الإثنين, نوفمبر 25
Banner

الديار: فرملة حرب البيانات ومُحاولات لتطبيع العلاقة بين عون والحريري قبل زيارة ماكرون

الطرق مسدودة امام الحلول والمشهد اللبناني قاتم في ظل الاجواء المحمومة التي تجتاح البلاد وارتفاع وتيرة الصراعات والخلافات حول الاستحقاق الحكومي وسائر الملفات الحيوية التي باتت اسيرة الحسابات الضيقة والمصالح السياسية والفئوية والطائفية، بينما يدفع المواطن المزيد من الاثمان تحت وطأة تفاقم الازمة وحالة الفلتان التي باتت تتحكم بكل شيء.

قبل اقل من اسبوع على موعد زيارة الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بدا المشهد اللبناني اكثر تعقيدا من الاجواء التي سبقت الزيارتين الماضيتين لا سيما في ظل ارتفاع وتيرة الاشتباك السياسي والتراشق الاعلامي الاخير بين بعبدا وبيت الوسط .

وبقي السؤال المطروح هل يمكن القيام بخطوات ايجابية ومتقدمة في شأن موضوع الحكومة قبل زيارة ماكرون المرتقبة ؟

المعلومات التي توافرت للديار امس اكدت ان الاتصالات التي اجرتها باريس اول امس وواكبتها مساع لحزب الله بالتعاون مع الرئيس بري لتخفيف الاحتقان بين الرئيسين عون والحريري تركزت على نقطتين:

– فرملة ووقف حرب البيانات والتغريدات بين بعبدا وبيت الوسط.

– السعي بسرعة لعودة التواصل بين عون والحريري لاستئناف البحث في النقاط الخلافية حول تشكيل الحكومة التي ظهرت في لقائهما الاخير.

وقالت مصادر مطلعة للديار ان هذه المساعي نجحت بنسبة كبيرة في وقف حرب البيانات التصعيدية ، وان التركيز انتقل الى تعزيز اجواء التهدئة تمهيدا لاعادة التواصل بين الرجلين بعيدا عن التشنجات والسجالات التي ساهم بتسعيرها بعض الجهات .

وقالت المصادر ان حزب الله في مسعاه هذا يشدد على التهدئة وعودة الحوار بشأن تسريع تأليف الحكومة وانه لا يملك او يطرح افكارا او اقتراحات بهذا الشأن بل يترك الامر كما فعل منذ البداية للرئيسين عون والحريري لاستكمال البحث في سبل الاتفاق على تشكيل الحكومة.

وبرأي المصادر انه بمجرد عودة التواصل بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف يمكن القول ان عملية التأليف ستعود الى السكة التي يبنى عليها من اجل ولادة الحكومة لانه لا بديل عن لغة الحوار للوصول الى هذه الغاية .

وتضيف المصادر اذا بقي التواصل مقطوعا على كل المستويات فان الوضع الحكومي يبقى يراوح مكانه وسنذهب جميعا الى مزيد من الانهيار والانحدار.

وخلصت المصادر الى القول يجب القيام بما يمهد الطريق الى مناخ ايجابي يسبق زيارة الرئيس الفرنسي وان عودة التواصل بين عون والحريري ابرز عناصر هذا المناخ التمهيدي للزيارة المرتقبة.

ووفقا للمعلومات فان اتصالات ومساع متوقعة في اليومين المقبلين للدفع في اعادة تطبيع العلاقة بين الرئيسين عون والحريري الذي نقلت مصادر نيابية انه بدا منزعجا للغاية لا سيما بعد بيان مستشار رئيس الجمهورية سليم جريصاتي عبر احدى الصحف الذي ساهم بشكل اساسي في زيادة تسخين الاجواء بين بيت الوسط وبعبدا وكان بمثابة صبّ الزيت على النار .

اما في القصر الجمهوري فقد سادت اجواء الاستياء من الحملة التي تستهدف الرئيس عون عبر بعض وسائل الاعلام والتي تجاوزت كل الحدود على حد تعبير اوساط القصر.

ولفت كلام رئيس الجمهورية امام وفد الاتحاد العمالي العام وتنبيهه من خطورة الشائعات التي تبث عبر وسائل الاعلام والتي يهدف البعض من خلالها الى افتعال المشاكل بين الرؤساء والسياسيين ، وما نشر حول اجتماعي بمجلس القضاء الاعلى من ادعاءات كاذبة هو خير دليل على ذلك.

الحريري في بكركي

ومساء امس زار الحريري البطريرك الماروني بشارة الراعي في خطوة لافتة.واعلن بعد الزيارة انه ابلغ غبطته « ان الهدف ليس تشكيل الحكومة كيف ما كان او ان اكون رئيسا لها بل وقف الانهيار واعادة اعمار بيروت وهذا لا يتحقق الا بالاصلاحات المتفق عليها».

واكد بشأن انفجار مرفأ بيروت واعادة اعمارها على معرفة الحقيقة ، وعلى ان لا غطاء على احد.

وحول الحياد الذي ينادي به البطريرك الراعي اجاب:«نخن مع الحياد الذي سيحصل عاجلا ام آجلا ، ولكن هذا يحتاج الى توافق».

موفد الجامعة العربية

من جهة اخرى علمت الديار ان مساعد الامين العام لجامعة الدول العربية حسام زكي سيزور بيروت اليوم ويلتقي الرؤساء عون وبري ودياب والرئيس المكلف لتشكيل الحكومة في اطار تأكيد الجامعة على دعم لبنان والعمل لتسريع تشكيل الحكومة.

على صعيد آخر سجلت في الساعات الماضية تطورات جديدة متسارعة بشأن تداعيات المحقق العدلي في ملف انفجار مرفأ بيروت القاضي فادي صوان واتهامه رئيس الحكومة المستقيلة حسان دياب والوزراء علي حسن خليل ، غازي زعيتر ، ويوسف فنيانوس بالاهمال والتقصير.

وابرز هذه التطورات اجتماع هيئة مكتب المجلس النيابي برئاسة الرئيس نبيه بري والرد على صوان برسالة ثانية مماثلة للاولى تؤكد على الطلب منه ارسال ملف التحقيقات والقرائن لاتهامه دياب والوزراء المذكورين بالاهمال والتقصير ، مجددة انها لم تجد في ما ارسله اي شبهة جدية او غير جدية بحقهم وبحق باقي رؤساء الحكومات والوزراء التي طالتهم رسالة صوان الاولى وهم كل رؤساء الحكومات ووزراء المال والعدل والاشغال بين عامي 2013 و2020 .

وقال نائب رئيس المجلس ايلي الفرزلي بعد الاجتماع « لم نجد في الملف اي شبهات جدية او غير جدية ولم يذكر القاضي صوان في رسالته الجميع بالاسم . نحن بانتظار مجيء ملف التحقيق وما يحمل من شبهات جدية ونستطيع ان نفهم لماذا ذكر القاضي صوان الجميع واقتصر الاتهام على الرئيس دياب والوزراء الثلاثة ، علما ان هذا من حقه، لكن يجب ان نطلع على الملف لانه شاء ان يكون لنا دور فيه».

وكرر مكتب المجلس خرق القاضي مواد دستورية عديدة كما ارتكب خطأ بالشكل بتجاوزه مخاطبة المجلس عبر وزير العدل.

اما البارز ايضا في هذه القضية فهو تقدم الوزيرين زعيتر وخليل عبر وكيليهما بطلب نقل الدعوى من القاضي صوان الى قاض آخر « للارتياب المشروع».

ولم يمثل الوزيران حسن خليل وزعيتر امام صوان امس بسبب عدم تبلغهما قراره رسميا.

وقال كل منهما لم نتبلغ اية دعوة في هذا الشأن سوى ما تم تسريبه في وسائل الاعلام.

وحدد القاضي صوان موعدا جديدا لجلسة استجوابهما في 4 كانون الثاني المقبل . ولوحظ ان الموعد جاء هذه المرة مؤخرا عن وتيرة الموعد الذي استعجله بعد القرار.

ومثل امس امام صوان رئيس الاركان السابق للجيش اللواء وليد سلمان بصفته شاهدا .

كورونا يقفز

من جهة أخرى قفز عدد المصابين بكورونا امس بشكل لافت متجاوزا الالفي اصابة وبلغ وفق بيان وزارة الصحة 2056 حالة ووفاة 11 شخصا.

واجتمعت لجنة متابعة الاجراءات الوقائية برئاسة الرئيس دياب ان هذه النسبة المتوقعة للارتفاع لن تكون بسبب اعادة الفتح المنظم للقطاعات التي تخضع لرقابة السلطات المعنية واصحاب العمل، واوصت بتمديد ساعات العمل في القطاع السياحي حتى الثالثة فجرا في الاسبوع الاول من تاريخ صدور القرار مع التشدد في التزام التدابير الوقائية والتقيد بنسبة الخمسين في المئة من القدرة الاستيعابية على ان يوقف تقييد ساعات العمل في هذا القطاع في الاسبوع الذي يليه ليتاح العمل مدة 24 ساعة.

Leave A Reply