حذر مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان، فولكر تورك، أمس، من أن تفشي الأمراض والجوع «يبدو حتمياً» في غزة.
وأضاف تورك، في إحاطة غير رسمية للدول في مكتب الأمم المتحدة في جنيف بعد زيارة للشرق الأوسط، أن نفاد الوقود سيؤدي إلى عواقب كارثية في غزة، وسيؤدي إلى انهيار أنظمة الصرف الصحي، والرعاية الصحية، وإنهاء المساعدات الإنسانية الشحيحة التي تقدم.
وأردف «يبدو أن تفشي الأمراض المعدية والجوع على نطاق واسع أمر حتمي».
وحذرت منظمة الصحة العالمية من «اتجاهات مقلقة» لتفشي الأمراض في غزة، قائلة إن هناك عدداً غير عادي من الإصابات بالإسهال في القطاع، حيث تسبب القصف الجوي والعمليات البرية في تعطيل النظام الصحي، والحيلولة دون الوصول إلى المياه النظيفة، وإلى تكدس الناس في ملاجئ.
كما حذر برنامج الأغذية العالمي من أن الأنظمة الغذائية في قطاع غزة تنهار، وأن المساعدات الراهنة لا تلبي سوى 10% من الاحتياجات الغذائية، مشدداً على أن جميع سكان القطاع بحاجة إلى مساعدة إنسانية.
وأضافت متحدثة البرنامج الأممي في فلسطين، عليا زكي، أن الناس في «القطاع سيكونون أكثر عرضة لانتشار الأمراض المعدية على نطاق أوسع، لأن جهازهم المناعي سيضعف، لأنهم لا يتناولون ما يكفي من الغذاء». وشددت على أن «الأنظمة الغذائية تنهار، والمواد الغذائية في المتاجر على وشك النفاد، ويتم بيع القليل المتبقي بأسعار مرتفعة، بشكل متزايد، بينما أغلقت المخابز أبوابها».
وتابعت: «بدأنا في توزيع المواد ذات الكثافة الغذائية العالية والمدعمة بالفيتامينات والمعادن حتى نتأكد من حصول الناس على أكبر قدر ممكن من السعرات الحرارية التي يحتاجون إليها. وقريباً، سنقوم أيضاً بتوزيع تغذية مخصصة للنساء الحوامل وللأطفال للتأكد من أنهم يحصلون على دعم تكميلي لتغذيتهم».
وأوضحت أن البرنامج الأممي يعتمد على الأغذية المعلبة والتمر والخبز لمساعدة بقية السكان الذين يتعرضون بشكل متزايد لخطر سوء التغذية.
كما شددت المتحدثة باسم البرنامج على ضرورة توفير الوقود، مشيرة إلى أن «نقص الوقود يقيد قدرة البرنامج على مساعدة المحتاجين، لأنه من دون الوقود لا تستطيع الشاحنات التحرك، ولا تستطيع المطاحن ولا المخابز العمل، وستتوقف الحياة».
وقالت إن المواد الغذائية التي تدخل عبر معبر رفح البري مع مصر في الوقت الحالي لا تشكل سوى 10% من الاحتياجات الغذائية لجميع سكان قطاع غزة، وهم 2.2 مليون شخص، وجميعهم يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية.
بدورها، أكدت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين «الأونروا»، أمس، رفضها استخدام الجيش الإسرائيلي الوقود سلاحاً في الحرب.
وقال المتحدث باسم «الأونروا» عدنان أبو حسنة، في تصريح صحفي، إن ما دخل إلى قطاع غزة من وقود هو 23 ألف لتر وهناك اشتراط من إسرائيل باستخدامه للشاحنات التي تنقل المساعدات فقط.
وأضاف أبو حسنة أنه «بذلك لا يمكن نقل أي مساعدات إلى أي منشأة مرتبطة بوكالة الأونروا مثل محطات المياه وقطاع الصرف الصحي والمستشفيات والمخابز».
وذكر أن عدد النازحين في مدارس «الأونروا» يبلغ نحو 813 ألف شخص فيما قتل 103 أشخاص من موظفي الوكالة، مشيراً إلى أن «الأرقام أعلى من ذلك لكن صعوبة إزالة الركام تجعلهم غير قادرين على التعرف على من قتل ومن بقي حياً».
وشدد أبو حسنة على ضرورة فتح معبر «كرم أبو سالم» التجاري إلى جانب معبر رفح البري لإدخال كميات أكثر من الاحتياجات الإنسانية إلى قطاع غزة بما فيها الوقود، إضافة إلى توسعة أماكن الإيواء وأن تكون آمنة وأن تصل إليها المساعدات الإنسانية.
كما قال الناطق باسم «الأونروا»، إن كل شيء سيتأثر في ظل انعدام الوقود كمحطات تحلية المياه، حيث أشار إلى أن توقف هذه المحطات يعني أن 70% من الناس في قطاع غزة لن يتمكنوا من شرب الماء.