كتبت صحيفة “البناء”: بدأت في الساعة السابعة من صباح اليوم الهدنة التي توقف العدوان الإسرائيلي الوحشي على غزة، بدعم غربي غير مسبوق، بما يشبه حرباً كونية على غزة لاجتثاث مقاومتها، بعدما وضعت عملية 7 تشرين الأول الماضي مصير الكيان ومهابته وقوة ردعه وأهلية جيشه على المحك. وبعد ثمانية وأربعين يوماً ارتكب فيها الاحتلال مئات المجازر وقدّم خلالها الفلسطينيون ما يزيد عن الخمسين ألفاً بين شهيد وجريح أغلبهم من الأطفال والنساء، وتمّ خلالها تدمير أكثر من نصف مساكن قطاع غزة وأغلب البنى التحتية للخدمات فيه، وإخراج المؤسسات الصحية والتربوية من الخدمة، فشل الاحتلال في تحقيق أي من الهدفين اللذين وضعهما توافق الرئيس الأميركي جو بايدن ورئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو في الاتصال الهاتفي المطول بينهما في 7 تشرين الأول الماضي، وهما: ضمان الإفراج عن الأسرى الذين احتجزتهم المقاومة بكل فصائلها في عملية طوفان الأقصى، دون تفاوض وصولاً إلى قبول التبادل بينهم وبين الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال، وتدمير القوة العسكرية للمقاومة، وفي مقدّمتها حركة حماس، فجاءت الهدنة تعبيراً عن العجز عن إعلان وقف الحرب دون تحقيق أي من أهدافها، والعجز عن مواصلة الحرب مع اليقين باستحالة تحقيق أي من أهدافها.
فرضت المقاومة شروطها في اتفاق الهدنة مستندة إلى فشل الحرب الكونيّة التي شُنّت ضدها، فأجبرت الاحتلال وداعميه في حكومات الغرب، على الرضوخ لصيغة التبادل بين الأسرى، ووفق معادلة ثلاثة أسرى فلسطينيين مقابل كل إسرائيلي واحد، وفتحت طريق تمديد الهدنة بمزيد من الأيام حتى الإفراج عن كل المدنيين لدى الطرفين، وفتح طريق التفاوض لتبادل الأسرى العسكريين من جنود الاحتلال بما تبقى من أسرى فلسطينيين لدى الاحتلال، كما فتح الأتفاق طريق تمدد الهدنة الى سائر الجبهات، التي فتحت لإسناد مقاومة غزة، خصوصاً جبهة لبنان، حيث أعلن حزب الله أنه يلتزم الهدنة ما لم يقم الاحتلال بانتهاكها، بينما أكدت التصريحات الأميركية والإسرائيلية التمسك بعدم التصعيد على جبهة لبنان ما لم يذهب حزب الله إلى التصعيد.
لبنانياً، كان الخبر يوم أمس استشهاد عباس نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، حيث استعاد مشهد النائب محمد رعد صورة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في استقبال شهادة نجله هادي، وكان رعد قد استقبل نعش نجله الشهيد بالقول، إن كان من عتب فلأنه سبقني.
وبعد العدوان الإسرائيلي على الطاقم الإعلامي لقناة «الميادين» وعلى مجموعة من حركة حماس، شهدت الجبهة الجنوبية تصعيداً لافتاً من الاحتلال الإسرائيلي تمثل باغتيال مجموعة من المقاومة بغارة إسرائيلية على أحد المنازل في بيت ياحون وغارة أخرى استهدفت منزلاً سكنياً، ما يفتح مرحلة جديدة من المواجهة بين المقاومة والاحتلال الإسرائيلي الذي خرق مجدداً قواعد الاشتباك القائمة منذ 8 تشرين الأول الماضي.
ونعى حزب الله 5 من عناصره هم، عباس محمد رعد «سراج» من بلدة جباع في جنوب لبنان نجل رئيس كتلة الوفاء للمقاومة النائب محمد رعد، خليل جواد شحيمي «سراج» من بلدة مركبا في جنوب لبنان، أحمد حسن مصطفى «ملاك حولا» من بلدة حولا في جنوب لبنان، محمد حسن أحمد شري «كربلا» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، وبسام علي كنجو «أبو حسين ثائر» من بلدة شقرا في جنوب لبنان. ولاحقاً، نعى الحزب الشهيد علي شبيب محسن من بلدة حاريص في جنوب لبنان.
وقبيل العدوان الإسرائيلي على «بيت ياحون» تداولت وسائل الإعلام الإسرائيلية وعلى مدى أيام بشكلٍ لافت الخطر الكبير الذي يشكله حزب الله الذي قد يجتاز الحدود ويتسلّل الى الجليل بقوات الرضوان، وأتبع ذلك بسيل من التهديدات لمسؤولين إسرائيليين لا سيما رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو ووزير الدفاع. وآخر التهديدات كانت على لسان وزير خارجية الاحتلال إيلي كوهين الذي وجه رسالة إلى مجلس الأمن الدولي «تحذيراً صريحاً» بشأن احتمال نشوب «حرب إقليمية» بسبب الوضع في جنوب لبنان، حسبما ذكرت القناة 12 الإسرائيلية الثلاثاء الماضي.
ومهّدت هذه التهديدات الإسرائيلية لتنفيذ عملية الاغتيال، وفق ما تشير مصادر مطلعة لـ»البناء» والتي حذّرت من قرار لدى حكومة الاحتلال بتوسيع الجبهة مع لبنان، واضعة هذا العمل العدواني في إطار محاولة لكيان الاحتلال لرد بعض الاعتبار على الضربات الموجعة التي وجّهها حزب الله خلال الـ47 يوماً الماضية، لجيش الاحتلال وألحقت خسائر بشرية ومادية فادحة وتركت تداعيات معنوية واقتصادية كبيرة على الاقتصاد والرأي العام في الكيان الصهيوني.
وأوضحت المصادر أن «رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو يريد تطمين المستوطنين الذي يعلنون يومياً رفضهم العودة إلى منطقة الشمال بسبب الرعب من خطر حزب الله وقوات «الرضوان» التي قد تتسلل في أي لحظة إلى «الجليل» وتكرار مشهد دخول «كتائب القسام» الجناح العسكريّ لحركة حماس إلى «غلاف غزة»، كما يعمد نتنياهو الى التغطية والتعمية على رضوخه للمفاوضات ووقف إطلاق النار في إطار اتفاق الهدنة مع حركة حماس.
وتشير المصادر الى أن «العدو تجاوز الخطوط الحمر وكل قواعد الاشتباك واستخدم طريقة الاغتيال المباشر وفي منطقة بعيدة عن العمليات الحربية، حيث إن بيت حانون تبعد حوالي 8 كيلومترات عن الحدود مع فلسطين المحتلة، ما يعني أن رد حزب الله للحفاظ على معادلة الردع ومنع توسيع قواعد الاشتباك من دون رادع، وبالتالي تكرار اعتداء «بيت ياحون» في مناطق أخرى، وبالتالي يسمح له بتوسيع حركته العسكرية في جنوب الليطاني لاستهداف مواقع ومراكز عسكرية لحزب الله وبالتالي تطبيق القرار 1701 بالقوة العسكرية». إلا أن المصادر أكدت بأن «هذا الإسلوب من الاعتداءات لن يحقق الإسرائيلي مبتغاه ولن يستطيع إعادة المستوطنين الى شمال فلسطين المحتلة، بل سيبقون مهجرين حتى انتهاء العدوان على غزة وربما لن يعودوا بعد العدوان أيضاً».
وأمس، أعلن المتحدث باسم جيش الاحتلال دانيال هاغاري، أنّ «في أيّ لحظة يمكن أن يحدث أي شيء في الجبهة الشمالية»، مضيفاً «أننا سنهاجم بقوة ونرد على مصادر إطلاق الصواريخ في جنوب لبنان»، زاعماً وجود «جاهزية عالية في الجبهة الشمالية»، في وقت يؤكد المقاومون في حركة حماس الذين يلتحمون مع جيش الاحتلال أن «الضباط والجنود الإسرائيليين غير جاهزين وغير مؤهلين للحرب»، وفق ما أعلن الناطق باسم كتائب القسام أبو عبيدة أمس.
وفي سياق ذلك، ذكر موقع «والا» الصهيوني أنّ حكومة الاحتلال تؤجل اتخاذ القرار بشأن أساليب العمل ضد حزب الله، ما يعني تاليًا تأجيل عودة سكان الشمال إلى منازلهم. ونقل «والا»، عن مصادر عسكريّة في قيادة المنطقة الشمالية، قولها: «بهذه الوتيرة سكان الشمال لن يعودوا إلى منازلهم».
ويقدّر المسؤلوون، في قيادة المنطقة الشمالية، أنّه سيكون مطلوبًا من الحكومة إصدار أوامر على التشديد من حدّة الردود في عمق الأراضي اللبنانية من أجل نقل رسالة إلى حزب الله بأن «إسرائيل» لن تنتظر انتهاء المعركة، في قطاع غزة، لفتح جبهة إضافية في الشمال، وفقًا لادعائهم.
وقال مصدر عسكري صهيوني، بحسب ما ينقله موقع «والا»: «هناك تقديرات بأنّ الجيش الإسرائيلي سيحاول تثبيت حقائق على الأرض بدعم دولي واسع لمنع التدهور الإقليمي»، على حدّ زعمه.
وانتقدت مصادر عسكرية صهيونية، وفقًا لموقع «والا»، قوات «اليونيفيل»، والتي بحسب توصيفها لم تنجح في كبح حزب الله في جنوب لبنان وفرض القرار 1701 التابع لمجلس الامن الدولي. ورأت مصادر، في قيادة المنطقة الشمالية الصهيونية، أنّه: «لن يكون هناك مفرّ من مفاقمة الصراع وجَبِي ثمن من حزب الله من أجل فرض تطبيق القرار».
وبحسب المصادر ذاتها، فقد أُرسل كلام حول هذا الموضوع إلى وزير الحرب الصهيوني يوآف غالانت ورئيس الأركان هرتسي هاليفي وقائد القيادة الشمالية أوري غوردين. وأوضح المسؤولون الصهاينة: «أننا بحاجة إلى اختيار التوقيت والطريقة والبدء في توسيع شرعنة عملية واسعة النطاق. كلّما مرّ الوقت ولم نرَ الأفق، سيصبح الأمر أكثر صعوبة».
الى ذلك، أكّد رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» السيد هاشم صفي الدين، أنّ «المقاومة ستبقى في ميادين القتال والدفاع عن الوطن والأمة والمستضعفين». ولفت، خلال تشييع نجل رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» محمد رعد، عباس رعد، في بلدة جباع، والذي سقط إثر عدوان إسرائيلي، إلى أنّ «في هذه الشهادة ميزة إضافية وخاصة هي في كون شهادة عباس وإخوانه رسالة أن كل ما لدينا نضعه في سبيل غزة ومقاومة غزة التي تقاتل بكل بسالة»، موضحًا أنّ «هذه الشهادة تُثبّت أنّ القيادة فعل حضور في الميدان وأنّ القيادة لا توفّر أحدًا». وشدّد صفي الدين على أنّ «معركة غزة هي من أشرف المعارك وأهل غزة هم من أشرف الناس وأطفال غزة هم من أشرف الأطفال». وأشار إلى أنّ «المقاومة تثبت أنها المقاومة القوية التي لا تُقهر ولا تُسحق، ولا يمكن لأحد أن يسحقها».
بدوره، أشار رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النّائب محمد رعد، أثناء استقبال جثمان نجله عباس، إلى أنّه «قَصد، فوَصل، وإذا كنتُ أعتب فلأنّه سَبَقني وكان أشطر منّي وأسرع منّي، وليتقبّل الله أعماله وشهادته ويبيّض وجهه كما بيّض وجوه كلّ عوائل الشّهداء، وكلّ المجاهدين في هذه المسيرة الجهاديّة الّتي تقاتل في سبيل الله، من أجل رفع الظّلم ومقاومة البغي والعدوان والتوّحش الصّهيوني وتوحّش كلّ المُعادين للإنسانيّة».
وأكّد «أنّنا ثابتون على هذا الخطّ، ماضون في هذا السّبيل، نرجو رضا الله ولقاء الأحبّاء من الأنبياء والأولياء، ونريد العزّة والكرامة لشعبنا ولأمّتنا في هذه الدّنيا»، مضيفًا: «مبارك للشّهيد سراج، ومبارك لسيّد المقاومة الأمين العام لـ»حزب الله» السيّد حسن نصرالله، الّذي علّمنا كيف يكون آباء الشّهداء، صابرين، محتسبين، أقوياء، وثابتين على هذا النّهج الجهادي المقاوم».
وفي السياق عينه، لفتت كتلة الوفاء للمقاومة في بيان بعد اجتماعها أمس، الى أن «الحرب الصهيونيّة ضدّ غزّة وأهلها تجاوزت اليوم الخامس والأربعين، ولا يزال الأفقُ مقفلاً دون تحقيق أيٍّ من أهدافها المعلنة، فلا استطاع العدو أن يحرّر أسراه بالقوّة وأذعن مؤخراً لمنطق التفاوض حول هذا الأمر، ولا تمكّن من أن يسحق حماس أو أن يقضي على المقاومة ومنظومتها رغم كل الدمار الذي تسبّب به والاستهدافات التي طاولت قتل المدنيين والأطفال والنساء وتفجير المساجد والكنائس والمدارس والمستشفيات فضلاً عن البيوت والمتاجر».
وسجلت المقاومة الإسلامية عدداً كبيراً من العمليات العسكرية النوعية ضد مواقع وتحركات جيش الاحتلال بلغت 21 عملية، وأشارت في بيانات متلاحقة الى أنه استهدف مواقع ١- الضهيرة (تجمّع مشاة صهاينة)، ٢- جل العلام (تجمع مشاة)، ٣- موقع بركة ريشا، ٤- مستعمرة سعسع (جنود مشاة صهاينة)، ٥- الراهب (دبابة بعدها قوة مشاة صهاينة)، ٦- قاعدة عين زيتيم قرب صفد (٤٨ صاروخ كاتيوشا)، ٧- موقع خربة ماعر ومرابضه، ٨- المنارة (منزل فيه جنود صهاينة)، ٩- الراهب وتل شعر، ١٠- حرج راميم (تجمع جنود صهاينة)، ١١- محيط موقع المرج (تموضع جنود صهاينة)». أما بعد الواحدة، فأعلن الحزب قصفه موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة وموقع راميا، وموقع جل العلام، بالأسلحة المناسبة وتحقيقه فيه إصابات مباشرة. وكذلك استهدفت موقع المالكية.
ونشرت قناة «المنار» صورة تظهر الدمار الذي لحق في منزل استهدفه «حزب الله» في وقت سابق من اليوم في مستعمرة «المنارة»، حيث أعلن «حزب الله» مقتل 4 جنود إسرائيليين كانوا يتحصّنون فيه قبل الاستهداف.
في المقابل واصل العدو الإسرائيلي اعتداءاته، وأفيد أمس عن سقوط شهيد مدني و4 جرحى داخل منزل في بلدة عيتا الشعب استهدفته القوات الإسرائيلية، حيث نُقلوا إلى مستشفيات المنطقة. كما قصفت طائرة إسرائيلية من نوع «أباتشي» الأودية المجاورة للبلدة. كما استهدف القصف المدفعي المباشر محيط بلدة مجدل زون وطيرحرفا. وسجل قصف مدفعي إسرائيلي على بلدات كفركلا والعديسة وأطراف الخيام وراشيا الفخار، وحرش هورا بين ديرميماس وكفركلا، تلة العويضة، تل نحاس، وحمامص سردا وعلى منطقتي اللبونة في الناقورة وخراج طير حرفا. وسقطت صواريخ إسرائيلية في خراج رميش ويارون وعين إبل بين المنازل وعليها.
على الصعيد السياسي، استقبل الأمين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصرالله وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران الدكتور حسين أمير عبد اللهيان يُرافقه مساعد وزير خارجية الجمهورية الإسلامية في إيران السيد شوشتري ونائب السفير الإيراني في بيروت السيد صمدي.
وجرى خلال اللقاء استعراض آخر التطورات في فلسطين ولبنان والمنطقة والاحتمالات القائمة حول مسار الأحداث والجهود المبذولة من أجل وقف العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة والمسؤوليات الملقاة على عاتق الجميع في هذه المرحلة التاريخية والمصيرية لفلسطين وقضيتها المقدسة وكل المنطقة.
وأكد رئيس مجلس النواب نبيه بري، أن «حزب الله يحافظ على قواعد الاشتباك منذ اليوم الاول وأهدافه عسكرية بينما العدو الإسرائيلي مستمر في مجازره».
وفي سؤال عن الهدنة الإنسانية في غزة، أشار بري في حديث تلفزيوني الى أن «ما يحصل بغزة يحصل بلبنان، وإذا حصل إخلال في غزة سيحصل إخلال في لبنان، على اعتبار أن ما يحصل في الجنوب هو من أجل غزة».
وكشف بري بقوله «سأدعو لجلسة تشريعية في النصف الأول من الشهر المقبل بجدول متكامل، وإذا حضر حزب القوات اللبنانية الى الجلسة أهلا وسهلا وإذا لم يحضر فيناقضون أنفسهم بأنفسِهم في هذه الحالة».
وعن إشكالية قيادة الجيش، لفت بري، الى أن «جبران باسيل يريد التعيين وسمير جعجع يريد التمديد، «وبيزعلوا مني لما قول المشكل مسيحي – مسيحي»، مؤكداً أن «الخيارات محصورة بين التعيين أو التمديد ولا خيار ثالثاً ولا تكليف».
على صعيد آخر، استقبل البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي وفد المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى برئاسة نائب رئيس المجلس العلامة الشيخ علي الخطيب، الذي شدد على «ضرورة الوحدة الوطنية لأنها هي الاساس وهي التي تحافظ على الوطن وسيادته». ورأى أن «من الضروري أن يكون اللبنانيون في موقف واحد أمام العالم ويجب الا تنعكس الانقسامات السياسية على الوحدة الوطنية»، وأشار الى اننا «كمرجعيات روحية لسنا حياديين على ما يجري من اعتداءات على سيادة لبنان، لذلك على اللبنانيين أن يكونوا شعباً واحداً وان يكون لهم موقف واحد وان نضع الخلافات السياسية جانباً وأن نؤجل الخلافات السياسية وألا ينعكس ذلك على المواطنين».
من جهته اعتبر البطريرك الراعي أن «الحرب على غزة تجعلنا ندرك أن الهدف هو اطفاء القضية الفلسطينية ولكن هذه القضية لا تموت». وقدم البطريرك الراعي التعازي بالشهداء الذين سقطوا وآخرهم نجل النائب محمد رعد، وقال: «سنتصل بالنائب رعد لتعزيته بنجله ولتكن دماء الشهداء من أجل لبنان حفاظاً للبلد ليظل أرض التلاقي والعيش المشترك». كما طالب البطريرك بضرورة «عقد قمة روحية في أسرع وقت لإراحة الشعب اللبناني ولاتخاذ موقف واحد».