الجمعة, نوفمبر 22
Banner

همجية المجازر أمام المحكمة الدولية

تزايد المجازر اليومية وسقوط مئات الضحايا بين شهيد وجريح، وإستهداف المستشفيات والمدارس، وخاصة مدارس الأونروا، التي تحولت إلى ملاجئ للنازحين من شمال غزة إلى جنوبها، ووصول القصف الإجرامي إلى المدن الجنوبية من القطاع، كل ذلك يدل على حجم الفشل الذي منيت به الحرب الإسرائيلية في غزة، بعد مرور أربعين يوماً على الحملة البرية، ودخول القصف الجوي إسبوعه السادس، والمستمر على مدار الساعة يومياً.

لقد تجاوزت حرب الإبادة المتعمَّدة ضد الفلسطينيين في غزة والضفة كل الخطوط الحمر، ولم يعد الحليف الأميركي والداعمين الأوروبيين قادرين على تحمل تداعياتها تجاه شعوبهم على الأقل، حيث إستمرت التظاهرات في واشنطن وباريس ولندن وعشرات المدن الأميركية والأوروبية في حركتها الشعبية التصاعدية، والمطالبة بوقف الحرب فوراً، وإدخال المساعدات الإنسانية دون أي قيد أو شرط، وإنهاء معاناة أكثر من مليونين إنسان، يتعرضون للتصفية بجرائم حرب موصوفة، ينفذها نتانياهو وفريقه اليميني المتطرف أمام أنظار العالم، بدم بارد، وبقرار حاقد.

لم يُفلح الجيش الإسرائيلي في إخفاء جرائمه في غزة، لأن عشرات المحطات التلفزيونية، عربية وأجنبية، كانت تنقل بالصوت والصورة الفظائع التي تُرتكب ضد المرضى والجرحى والأطفال الخدّج في المستشفيات، التي تعرضت معظمها لقصف مباشر، وتم إقتحام مجمع «الشفاء»، وغيره من المستشفيات الكبرى، وإجبار الطواقم الطبية على المغادرة مع مرضاهم، من النساء والشيوخ والأطفال، مشياً على الأقدام، لعدم توفر سيارات الإسعاف اللازمة بسبب فقدان الوقود، وإعطاب عدد كبير منها، وسقوط العشرات من المسعفين ورجال الدفاع المدني.

تكفي شهادة المفوض العام للأونروا بأن ما شاهده في قطاع غزة من فظائع وجرائم ضد المدنيين، وخاصة الأطفال، لن ينساه طوال حياته، لتحريك المحكمة الجنائية الدولية ضد نتانياهو وجنرالات الحرب الإسرائيليين، لينالوا العقاب الدولي على جرائمهم، وإنهاء العربدة الوحشية التي يقوم بها الجيش الإسرائيلي والمستوطنين في غزة والضفة.

من المحزن فعلاً أن لا تكون ثمة دولة عربية واحدة بين الدول الخمس، وهي جنوب إفريقيا وبوليفيا بنين وجزر القمر وجيبوتي، التي تقدمت بطلب للمحكمة الجنائية الدولية للتحقيق بالجرائم الإسرائيلية المرتكبة في غزة.

المهم أن الجرائم الإنسانية التي إرتكبها الكيان الصهيوني في قطاع غزة، كشفت همجية كيان الإحتلال، الذي طالما حاول تسويق دعاية «الدولة الأكثر ديموقراطية تقدماً في الشرق الأوسط».

د. فاديا كيروز

Leave A Reply