السبت, نوفمبر 23
Banner

نجاح احتواء الانفجار الكبير وتوسع الحرب مرهون بمصير العملية البرية الاسرائيلية وحجمها

كتبت صحيفة الديار تقول: في الوقت الذي كانت القاهرة تستضيف قمة دولية واقليمية بمشاركة ما لا يقل عن 30 دولة عربية واجنبية تحت عنوان السلام، كان العدو الاسرائيلي يواصل قصفه لغزة موقعا المزيد من الشهداء والجرحى في اطار مسلسل المجازر والتدمير الممنهج الذي بدأه ويستمر فيه من اسبوعين للقطاع واهله، وعلى وقع الحديث المتكرر للقادة الصهاينة عن التحضير لخوض معركة برية مع المقاومة بهدف اجتياح غزة وتدميرها لتمرير مشروع تهجير الفلسطينيين واحداث نكبة جديدة للشعب الفلسطيني.

ووفقا للمواقف التي سجلت داخل هذه القمة وخارجها وللاتصالات الناشطة على غير محور، فان الاجواء لا تؤشر حتى الان الى احتواء الوضع المتفجر قريبا او الى استبعاد توسع الحرب الى جبهات اخرى، وفي مقدمها جبهة لبنان التي تشهد مواجهات يومية بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي على محاور القطاعات الثلاثة: الغربي والشرقي والاوسط.

ووفقا للاوساط المراقبة، فان نجاح احتواء الانفجار الكبير وتوسع الحرب مرهون بمصير العملية البرية الاسرائيلية ضد غزة التي يتحدث عنها العدو منذ عملية طوفان الاقصى، وحجم هذه العملية حيث تتعدد السيناريوهات المتداولة عنها.

واذا كانت قمة القاهرة قد ركزت على تأمين المساعدات الانسانية ورفض تهجير الفلسطينيين والعمل على التهدئة تمهيدا لوقف النار، فان الخلافات بين المشاركين فيها، خصوصا بين المجموعة العربية والدول الاوروبية المشاركة، حالت دون صدور بيان ختامي عنها واستبداله ببيان لرئاسة القمة. وذكرت مصادر دبلوماسي ان الخلاف حصل بسبب اصرارالاميركي والاوروبيين على جملة « حق اسرائيل في الدفاع عن نفسها» وادانة صريحة لحماس.

في هذا الوقت واصل، العدو الاسرائيلي الحديث عن التحضير لاجتياح غزة، لكن تاخير العملية التي يلوح بها تكشف، حسب مصدر سياسي لبناني مطلع، عن تهيبه وتخوفه من نتائجه بعد ان اثبتت المقاومة في غزة قدرتها واستعدادها للمعركة البرية، وكذلك بسبب المخاطر المؤكدة التي ستواجهه جراء توسع رقعة الحرب، لا سيما ان حزب الله مستمر في المواجهة مع العدو على الحدود الجنوبية حيث اكد نائب الامين العام للحزب الشيخ نعيم قاسم امس بالقول « نحن اليوم في قلب المعركة، ونحقق انجازات فيها».

واضاف « نحاول اضعاف الاسرائيلي كل يوم، ونحن معنيون وجزء من هذه المعركة، وليكن واضحا كلما تتالت الاحداث ونشأ ما يستدعي ان يكون تدخلنا اكبر سنفعل ذلك».

وفي هذا الاطار، ذكرت صحيفة يديعوت احرونوت ان تقييمات استخباراتية اسرائيلية تؤكد ان حزب الله سينخرط في الحرب اذا تم اجتياح غزة.

وعلى الصعيد الميداني، تواصلت المواجهات بين حزب الله وجيش العدو الاسرائيلي في القطاعات الثلاثة امس، وهاجم مقاتلو الحزب بالصواريخ الموجهة ومدافع الهاون عددا من مواقع العدو في مزارع شبعا وقبالة بليدا وحولا وومستوطنة مرغليوت في القطاع الغربي حيث سجلت اصابات عديدة، واعترف جيش العدو باصابة اسرائيلي بجراح خطرة.

وكان اعترف بمقتل جندي اثر اصابة احد المواقع العسكرية اول من امس.

وقصف جيش الاحتلال المناطق الحدودية بالمدافع والمسيرات.

واصابت احدى الميرات سيارة على طريق حولا ما ادى الى استشهاد احد مقاتلي حزب الله.

وتمكن الحزب ايضا من تحقيق اصابات مباشرة في موقع العباد وتدمير برج للمراقبة والتجسس مقابل ميس الجبل.

وفي ظل تزايد المواجهات وسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف جنود العدو، وعلى وقع تعالي اصوات المستوطنين الذين اعربوا عن سخطهم لعدم تمكن قادة العدو من حمايتهم واجلائهم عن المناطق اكثر عمقا، جال وزير الدفاع الاسرائيلي غالانت امس على المواقع العسكرية الاسرائيلية عند الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة بهدف رفع معنويات جيشه، واطلق تهديدات ضد لبنان وحزب الله، وقال «ان حزب الله قرر المشاركة في الحرب، ونحن مستعدون لكل الاحتمالات، وسيدفع الثمن باهظا».

رعد : المقاومة ماضية في المواجهة

وعبر رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد عن موقف حزب الله مما يحصل، وقال «ان المقاومة حاضرة وجاهزة، وماضية في مواجهة العدو الاسرائيلي. ويكفي ان هذا العدو لا يزال مترددا خوفا مما نستنبطه نحن على جبهتنا هنا او على جبهة اخرى… نحن نحمي ساحتنا ونمنع العدو من ان يمارس جنونه وان يعبث بكل الساحات، ونحن الذين نأخذه حيث نريد لا ان ياخذنا حيث يريد».

وردا على بعض الذين المزايدين قال رعد « اننا نعرف كيف نتصرف بعيدا عن المنظرين الحاقدين الذين يسألون عن اماكننا في هذه المعركة. وللأسف ان هذا البعض قد تخلى فيما سبق عن فلسطين وعن غزة والمقاومة، واضعف المقاومة ونال منها وحرض عليها، واليوم يسأل عنها».

واضاف» يأتينا من يأتينا من محيطنا ومن الخارج ويطلب منا الا نتدخل، وعندما نسألهم هل ستفعلون فعلكم الضاغط من اجل وقف العدوان يقولون لا نعلم».

مصدر مطلع: توسع الحرب مرتبط بوضع غزة

وقال مصدر مطلع لـ«الديار» امس ان التطورات في الساعات الثماني والاربعين الاخيرة توحي ببعض الاشارات الايجابية لمحاولة تجنب توسع الحرب، لكن الامر مرهون بالتطورات في غزة وما يمكن ان يقدم العدو عليه في ما يتعلق بمحاولة اجتياحه لغزة.

واضاف ان المسؤولين والديبلوماسيين الغربيين وغير الغربيين الذين اتوا الى لبنان اكتفوا بالتحذير من اشتعال جبهة لبنان وحصول حرب بين حزب الله و «اسرائيل»، لكنهم في الوقت نفسه لم يضغطوا او يطلبوا منها ان تخفف التصعيد وتصرف النظر عن مهاجمة غزة بريا ومحاولة اجتياحها. ولفت ان العدو الاسرائيلي ورئيس حكومته نتنياهو يسعى الى استغلال الدعم الاميركي والغربي لتنفيذ عملية عسكرية برية ضد غزة لحفظ ماء وجهه على الاقل بعد هزيمة الجيش الاسرائيلي في عملية « طوفان الاقصى».

ومنذ هذه العملية، نقلت ٤٥ طائرة شحن الاف الاطنان من الاسلحة والعتاد العسكري من الولايات المتحدة وبعض حلفائها الغربيين.

فتح محدود لمعبر رفح

وفي ضوء الحصار الاسرائيلي الكامل على غزة منذ اسبوعين واتساع رقعة المطالبة العربية والدولية بادخال المساعدات الانسانية الى غزة، دخلت 20 شاحنة الى القطاع عبر معبر رفح تحمل مواد غذائية وادوية ومياها بعد مساع بذلت مع الولايات المتحدة عبر مصر وقطر التي ادت وساطتها الى الافراج عن رهينتين اميركيتين قبل هذه الخطوة.

وتحدثت مصادر دبلوماسية ان هناك مساعي للافراج عن الرهائن الاجانب غير الاسرائيليين مقابل توسيع عملية فتح المعابر ونقل المساعدات الاغاثية والانسانية الى غزة، لكن حركة حماس عبر مصدر لها نفت علمها بهذه المفاوضات، مؤكدة على فك الحصار عن القطاع من دون شروط ومعتبرة ان دخول 20 شاحنة امس ليست العملية المطلوبة بل تأمين المساعدات بشكل دائم.

وقالت مصادر اسرائيلية حسبما نقلت الوكالات في اليومين الماضيين ان «اسرائيل» لا تفاوض على فتح المعابر بإطلاق الرهائن من جنسيات اخرى.

قمة القاهرة وخارطة طريق السلام

وافتتح الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي القمة الاقليمية والدولية بكلمة اكد فيها «ان تصفية القضية الفلسطينية دون حل عادل لن يحدث، وفي كل الاحوال لن يحدث على حساب الشعب المصري، وان حل هذه القضية ليس بالتهجير، بل حلها الوحيد هو بحصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة». وشدد على العمل للتوصل الى خارطة طريق واحياء مسار السلام من خلال: ايصال المساعدات الانسانية الى غزة، والتفاوض للتهدئة للوصول الى وقف اطلاق النار، والعمل للحل على اساس الدولتين ومقررات الشرعية الدولية.

ودان ملك الاردن عبدالله الثاني استمرار العدوان الاسرائيلي على غزة واصفا اياه بانه « حملة شرسة مرفوضة وعقاب جماعي لسكان محاصرين، وهي جريمة حرب».

ودعا الى وقف فوري للحرب على غزة وتأمين المساعدات الانسانية اليها، رافضا بشدة التهجير القسري للفلسطينيين ووصفه بانه جريمة حرب.

ودعا الامين العام للامم المتحدة غوتيريش الى «وقف فوري لاطلاق النار وبحر الدم القائم واطلاق سراح الرهائن»، وطالب بفتح المعابر وتأمين المساعدات الانسانية بشكل مستدام، وتحقيق السلام على اساس الدولتين.

وحمل رئيس الوزراء العراقي محمد شايع السوداني بشدة على العدوان الاسرائيلي على غزة، وقال «ان الشعب الفلسطيني يتعرض لابادة جماعية»، واصفا مجزرة مستشفى المعمداني بانها جريمة حرب. وحذر من تمدد ما يحصل الى صراع اقليمي، داعيا الى وقف تذويب القضية الفلسطينية.

واكد الرئيس الفلسطيني محمود عباس على رفض تهجير الفلسطينيين من غزة ومن بيوتهم في القدس والضفة الغربية. واذ شدد على حل الدولتين، قال «لن نرحل، لن نرحل، لن نرحل، وسنبقى في ارضنا».

ودعا وزير الخارجية السعودي فيصل بن فرحان الى «وقف فوري للتصعيد العسكري» والى فتح الممرات الامنة لتامين المساعدات الانسانية لغزة. واكد على التمسك بالسلام وحل الدولتين.

واعتبرت وزيرة الخارجية الفرنسية ان ما قامت به حركة حماس هو «عملية ارهابية»، ورات «ان من حق اسرائيل ان ترد على هذه العملية ولكن ان يكون الرد عادلا ومتمشيا مع القانون الدولي وان تحمي المدنيين وفقا لهذا القانون».

وقالت ان فرنسا تدعم حقوق الشعب الفلسطيني وهي فعلت ذلك وستستمر، داعية الى هدنة انسانية تؤدي الى وقف لاطلاق النار.

غارات إسرائيلية كثيفة على الجنوب… ودفاعات حزب الله الجوية

تصدّت لطائرات التجسس

كثف جيش العدو الاسرائيلي مساء أمس، غاراته على البلدات الحدودية الجنوبية، حيث شن طيران العدو غارات على أطراف مروحين ومحيط بلدة علما الشعب وأطراف عيتا الشعب في الجنوب.

كما شنّ الطيران الإسرائيلي غارة وقصف بشكل عنيف أطراف بلدة يارون قضاء بنت جبيل. وإستهدف ايضا محيط بلدة الضهيرة. كما وشنّ غارة على واد تقع بين بلدتي يارين والجبين، اعقبها بغارة ثانية على اطراف بلدة يارين.

وكانت تصدت الدفاعات الجوية لحزب الله طائرات التجسس الاسرائيلية فوق مرتفعات جبل الريحان، سجد، والجبور بعد ان اطلقت مسيرة صاروخا نحو جبل الجبور.

Leave A Reply