الجمعة, نوفمبر 22
Banner

إتصالات إستباقية للجم التصعيد.. والعين على خطاب “السيد”!

تستمر إسرائيل في إرتكاب جرائمها الوحشية ومجازرها ضد المدنيين في غزة لليوم الثالث والثلاثين على التوالي، وهي تمعن في الوقت نفسه في إستفزاز المقاومة في لبنان باستهداف القرى والبلدات وقتل الأبرياء بالرغم من الرد القاسي والموجع للمقاومة التي تنفذ العمليات العسكرية المتتالية وتلحق الاصابات المباشرة بالمراكز العسكرية والآليات والجنود.

حتى الآن ما تزال إسرائيل ترفض الموافقة على هدنة إنسانية لمدة ثلاثة أيام لإدخال المساعدات والوقود الى غزة مقابل إفراج حركة حماس عن عدد من الأسرى المدنيين، وهي تحاول التذاكي بطرح بعض الاقتراحات ومنها هدنة انسانية لمدة أربع ساعات يوميا مع التمسك بحقها في إستهداف أي موقع تستشعر فيه خطرا عليها، وهو أمر غير وارد وأثار إستهجان البعض في وقت شدد فيه الرئيس الأميركي جو بايدن على ضرورة الالتزام بوقف إطلاق النار ضمن الهدنة.

واللافت ان اسرائيل تقدم طروحاتها من موقع المنتصر القادر على فرض شروطه، بينما هي تجرّ أذيال الخيبة، حيث لم تحقق بالرغم من مرور ٣٣ يوما على عدوانها أي إنجاز وما تزال تنتقل من فشل الى فشل وتحرج أميركا ودول الغرب أمام الرأي العام العالمي المطالب بوقف المجازر في غزة بشكل فوري.

في غضون ذلك، تواصل المقاومة الفلسطينية تصديها البطولي لمحاولات التوغل البري وتوقع الإصابات المباشرة بدبابات وآليات العدو وتستهدف يوميا العمق الاسرائيلي بصليات من الصواريخ، وهي في ظل الطرح الاسرائيلي قد تجد في وجود جيش الاحتلال على تخوم غزة خطرا عليها ما يسمح لها باستهدافه، الأمر الذي جعل هذا الاقتراح ميتا قبل أن يولد.

في غضون ذلك، ما تزال المساعي تسير على قدم وساق مع لبنان لثني حزب الله عن توسيع الصراع والدخول في حرب مفتوحة، خصوصا في ظل معادلة أن الاستمرار في قتل المدنيين قد يؤدي الى خروج الأمور عن السيطرة في كل الجبهات وخصوصا في الجنوب اللبناني الذي قتلت فيه اسرائيل عددا من المدنيين وتوعدت المقاومة برد موجع.

وما زاد من المخاوف هو إطلالة أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله غدا في خطاب من المفترض أن يحدد فيه خيارات جديدة بناء على التطورات التي شهدتها غزة ولبنان.

ويبدو واضحا ان زيارة آموس هوكشتابن الى لبنان تأتي في هذا الاطار، في ظل معلومات تتحدث عن أنه يحمل رسالة بعدة بنود أولها ضرورة الالتزام بعدم توسيع الصراع وتجنيب المنطقة حربا مفتوحة، وثانيها ضرورة الحفاظ على ما تحقق في موضوع الترسيم البحري، ما يؤكد ان كل ما أعلن عن عدم وجود غاز في البحر هو من باب ممارسة المزيد من الضغط على لبنان.

بات واضحا أن أميركا ضاقت ذرعا بإستمرار الفشل الاسرائيلي على أسوار غزة، وإمعان العدو في قتل المدنيين، وتخشى في الوقت نفسه توسّع الصراع، خصوصا أن إسرائيل التي شنت عدوانا كبيرا على لبنان في العام ٢٠٠٦ ردا على قيام حزب الله بأسر جنديين إسرائيليين، تنظر الى الخسائر التي ألحقتها بها المقاومة على صعيد تدمير البنية التجسسية وقتل العشرات من الجنود وتدمير عدد كبير من الآليات والدبابات وتهجير المستوطنات القريبة من الحدود من دون ان تجرؤ على توسيع نطاق عملياتها إلا من بعض الغدر الذي تلحقه بالمدنيين، وذلك خشية فتح الجبهة الشمالية على مصراعيها ومواجهة ما يحتفظ به حزب الله من سلاح متطور ودقيق ومن مفاجآت!.

غسان ريفي – سفير الشمال

Leave A Reply