في مقال له تم نشره اليوم في جريدة الجمهورية قال وزير الثقافة القاضي محمد وسام المرتضى:” لا شكّ في أنّ الحرَّ الشريفَ يُعرفُ أكثرَ ما يُعرف في الملمَّات التي من حسناتها أنّها محكّ كلِّ شيءٍ ولا سيما الرجال، فيها يُميَّزُ ٱلْخَبِيثُ مِنَ ٱلطَّيِّبِ. ”
واضاف:”نصري الصايغ مثقفٌ شريف استُنْفِرَ بكامل عتاد ثقافته ليدافع عن مظلومية أهلنا في غزّة الذين يواجهون منفردين، بأعلى درجات البطولة، آلة القتل الصهيونية المدعومة من آليات التواطؤ والتخاذل العربية والدولية. تقرأُ ما يكتب فتبدي تقديرك لشخصه فتلقى منه ردًّا لا أروع: “شكراً لشهادتك، فلسطين دِيني”.”
وتابع:” يليقُ بنصري الصايغ، ونظرائه، لقب المثقّف. لأنَّ كلَّ ثقافةٍ لا تولّد في صاحبها ما ولّدته في “نصري” من انتماءٍ نهائيٍّ كاملٍ إلى الحقّ، ليست سوى مظاهر فارغة، سرعان ما تذهبُ هي وصاحبها كالزبدِ جفاءً، فكيف هو الحال مع فئةٍ جنحت في هذه المرحلة نحو استعمال ما تيسّر لها من إحاطةٍ ومُكْنات وسيلةً للإمعان في ممارسة العمالة المأجورة المنصبّة على كيّ الوعي لجعله مستسيغاً للكيان الغاصب ولأعداء الإنسانية بل منافحاً عنه وعنهم.”
واردف:”ألفُ تحيّةٍ لنصري الصايغ ولمن هم من طينته، لكلّ هؤلاء المثقّفين المطهّرين من النفاق المنزّهين عن المصالح، الذين لم يمتطوا كسواهم المنابر في غفلةٍ من مناسبةٍ مضرجةٍ بدماء غزة، ليدغدغوا “سفيراً أو سفيرةً” هنا أو “ترفيهيًّا” هناك، وينادوا ب”ثقافة الحياة” و”بالسلام” مع الصهاينة، ويتعاطفوا مع “وقوع ضحايا من الجانبين”، ويدينوا أعمال المقاومة البطلة ضدّ الاحتلال الإسرائيلي في تشرين.”
واضاف:” لا محيد عن التأكيد أننا لن نترك هؤلاء المنافقين للتاريخ ليرذلهم ويذمّهم، إذْ ستنقضي هذه الأيام العجاف وبعدها سيلقون الحساب المعنويَّ اللائق بهم وبما يمثّلون، لأنَّ أخطر العملاء هم المتخفّون في جلابيب الثقافة المجنّدون لخوض حرب العدو الناعمة. ”
واكمل:” الالتزام بقضية الحقّ في فلسطين، ومناهضة المشروع الصهيوني فيها وفي منطقتنا، معياران أساسيان في هذه المرحلة الاستثنائية من عمر منطقتنا، بهما يميّز بين المثقّف الحقيقي الشريف و”الخفيف” مدّعي الثقافة، المتخفّي في جلابيبها.”
وختم المرتضى:”ثبّتنا الله على طريق الحقّ، وعلى حبّ فلسطين.”
أخبار عاجلة