الجمعة, نوفمبر 22
Banner

“حزب الله” سيسعى “لتعطيل وظيفة إسرائيل” في المنطقة

لا يقلّل مناصرو “حزب الله” وخصومه من حجم مواجهته العسكرية على الحدود في الجنوب مع إسرائيل على طول مساحة تزيد على مئة كيلومتر، مع وجود العشرات من مواقع جيشها ونقاطه العسكرية المزوّدة بأحدث التحصينات التقنية حيث يتعاطى الحزب معها على قاعدة “كل خطوة بخطوة”. ورغم كل ما تتلقاه إسرائيل تمكن الحزب من تعطيل قسم لا بأس به من “العيون” وأجهزة التنصّت، وإن قدّم الحزب مجموعة من عناصره منذ فتح معركة غزة في السابع من الجاري. وتجمع آراء المتواجهين على هذه الجبهة على توقع أن تطول أيامها اكثر على شكل محاولة إقدام كل طرف على استنزاف خصمه وإنهاكه قد تسبق المنازلة الكبرى إذا فشلت الوساطات السياسية.

ومع ارتفاع سخونة المواجهات على الحدود الجنوبية تبيّن أن القيادة العسكرية عند الإسرائيليين ما زالت في “الإطار الدفاعي” وإن قاتلت بغزارة نارية كبيرة مع لجوئها الى استعمال المسيّرات بوتيرة أكبر ومضاعفة دور طائرات الاستطلاع التي تقوم بمهمّات التصوير ومراقبة مواقع الحزب على طول الحدود وفي خراج أكثر من بلدة. وتخرج أصوات في تل أبيب بأن جيشها لا يقوم حتى الآن بـ”الرد المطلوب والرادع”.

وفي المقلب الآخر لم يستعمل الحزب إلا الجزء القليل من قدراته الصاروخية مع ملاحظة أن القاطنين في المستوطنات التي تقع على مقربة من لبنان قد غادروا منازلهم على غرار ما فعله الجنوبيون عند الحدود وإن بنسبة أقلّ، في مشهد لم تعشه إسرائيل بهذه الطريقة إبان عدوان تموز 2006. وتبيّن للحزب بعد زيارة بنيامبن نتياهو للحدود مع لبنان ومن خلال تحذيراته أنه لا يريد فتح معارك أكبر مع الحزب حيث تبقى جهوده منصبّة على جبهة غزة. ولا مهرب من التوقف عند مسألة أن كل ما عملت عليه إسرائيل بعد 2006 هو ألا يكون للحزب أي وجود عسكري أو تسليح في نطاق جنوبي الليطاني الذي تحوّلت ربوعه ترسانات عسكرية ومنصّات للصواريخ مع تركيزه على صاروخ “كورنيت”. ومن هنا يأخذ الحزب كل الاحتياطات المطلوبة حيال إسرائيل ويراقب بعناية ما يدور في صلب المجتمع الإسرائيلي بعد الضربات الموجعة التي تلقاها والتي جلبت له المزيد من المشكلات ليس أقلها فقدانه الثقة بالقيادتين السياسية والعسكرية في تل أبيب.

ثمة نقاط يعاينها الحزب بعناية شديدة حيث يعتقد أن أبواب جهنم ستُفتح إذا أقدمت الحكومة الاسرائيلية المصغرة على فتح جبهة الحرب ضد لبنان وأن كل القطع البحرية الأميركية والبريطانية التي وصلت الى بحر المنطقة لن تنفعها، وأن الحزب والمحور الذي يمثّله لن ترهبه الأساطيل، وأنه “في حال دخول أطراف الصراع على إسرائيل وكل من يتعاون معها ويدعمها في حربها هذه سيتلقى ضربات من محور الممانعة وتحت معادلة وحدة الساحات سيجرّ هؤلاء على أنفسهم سيلاً من الخسائر والضربات”، وأن الخيارات التي يتخذها نتنياهو “ستواجه بمفاجآت كبرى من جراء ما أعدّت له المقاومة من تحصينات وبناء أنفاق ستستعملها المقاومة وستنجح في تكبيد الإسرائيليين خسائر كبيرة في صفوف العسكريين”.

ويسعى الحزب “الى تعطيل وظيفة دولة إسرائيل” في المنطقة التي انطلقت رسمياً في عام 1948 بغية خدمة مصالح الغربيين وعلى رأسهم أميركا التي هبّت مع أكثر من دولة أوروبية وغيرها بغية إنقاذ إسرائيل من مأزقها المفتوح التي تشكل “الذراع الثقيلة” للغرب في المنطقة مع ملاحظة أن أعداداً كبيرة من أولاد المسؤولين والوزراء الإسرائيليين ما زالوا في الخارج حيث لا يرغبون في القتال ولم يلبّوا دعوة الاحتياط للالتحاق بالجيش. ومن المسائل التي تتحسب لها إسرائيل خشيتها من “بنك الأهداف” في تل أبيب. فثمة شركات غربية عالمية لن تكون في منأى عن تلقيها ضربات متوقعة في حال وقوع المواجهة الكبرى.

وكان من الواضح أن إسرائيل فقدت أحد عناصر قوتها في عقيدتها العسكرية من خلال عدم اكتراثها كما يجب لأسراها لدى “حماس” وإن لم تتركهم، بعدما كانت تبادل بأشلاء جنود لها بالمئات من الأسرى الفلسطينيين واللبنانيين، وكأن زمن المطالبة بالكشف عن مصير الطيار رون أراد ولّى، الأمر الذي يؤثر سلباً على معنويات جنود إسرائيل وعائلاتها. ومن هنا يعاين”حزب الله” بشدّة ويراقب المزاج العام في الشارعين العربي والإسلامي ووقوفهما الى جانب المقاومة وتأييدها، ولا سيما بعد سماع أصوات متظاهرين في أكثر من دولة من مصر الى إندونيسيا وغيرهما تطالب السيد حسن نصرالله بمشاركة الحزب في المعركة وتوجيه صواريخه في اتجاه أهداف إسرائيلية. هذه التحولات هي محلّ تشجيع عند الحزب من أجل عدم حصر تصوير المواجهة المفتوحة مع إسرائيل على أساس أنها شيعية أو إيرانية في محور المقاومة ضد إسرائيل. وهذا التبدل هو محل ارتياح عند هذا المحور بعد قيام “حماس” السنّية بالكشف عن دورها الكبير في حلف المقاومة بعد عمليتها في غلاف مستوطنات غزة فضلاً عن الصورة التي قدّمتها للتحضيرات التى أعدّتها في أرض غزة إذا ما أقدم الجيش الإسرائيلي على غزوها ودخول أنفاقها.

رضوان عقيل – النهار

Leave A Reply