تدخل قضية النازحين من البلدات والقرى الحدودية، والذين لامس عددهم الخمسين ألفا من كافة المناطق والاقضية ط، من الناقورة جنوبا وحتى كفرشوبا شرقا ، مرحلة جديدة وصعبة ، على ابواب فصل الشتاء ، خصوصا في ظل واقع تدني مستوى الخدمات، قياسا بالاحتياجات والمتطلبات خصوصا لكبار السن والاولاد والاطفال ، الذين يحتاجون رعاية مختلفة، ابتداء بالادوية وصولا الى حليب الاطفال والحفاضات.
وتعد منطقة صور، واحدة من اكبر المناطق ، التي تأوي النازحين من قراها الحدودية، مثل الناقورة والضهيرة ويارين والبستان والجبين وشيحين وطيرحرفا وعلما الشعب، وبلدات في قضاء بنت جبيل ، لا سيما عيتا الشعب وراميا والقوزح وبيت ليف ودبل وعيناثا وعيترون نزولا نحو كفرا وياطر ، تليها حاصبيا ، التي نزح اليها عائلات من قرى العرقوب والنبطية والزهراني .
تعد منطقة صور واحدة من اكبر المناطق التي تأوي النازحين من قراها الحدودية
أحصي في مدينة صور ومحيطها ، حتى اليوم نحو سبعة عشرة الف نازح، يتواجد حوالي الف وخمسماية فرد ، في مراكز إيواء في مدارس مدينة صور، اما العدد الاكبر يتواجدون في بلدات المنطقة، التي فتحت فيها ابواب ضيافة للغالبية العظمى من النازحين، دون اي مقابل ، في خطوة تضامنية معهم والاحساس بالمسؤولية تجاه هؤلاء ، وغالبيتهم من الفئة الفقيرة ، يضطرون للعيش على الاغاثات المحلية ، التي تتامن عبر بعض المقتدرين من ابناء هذه القرى ومنظمات إغاثية وسواها بالتنسيق مع البلديات والقوى الحزبية ، وهذه العا ئلات النازحة ، معظم معيليها يعملون في قطاع الزراعة والمياومين ، حيث إنقطع عنهم اي مردود مادي ، يشخصون الى المساعدات والدعم ، ومقومات مواجهة فصل الشتاء ، ومنها الالبسة والسجاد وادوات المطابخ الاساسية .
أحصي في مدينة صور ومحيطها حتى اليوم نحو سبعة عشرة الف نازح، يتواجد حوالي الف وخمسماية فرد في مراكز إيواء في مدارس مدينة صور،
وصف مصطفى احد النازحين من عيتا الشعب ، الذي يعمل في زراعة التبغ ، ولديه خمسة اولاد، معاناة النزوح بأنها “تفوق الخيال”، وقد بدأ قلقنا يزداد ، مع طول امد الحرب ودهم فصل الشتاء ، حيث لا تجهيزات تقينا البرد ، خصوصا اولادنا وأطفالنا”.
وأشار حسن م ، الذي قدم منزله المؤلف من ثلاث طبقات الى نازحين من منطقة بنت جبيل ، كبادرة إنسانية ط، ان ما قام به وآخرين ، من أبناء بلدته طيردبا وبلدات أخرى ، ما هو الا واجب تجاه هؤلاء .
رئيسة لجنة المرأة والطفل في مجلس النواب، الدكتورة عناية عز الدين
عز الدين
تتابع رئيسة لجنة المرأة والطفل في مجلس النواب، الدكتورة عناية عز الدين ، اوضاع النازحين ، وبالتحديد في مراكز الايواء في صور، عن كثب متطلبات واحتياجات النازحين، وخصوصا الاولاد والاطفال منهم ، لناحية العمل على تامين الحليب او الحاق الاولاد بالمدارس الرسمية ، حتى لا يضيع عامهم الدراسي.
واوضحت عز الدين ل “جنوبية” لدينا اكثر من ١٥ الف نازح، ١٦٠٠ منهم موجودين بالمدارس ، والباقي ، إما في شقق غير مجهزة او في ضيافة منازل عائلات ، وقسم آخر إستاجر بيوتا”.
عز الدين ل “جنوبية” لدينا اكثر من ١٥ الف نازح ١٦٠٠ منهم موجودين بالمدارس والباقي إما في شقق غير مجهزة او في ضيافة منازل عائلات
وتابعت “:نحن حتى الآن ، بمقدورنا تأمين الحاجات الاساسية جدا ، للنازحين الموجودين في مراكز الايواء ، وعددها اربع مدارس ، اما بخصوص المتواجدين في منازل وبيوت في قرى القضاء ، إستطعنا تامين بعض الفرش ، التي قدمت عبر الهيئة العليا للاغاثة ومجلس الجنوب ومنظمات اغاثية دولية ، وادوات التنظيف، ولكننا لم نستطيع تأمين أي دعم ، بالنسبة للغذاء أو اي شيء آخر”.
وأثارت موضوع النقص حاليا في الفرش، وبحاجة الى اكثر من ثلاثة آلاف فرشة”. وقالت “:أيضا كان لدينا تحد آخر ، يتعلق بانضمام الطلاب والتلامذة النازحين، لاستكمال عامهم الدراسي ، بالتعاون مع إدارة وحدة الكوارث ووزارة التربية واليونيسف، ولكننا اجتزنا هذا الامر ، وبنتيجة المتابعة مع ذوي الطلاب ومع ادارات المدارس الرسمية في مدينة صور، وتم خلال الاسبوع الفائت التحاق كل الطلاب النازحين الموجودين في مراكز الإيواء، بالمدارس الرسمية في صور، مع تزويدهم بالقرطاسية الضرورية، وعددهم تجاوز المئة وعشرين”.
ولفتت انه خلال اجتماع منذ بضعة أيام مع اليونيسف ووزارة التربية، تم التوافق على استكمال العمل خلال الأسبوع المقبل بملف التحاق الطلاب النازحين، الموجودين في ضيافة أقاربهم في مدينة صور وقرى القضاء بالمدارس لإستكمال العام الدراسي، وعلى تذليل العقبات التي تحول دون تحقيق هذا الأمر”.