في إحدى المدارس المعروفة في بيروت ووسط تعتيم إداري، طلاب يكسرون حاجز “التربية” ويتخطون الكثير من الحدود، بممارسة أعمال مخلة بالأدب داخل حرم المدرسة بلا حياء ولا خجل، وقد شهد تلاميذ من المرحلة الابتدائية على هذه الوقائع فعيونهم كانت كاميرات مراقبة وأسماعهم أشرطة تسجيل.
في ملعب المدرسة، وفي مكان منزو، يتبادل طلاب القبلات ويتمادون بتصرفاتهم، ناهيك عن تدخين السجائر في الحمامات والتفوه بألفاظ نابية ولم يقف الأمر عند هذا الحد بل وصل ببعضهم إلى نشر فيديوهات جنسية عبر الهواتف.
طالبة من المدرسة في المرحلة الابتدائية سألت والدتها: ما معنى أن يتبادل طالب وطالبة القبل في المدرسة هل هذا مسموح به؟ وهل أستطيع أن أقبّل صديقي؟ سؤال أثار خوف الأم واستغرابها، وفي الوقت ذاته حيّرها، فما هي ردة الفعل المناسبة وبماذا تخبر ابنتها التي لم تتجاوز من العمر الـ 8 سنوات ليكون جوابها: “ما خصنا بحدا هني حرّين بس نحنا ما منعمل متلن ولا منطّلع”.
جواب الأم على الرغم من أنه غير منطقي يدل على أن بعض الأهالي باتوا يسلمون للأمر الواقع، وكأن المجتمع اللبناني بات “يشرّع” الانفلات الأخلاقي في المدارس ويشجّع على التشبه بالغرب، وهو ما لا يليق بمجتمعنا فمواكبة العالم لا تكون بلبس لباسه وممارسة عاداته وسلوكياته، بل بفهم لغة عقله وتحليلها وتطويرها وهو ما لا يريد أن يعرفه أبناء هذا الجيل.
وعلى الرغم من أن للمدارس دور تعليمي وتربوي وأخلاقي، وهو ما تؤكده عبر شعارها “التربية والتعليم”، إلا أنه وللأسف معظمها بات عاجزاً عن التحكم بالجانبين الأخلاقي والتربوي، فبعض المدارس في لبنان باتت تتحول من ساحة للبناء والتربية إلى ساحة للإنحراف والضياع وتبادل الخبرات المتدنية والسيئة والمخلة بالآداب العامة.
وتعليقاً على الواقعة، تواصل موقع “الجريدة” مع المعنيين الذين فضلوا الصمت، فالمحاذير الاجتماعية والتربوية والرفض للموضوع جعله مخفياً بالنسبة لهم تحت غطاء من الإنكار والاستنكار، إلا أن الحقيقة المرة التي تواجهنا دوماً تؤكد: “أنه يحدث”.
وعلى الرغم من التعتيم على الموضوع وتكتّم المعنيين على أي معلومات عنه، إلا أن مصادر تربوية، رأت في حديث لموقع “الجريدة”، أن ما يحدث في بعض المدارس ليس أمراً مستغرباً، خصوصاً أن الانفتاح على “السوشال ميديا” أدى إلى انحدار أخلاق وسلوكيات الطلاب، ما شكل خطراً على المؤسسات التربوية وعلى المجتمع بعد دفع التلاميذ إلى ممارسة عادات لا تشبه عاداتنا وسلوكياتنا، مشدداً على ضرورة أن ينال المخلون بالآداب العامة عقاباً رادعاً من قبل إدارة المدرسة كي لا تتكر هذه التصرفات.
ناديا الحلاق – الجريدة