الجمعة, نوفمبر 22
Banner

غزَّة بحاجة إلى أهم من الهدنة..

قد يكون الشعب المنكوب في غزة بحاجة إلى هدنة أربع ساعات لإلتقاط الأنفاس، وليس فقط أربعة أيام، ولكنه بحاجة أشد لوقف دائم لإطلاق النار.

قد تُتيح هدنة الأيام الأربعة فرصة لدخول مئات الشاحنات من المساعدات الغذائية والطبية والوقود، ولكن يبقى الأهم العمل على رفع الحصار الإسرائيلي الظالم المفروض على غزة منذ أكثر من ١٧ سنة.

قد تساعد هدنة الأيام المعدودات آلاف العائلات المهجَّرة قسراً داخل القطاع على تفقد بيوتها في الشمال، ولكن ثمة مئاف الألوف من المهجرين يريدون العودة إلى قراهم ومخيماتهم ومنازلهم، وإستئناف حياتهم الطبيعية.

ستؤدي الهدنة إلى وقف القصف الوحشي للأحياء المدنية، والمستشفيات والمساجد والكنائس لفترة وجيزة، ولكن من يضمن عدم عودة القصف بوحشية أكبر بعد إنتهاء الهدنة، وإطلاق الرهائن.

ما نقله المراسلون من تصريحات عفوية ومباشرة لنازحين من المناطق الشمالية إلى الجنوب، يبين بصراحة أن أهالي غزة قلقون من نتائج هذه الهدنة، وما يمكن أن يحصل من كوارث جديدة، مع عودة القصف الإسرائيلي دون ضوابط الحفاظ على حياة الرهائن.

ثمة كلام عن إحتمالات تمديد الهدنة أكثر من مرة، ولكن التمديد ليس كافياً، لطوي صفحة العنف الإسرائيلي الهمجي ضد المدنيين، الذي سقط منهم ٣٥ ألف ضحية بين شهيد وجريح، معظمهم من النساء والأطفال.

وفي حال عودة الإعتداءات الصهيونية الإجرامية على أهالي غزة، فإن تدفق المساعدات سيتوقف، ويعود التقنين الجائر لدخول قوافل الوقود والمواد الطبية والغذائية، عبر معبر رفح.

أما في لبنان، فمن البديهي أن تنسحب «هدنة غزة» على الوضع العسكري في الجنوب اللبناني، طالما أن حزب الله أعلن «أن جبهة الجنوب هي جبهة مساندة لغزة، والحزب سيلتزم بالهدنة الإنسانية».

ولكن ماذا لو إستمر العدو الإسرائيلي في توسيع رقعة المواجهة جنوباً، وتصعيد ضرباته على مواقع الحزب، وإستهداف القرى الآمنة والمدنيين والإعلاميين؟

صلاح سلام – اللواء

Leave A Reply