي.
في السراي
كما إجتمع ميقاتي مع مفتي حاصبيا ومرجعيون القاضي الشيخ حسن دلي ووفد ضم رؤساء بلديات المنطقة وتناول البحث الوضع الامني في المنطقة ومعاناة الاهالي جراء العدوان الاسرائيلي على القرى والبلدات، إضافة الى بعض المطالب الخدماتية الملحة. وفي خلال اللقاء نوّه رئيس الحكومة بصمود الاهالي في أرضهم رغم كل الصعوبات التي يعانون. وشدد على ان الحكومة تقوم بكل الاتصالات الديبلوماسية والسياسية لمعالجة الاوضاع الراهنة ووقف العدوان الاسرائيلي، وبالتوازي فانها تقوم باعداد خطة عملانية للطوارئ في حال حصول اي مستجدات. وأمل في “أن تنجح الضغوط التي تمارس على العدو الاسرائيلي في وقف العدوان على غزة والانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للاراضي اللبنانية”.
للضغط على اسرائيل
بدوره، قال وزير الخارجية في حكومة تصريف الاعمال عبدالله بوحبيب الذي التقى عددا من السفراء امس في الخارجية “عبرت لسفراء دول النروج، الدنمارك، فنلندا، السويد وكندا عن قلق لبنان العميق ازاء إستمرار العدوان على غزة لليوم الرابع عشر، وطلبت تدخل دولهم من خلال الضغط على إسرائيل لوقف التصعيد”. واكد ان “تصاعد خطاب الكراهية والتحريض على العنف لن تسلم منه الدول الغربية”. ولفت خلال لقائه السفير البلجيكي في لبنان كوين فرفاك الى ان “اذا أصيب الشرق الاوسط بالبرد ستنتقل العدوى الى أوروبا”. وفي حديث لشبكة “سي. ان. ان” قال بوحبيب “لا نريد الحرب، ولكن ما يحدث في غزة سيحدد كيف تسير الامور في المنطقة”.
تصعيد على الحدود
في الجنوب، التصعيد على حاله. فقد تم استهداف موقع العاصي الإسرائيلي مقابل بليدا ورد الجيش الاسرائيلي بقصف التلال المحاذية للموقع. كما إستهدف الجيش الإسرائيلي بعد الظهر، محيط السياج الشائك في وادي هونين مقابل بلدة حولا، واستخدم القذائف الفوسفورية في القصف على خراج بلدتي حولا وميس الجبل. ودوت صفارات الإنذار في مقر قوات “اليونيفيل” في الناقورة. وكان اطلق صاروخ مضاد للدروع من الأراضي اللبنانية باتجاه موقع المنارة التابع لإسرائيل. ليس بعيدا، اعلن الجيش الإسرائيلي أنه استهدف بنى تحتية عسكرية لحزب الله، مشيرا الى أن مسيّرة تابعة له قتلت مسلحا داخل الأراضي اللبنانية، قبل ان يضيف: استهدفنا 3 عناصر من حزب الله في جنوب لبنان بمسيّرة. الى ذلك، افادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن قوات الجيش طاردت شخصا تسلل وأطلق النار عند بلدة مارغليوت على الحدود مع لبنان. ايضا، افيد بأن حزب الله هاجم موقع رويسات العلم في تلال كفرشوبا الحدوديّة بصواريخ موجهة. على الاثر دارت اشتباكات عنيفة في محيط كفرشوبا وطاول القصف اطراف ميس الجبل.
لم يمر من دون رد
في المواقف، يؤكد حزب الله انه لن يسكت عن اعتداءات العدو. فقد صدر عن العلاقات الإعلامية في “حزب الله” بيان قال فيه “يواصل العدو الصهيوني سياسته الاجرامية في الاعتداء على المدنيين وعلى الصحافيين الذين يعملون في منطقة الحدود اللبنانية مع فلسطين المحتلة. تعتبر العلاقات الاعلامية ان هذا العدوان هو استكمال لجرائمه السابقة ضد الاعلاميين في لبنان وفلسطين بهدف منعهم من نقل الحقيقة وتغطية وتوثيق جرائمه الوحشية ضد المدنيين والابرياء. اننا اذ نطالب كل المؤسسات الاعلامية والنقابات والجمعيات المهنية والانسانية بإدانة هذه الجرائم نؤكد مجددا ان قتل المدنيين والاعتداء على امن بلدنا لن يمر من دون رد او عقاب..
إلغاء التأمين
وفي الاجراءات الاحترازية في حال اندلاع حرب في لبنان، فقد أعلن رئيس مجلس إدارة شركة “طيران الشرق الأوسط” محمد الحوت أننا “تلقينا إشارة الغاء التأمين ويسري مفعولها يوم الأحد وشركات التأمين سمحت لنا بتسيير رحلات مع خفض التأمين بقيمة
%80”. وأكد الحوت أنه “لا يوجد لدينا معلومات حول إستهداف المطار وكل المعطيات التي وصلتنا تؤكد أن التصعيد جنوباً سيبقى ضمن قواعد الإشتباك”. وتابع: “سنصدر جدول رحلات ديناميكي لكي نؤمن أغلبية المسافرين للوصول الى وجهاتهم”.