لا يلتقي مواطن مع “صيدلي” إلا ويكون الحديث عن انقطاع الدواء “ثالثهما”، فبعد تخوف اللبنانيين من توسع رقعة القتال على الجبهة الجنوبية لتطال مناطق أخرى، بدأوا يتهافتون على الصيدليات بغية شراء الأدوية لتخزينها، فمنهم من اتجه نحو شراء الأدوية الأساسية (المسكنات، أدوية الانفلونزا، مضادات الالتهاب، أدوية السعال…) فيما طلب آخرون أدوية الأمراض المزمنة والمستعصية، في حين تشهد البلاد منذ أشهر نقصاً حاداً في الأدوية المستوردة.
فهل يختفي الدواء من الأسواق؟
لا شك أن ما يحصل في فلسطين يؤثر على لبنان بشكل أو بآخر، في بلد ضربت الأزمة الاقتصادية كل قطاعاته بما فيها قطاع الاستشفاء والدواء، وبمجرد الحديث عن حرب تلوح في الأفق من البديهي أن يشعر اللبناني الذي عاش أسوء تجارب البحث عن الدواء بالقلق، خشية من تكرار سيناريو العام 2021، إلا أن أحد الصيادلة يؤكد لموقع “الجربدة” أن لا صحة لما يشاع عن زيادة الطلب على الأدوية ثلاثة أضعاف وعن التخوف من فقدانها، فالناس تعيش “كل يوم بيومه”، ولا قدرة لهم على تخزين الدواء بسبب الأوضاع الاقتصادية باستثناء المقتدرين، حتى وأن بعض الأشخاص وصل بهم الأمر إلى بيع الأدوية المخزنة لديهم بأسعار أقل، علماً أن إعادة بيع الأدوية أو بدلها ممنوع كونها تتطلب طريقة حفظ معينة.
وشدد لموقع “الجريدة” على أن لا أزمة انقطاع دواء تلوح في الأفق، في إشارة إلى الجهود التي تبذلها شركات الأدوية من أجل تأمين حاجة الأسواق، وكذلك الحال بالنسبة للصيادلة الملتزمين بتأدية واجبهم الإنساني من خلال السعي المستمر لتأمين الدواء لزبائنهم الدائمين.
تطمينات الصيدلي لا تلغي حقيقة فقدان بعض الأدوية من الصيدليات، والذي بدوره يعزو السبب إلى تواريخها، مؤكداً أنها ستتواجد قريباً في السوق بتواريخ جديدة. في وقت تستمر فيه معاناة مرضى السرطان مع فقدان معظم الأدوية من الأسواق والصيدليات وارتفاع أسعارها، ما يضطرهم إلى استيرادها على نفقتهم الخاصة.
أما بالنسبة للأسعار، يلفت الصيدلي إلى أنها بقيت حالها باستثناء الأدوية التي رفع عنها الدعم كلياً بشكل مفاجىء، ما جعل الناس يظنون أن الصيادلة يستغلون الوضع ويسعرون على هواهم.
ناديا الحلاق – الجريدة