الجمعة, نوفمبر 22
Banner

وزير البيئة يرعى “المنتدى السنوي لمناطق الحمى” في إطار مشروع BIOCONNECT الممول من الاتحاد الأوروبي

نظمت جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL “المنتدى السنوي لمناطق الحمى”، في مركز حماة الحمى الدولي في خربة قنافار في البقاع، في إطار مشروع BioConnect الممول من الاتحاد الأوروبي، الذي يسعى إلى تعزيز إدارة وحوكمة المواقع ذات الأهمية البيئية في جنوب لبنان وإنشاء مناطق محمية جديدة من أجل الحفاظ على المشاهد الطبيعية والتنوع البيولوجي على نطاق أوسع في المنطقة الجنوبية من لبنان، في حضور وزير البيئة ناصر ياسين وممثلة الاتحاد الأوروبي في لبنان نائبة رئيس التعاون السيدة أليسيا سكوارتيلا، ممثلين عن الجمعيات الشريكة في المشروع ورؤساء بلديات وفعاليات اجتماعية وبيئية.

افتتح المنتدى بكلمة ترحيبية بالحاضرين من رئيس المركز وسيم الخطيب، شارحا فكرة المنتدى ومشروع BioConnect، معلناً توقيع اتفاقية لإنشاء منطقة حمى مع بلدية راشيا.

ولفت مدير عام الجمعية المستشار دولي لمنظمة “بيردلايف إنترناشيونال” أسعد سرحال إلى أن “اللقاء اليوم هو مكمل لدور الحمى الذي تقوم به جمعية حماية الطبيعة منذ عشرين سنة، حتى أصبح هناك 31 حمى على كافة الأراضي اللبنانية، هذا النظام تبنته الدولة اللبنانية وأصبح من ضمن قانون المناطق المحمية، وبالتالي أصبح مع البلديات مباشرة وضمن مشاعاتها. حماة الحمى الذين نحتفل بهم اليوم، برعاية وزير البيئة وبوجود الممول الاتحاد الأوروبي وشركاء مع جمعية حماية الطبيعة هم شباب وصبايا في الضيعة، الهدف الأساسي هو تدريبهم ليصبحوا حراسا ومرشدين بمناطق الحمى – لكي يمشوا مع الناس على دروب الحمى- هذه كلها برامج، بالإضافة لحماة الحمى الصغار وهي مدرسة بلا جدران”.

وقال: “هذا المشروع هو الأول من نوعه في لبنان، وهو مشروع لأربع سنوات من محمية صور في الجنوب وربطها من خلال الحمى مع المنصوري لنصل لجبل الشيخ مع حمى راشيا حتى حمى سهل البقاع الغربي السبع، منها عين زبدة وخربة قنافار وصولاً إلى أرز الشوف المحمية الطبيعية لجبل لبنان، وصولا الى حمى حمانا راس المتن”.

وختم: “هذا المشروع البيئي طامح وناجح هدفه تقريب الناس من بعضها، ويربط المناطق الطبيعة ببعضها ويفسح المجال لتنقل الحيوانات من منطقة لمنطقة بأمان”.

سكوارتيلا

وكانت كلمة بعثة الاتحاد الاوروبي في لبنان ألقتها نائبة رئيس التعاون أليسيا سكوارتيلا قالت فيها: “قد يبدو اجتماعنا في غير مكانه عندما تقع المأساة على بعد بضع كيلومترات فقط. ولكن، وخاصة في الأوقات الصعبة مثل هذه، فإن مناقشة الكيفية التي يمكن بها حماية موطننا الجماعي، كوكبنا، ونقله إلى الأجيال القادمة أمر ضروري. في هذا الموطن الجماعي، يواجه التنوع البيولوجي الغني في لبنان العديد من التهديدات. بما في ذلك فقدان الموائل، والاستغلال غير المستدام للموارد الطبيعية، والتلوث، وتغير المناخ”.

واعتبرت أن “الأزمة الاقتصادية تؤدي إلى تفاقم هذه التحديات، مما يحتم علينا اتخاذ الإجراءات اللازمة. واستجابة لهذه التحديات، شارك الاتحاد الأوروبي بنشاط في المبادرات البيئية في لبنان. في عام 2021، أطلق الاتحاد الأوروبي مشروع BioConnect لدعم السلطات والمنظمات المحلية في لبنان”.

ياسين

بدوره رحب وزير البيئة ناصر ياسين بالمشروع وقال: “رغم كل السلبيات التي من حولنا، ورغم الأزمات، هذه المشاريع كلها شيء إيجابي يعطي املا كبيرا، لأن حماة الحمى يعني ان تجعل الجميع مسؤولين معنيين، ويجعل أبناء المنطقة هم حماة طبيعة وهم معنيون في حماية الاحراج من الحرائق”.

أضاف: “في جردة بسيطة ومقاربة لمسنا ذلك من خلال مؤشر الحرائق الذي تراجع بشكل ملحوظ، ففي صيف ٢٠٢١ سجل أكبر معدل للحرائق خلال آخر 10 سنوات، أما في ٢٠٢٢ انخفضت المساحات المحترقة الى ٣٧٠ هكتارا أي بما معدله تراجع بنسبة ٩٠٪، هذا المؤشر لم نأخذ به إنما انتظرنا حتى العام ٢٠٢٣ لم يشهد لبنان في تاريخه هذا الارتفاع في درجات الحرارة، ايضاً كان مؤشر الحرائق واضحا تراجعه إلى ٣٣٠ هكتارا، وهذا نتيجة اننا اشتغلنا على المستوى المحلي وشكلنا مجموعات ترصد وتراقب وتواكب وترفع صور عبر الواتس اب فكانت النتيجة ايجابية. هذا المشروع ناتج من صفر موازنة، وإذا لم يكن هناك احتضان محلي للغابات والأشجار والمحميات والحمى، وهنا اهمية إشراك البلديات في المحميات والحمى بالإدارة المحلية. ولا يمكن أن ينجح الا اذا دورنا الاقتصاد المحلي، وعملنا لأن تصبح هذه المناطق متواصلة. وصل الحمى فيما بينها وتدريب مجموعات من مناطق الحمى وتسويق المحميات والحمى داخليا وخارجيا يساهم ذلك في خلق نشاط اقتصادي”.

الخطيب

استعرضت السيدة باسمة الخطيب ملخصاً عن مشروع Bio-Connect إن عدد المناطق المحمية والمساحة التي تغطيها في البلاد أقل بكثير من المعايير الدولية، حيث يبلغ حاليًا 2,18٪ من هدف 17٪ للنظم البيئية الأرضية والمياه العذبة بحلول العام 2020. علاوة على ذلك، لا تستطيع بعض المناطق المحمية الحالية ضمان الحفاظ على التنوع البيولوجي بشكل فعال بسبب عدم كفاية الموارد للإدارة والتنفيذ، وعدم كفاية مشاركة السكان المحليين. وللأزمة الاقتصادية الحالية أيضاً آثار خطيرة على التنوع البيولوجي. إن ندرة الموارد البشرية والمالية للدولة تؤدي الى صعوبة إدارة المناطق المحمية، لذا يجب أن تتولى المنظمات غير الحكومية وأصحاب المصلحة المحليين أنفسهم الأنشطة الإدارية الأساسية كما هو الحال في الحمى.

المشاريع المنجزة وأنشطة الوحدات

في السياق عرضت ستيفاني فراندو المشاريع المنجزة حتى الآن. كما قدم فريق العمل كل باختصاصه النتائج الأولية لدراسة المسح البيولوجي في مناطق الحمى حيث عرض نتائج دراسة الثدييات منير أبو سعيد، ونتائج دراسة الطيور شادي سعد ونتائج دراسة النباتات حسين زرقط.

وعن نتائج انجازات برامج الحمى في المشروع قدم اندريه بشارة نتائج برنامج مدرسة بلا جدران في مناطق الحمى. ورانيا الخليل قدمت برنامج حماة الحمى، فيما تولى المهندس فريد عموري الحديث عن برنامج مزرعة الحمى. كما عرض لأنشطة وحدات جمعية حماية الطبيعة في لبنان حيث عرض أدونيس الخطيب نتائج عمل وحدة مكافحة الصيد الجائر. كما عرض وسيم الخطيب موجزا عن انشطة وحدة الاسماك والحياة البرية. في الختام انتقل الجميع الى حمى المنصورة ثم انتقلوا الى الغداء في عين زبدة.

عن الجمعية

جمعية حماية الطبيعة في لبنان SPNL، هي منظمة غير حكومية لبنانية تأسست عام 1984 وهي الشريك الوطني للمجلس العالمي لحماية الطيور وعضو في العديد من المنظمات الاقليمية والدولية. يسجل لجمعية حماية الطبيعة في لبنان تعاونها مع البلديات والسكان المقيمين وقطاعات الإنتاج، في استعادة نظام الحمى في 29 منطقة لبنانية، وسعيها الى إعادة تكريس النظام الموروث في استخدام الموارد وتصنيف الأراضي وحمايتها في جرود الهرمل، وتطوير “مفهوم الحمى” التقليدي الموروث ليتلاءم مع تطلعات الألفية الثالثة وحاجات التنمية.

يعتبر نظام الحمى، القائم على التصنيف التقليدي للأراضي، وفق استخداماتها، من اهم الأنظمة التي تسهم في الحفاظ على التنوع البيولوجي في العالم والمحافظة على الطبيعة ومواردها من خلال تكريس نظام تراثي اعتمدته الشعوب العربية ومارسته القرى والبلدات اللبنانية كتقليد موروث لاستخدام الأراضي، بما يضمن الاستفادة القابلة للاستمرار من الموارد الطبيعية، وبما يعني الاستثمار الرشيد للموارد والمحافظة على قدرة البيئة على تجديد مواردها.

عن المشروع

يسعى مشروع BioConnect الممول من الاتحاد الأوروبي، إلى تعزيز إدارة وحوكمة المواقع ذات الأهمية البيئية في جنوب لبنان وإنشاء مناطق محمية جديدة من أجل الحفاظ على المشاهد الطبيعية والتنوع البيولوجي على نطاق أوسع في المنطقة الجنوبية من لبنان.

ينفذ المشروع من قبل اربع شركاء: جمعية أرز الشوف (ACS)، جمعية جمعية إنماء القدرات في الريف(ADR)، وجمعية المجتمع والبيئة (ACE)، وجمعية حماية الطبيعة في لبنان (SPNL). الذين يعملون من أجل تعزيز إدارة وحوكمة المواقع ذات الأهمية البيئية بالإضافة إلى إنشاء مناطق محمية جديدة و”إجراءات حماية أخرى فعالة تعتمد على المنطقة” وOECMs للحفاظ على المناظر الطبيعية على نطاق أوسع. سيتم تحقيق هذه الأهداف الرئيسية من خلال زيادة صحة النظام البيئي والفوائد الاجتماعية والاقتصادية وتخفيف الضغوط الرئيسية على التنوع البيولوجي الرئيسي مع دعم المجتمعات المحلية.

النطاق الجغرافي: يشمل أربع مناطق رئيسية: جنوب لبنان الساحلي، البقاع الغربي، جبل لبنان، وجبال لبنان الجنوبي. وسيتناول المشروع الحمى التالية: قليلة والمنصوري، خربة قنافار، عين زبدة، حمانا، ورأس المتن، وإبل السقي.

المدة: 45 شهرًا – 1 فبراير 2022 – 31 أكتوبر 2025

الأهداف الاستراتيجية

الحفاظ على التنوع البيولوجي – تطوير وتنفيذ خطط وبروتوكولات مراقبة التنوع البيولوجي للنباتات والطيور والحيوانات والثدييات لتعزيز المعرفة بالتنوع البيولوجي الحالي في المناطق المستهدفة. بالإضافة إلى ذلك، سيتم تطوير بروتوكول علوم المواطن لضمان استدامة الجهود البحثية. سيتم ملء البيانات المجمعة لتحقيق اتصال فعال بالمناظر الطبيعية، وبالتالي تقليل التجزئة بين المناطق المحمية، بالإضافة إلى تخطيط إداري أفضل.

تمكين الممارسات التقليدية – في إطار برنامج مزرعة الحمى، سيضمن هذا المشروع الدعم الفني للمزارعين حتى يتمكنوا من التحول إلى ممارسات زراعية أفضل تكون أكثر فائدة للناس والطبيعة.

التعليم وبناء القدرات: من خلال برامج SPNL التعليمية مدرسة بلا جدران SNOW للأطفال وحماة الحمى للشباب، سيضمن هذا المشروع تطوير وتقديم دورات تعليمية عامة ومركزة وتوعية للمجتمعات المحلية. سيساعد ذلك على رفع معارف وقدرات السكان المحليين نحو تحقيق الاكتفاء الذاتي لمواقع الحمى. علاوة على ذلك، سيتم تطوير وتنفيذ أنشطة السياحة البيئية لزيادة القيمة السياحية البيئية للمناطق المستهدفة. سيتم دعم رحلة التعلم هذه خلال هذا المشروع من خلال منتديات الحمى السنوية، حيث سيتم دعوة قادة الحمى لمشاركة قصص النجاح واستكشاف مهارات ومفاهيم جديدة.

التخفيف من آثار تغير المناخ والتكيف معه – نظرًا لأن تغير المناخ هو حقيقة تؤثر على الطبيعة وسبل عيش الناس، سيتم وضع إطار للتخفيف من تغير المناخ والتكيف معه على أساس النظام البيئي في المناطق المحمية وإبلاغه مع أصحاب المصلحة المعنيين. سيساعد هذا الإطار على زيادة مرونة المناطق المحمية في لبنان التي تواجه تأثير تغير المناخ.

صنع السياسات – بناءً على جميع مخرجات ونتائج هذا المشروع، سيتم صياغة قرارات البلدية بالتعاون مع البلديات لحماية التنوع البيولوجي وضمان الاستخدام المستدام للموارد. ستتناول هذه القرارات قطاعات مختلفة مثل الصيد والزراعة وصيد الأسماك.

Leave A Reply