ما أن بدأ القطاع الخاص والمواطنون من التأقلم مع الأزمة الإقتصادية التي تضرب لبنان منذ أكثر من أربع سنوات ،حتى أتت الضربة هذه المرة من باب الأمن إثر بدء عملية طوفان الأقصى والأحداث في الجنوب اللبناني منذ أكثر من شهر، والتي من الطبيعي أن تنعكس على الوضع الأقتصادي والسياحي . .
المعنيون في القطاع السياحي أطلقوا الصرخة الفنادق فارغة وصلت نسبة الأشغال في عددٍ منها صفر في المئة وانخفضت الحركة في المطاعم إلى حدود ٨٠% قطاع السيارات صفر % أما الأسواق التجارية شبه خالية.
أما الحركة في المطار اتسمت خلال شهر تشرين الأول 2023 ببعض الترقب وسجل الشهر العاشر من العام الحالي اولى التراجعات منذ مطلع العام على صعيد الوافدين الى لبنان،وانما وعلى الرغم من ذلك سجل المجموع العام للمسافرين عبر المطار منذ بداية السنة وحتى نهاية تشرين الأول ارتفاعاً بنسبة 18 بالمئة ليبلغ ستة ملايين و321 ألفاً و349 راكباً. وكان لافتاً ايضاً ارتفاع عدد المغادرين من لبنان خلال الشهر الفائت بنسبة 15 بالمئة وتراجع حركة ركاب الترانزيت.
لكن هل كان لكلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله يوم الجمعة الماضي دور في تغيير المشهد الإقتصادي و السياحي سيما بعدما طمأن في كلمته بعدم الذهاب الى حرب تشمل كل لبنان وكان لافتاً في الإسبوع الأول من الشهر الحالي إعلان شركة طيران الشرق الأوسط – الخطوط الجوية اللبنانية، عن تسيير رحلات اضافية صباحية بالاضافة الى الرحلات المسائية الى كل من مدينة الرياض وجدة في المملكة العربية السعودية.
حول المشهد الإقتصادي أشار القيادي الإقتصادي الدكتور باسم البواب في حديثه للديار إلى أنه منذ بدء الحرب في غزة والأحداث اليومية في الجنوب اللبناني من أكثر من شهر ،اتجه المواطنون في لبنان إلى تخزين المواد الغذائية والأدوية والمحروقات وكل ما يلزمهم من ضروريات للمنازل تخوفاً من التطورات الأمنية، لافتاً إلى أن المواطنين كانوا يترقبون كيف ستتطور الأمور في لبنان والمنطقة سيما بعد أن حذرت الكثير من السفارات الغربية والعربية رعاياها من المجيئ إلى لبنان، وطيران الشرق الأوسط أرسل طائراته إلى خارج لبنان والكثير من الطائرات توقفت عن المجيىء إلى لبنان والمنطقة.
وتحدث البواب عن الإنعكاس السلبي للتوترات الأمنية على الوضع الإقتصادي والقطاع الخاص والحركة في الأسواق، حيث تراجعت المبيعات سيما فيما يخص الكماليات بنسبة ٨٠% و في السلع العادية إلى ٥٠% .
أما بالنسبة للمأكولات والسلع الأساسية فقد زاد الطلب عليها يقول البواب بهدف التخزين وهذا يعني أن الطلب على هذه المواد سينخفض في الأشهر القادمة.
وعن الحركة بعد خطاب الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله قال البواب شهدنا بعد الإرتياح لدى المواطنين الذين اطمأنوا بأن الأحداث ستبقى محصورة بنقاط إشتباك محددة في الجنوب على الحدود مع فلسطين المحتلة ولا يبدو أن هناك توسعا للإشتباكات خارج هذه المنطقة .
لكن الأمور لم تعد إلى طبيعتها وما زال الترقب موجودا يردف البواب لأنه لم يحصل وقف لإطلاق النار أو هدنة في غزة ،متوقعاً إذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه الآن أن تتحسن الحركة لكن ليس أكثر من ٦٠ او ٧٠% لما كانت عليه قبل الحرب.
وإذ تمنى البواب أن تنتهي الحرب او تحصل هدنة ،أشار إلى أن كل المشاريع التجارية والعقارية والسياحية مجمدة بانتظار ما ستؤول إليه الأمور في لبنان والمنطقة، متأملاً أن يتم الحل بشكل سريع كي تعود الحركة إلى طبيعتها سيما خلال الشهرين الأخيرين في السنة الذين يشكلان ما بين ٣٠ و ٣٥% من الإنتاج العام ،إذ أن الشركات تعتمد وتعول كثيراً على هذين الشهرين لأن الاستهلاك يزيد في كافة السلع أن كان لجهة المأكولات والشوكولا والمشروب والهدايا والألعاب والألكترونيات وغيرها حيث نشهد حركة كبيرة في الأسواق .
ووفق البواب كان من المتوقع أن يرتفع النمو لهذا العام (قبل أن تقع الحرب في غزة وفي الجنوب اللبناني) الى حوالي ٣ أو ٥% لكن بعد الأحداث تغيرت الصورة ، محذراً أذا بقيت الأوضاع على ما هي عليه سينخض النمو إلى ١ أو حتى ٠ % .
وأشار البواب إلى ان لبنان يخسر يومياً منذ بدء الحرب ما بين ٢٠ و ٢٥ مليون دولار متخوفاً إذا استمرت هذه الأحداث أن تضطر الكثير من القطاعات والشركات سيما الكماليات أن تصرف موظفيها أو تُخفّض من الرواتب .
واعتبر البواب أن هذا الأمر خطير جداً وإذا طالت الأحداث فالشركات لن تتمكن من الصمود كحد أقصى إلى أواخر العام الحالي .
أميمة شمس الدين – الديار