أقامت نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان احتفالاً في يوم الخبير، برعاية وزير المال في حكومة تصريف الأعمال يوسف خليل، في مقرّ النقابة، بحضور رئيس الجامعة اللبنانية البرفيسور بسام بدران ورؤساء وعمداء عدد من الجامعات اللبنانية وحشد من الخبراء أعضاء النقابة.
بداية، النشيد الوطني، ثم ألقى النقيب عفيف شرارة كلمة قال فيها: “نحتفل سنوياً بيوم الخبير استكمالاً ليوم المحاسبة العالمي الذي اعتمد منذ 400 سنة تقريباً للتذكير بأهمية هذه المهنة وتأثيرها في المجتمع. ونحن نعمل على مكننة النقابة بشكل متكامل لنتيح للزملاء التعامل بكلّ احتياجاتهم من مكاتبهم وإنجاز كلّ معاملاتهم ألكترونياً. كما نعمل على بناء علاقة متينة مع وزارة المال قائمة على التكامل في ما بيننا لخدمة المواطن والوطن، وامتداد هذه العلاقة المتينة إلى كلّ الوزارات والمؤسسات المختصة، التي هي على تماس مع مهنتنا، وبالأخص العلاقة مع مجلس النواب من خلال اللجان التي تناقش القوانين المتعلقة بالمال والضرائب والمصارف والاقتصاد”.
وتابع: “نطمح أيضاً لتقريب المسافة بين النظري والتطبيقي، من خلال التعاون مع الجامعات اللبنانية كافة، والتي يتعلم فيها الطلاب الراغبون بممارسة مهنة المحاسبة والتدقيق، وذلك من خلال تبادل خبراتنا التطبيقية مع النظريات العلمية التي تلقنهم إياها الجامعات، فيكون التعاون والتكامل في ما بيننا لمصلحة الأجيال”.
بدران
وألقى رئيس الجامعة اللبنانية كلمة عبّر في مستهلها عن سروره للقاء هذا الجمع في مركز نقابة خبراء المحاسبة المجازين في لبنان، “لنحتفل سوياً بيوم الخبير وبتوقيع اتفاقيات تعاون بين النقابة والجامعة اللبنانية وبعض الجامعات الخاصة”. وقال: “قبل الحديث عن أهمية هذه المناسبة أودّ التوجه بالتحية والإجلال لأرواح الإعلاميين الذين استشهدوا في الجنوب وهم يدافعون عن الحقوق المشروعة بالصورة والصوت، وكان للجامعة اللبنانية وكلية الإعلام فيها نصيبها باستشهاد المراسلة فرح عمر مع فريق العمل”.
ثم دعا بدران إلى “تعزيز قيَم التعاون وتأسيس شراكة استراتيجية تخدم المجتمع بشكل عام، والطلاب الجامعيين في اختصاص المحاسبة والتدقيق بشكل خاص”.
وأشار إلى أنّ “الجامعة اللبنانية (كما العديد من الجامعات الخاصة العاملة في لبنان) رغم الظروف والأزمات ورغم ثقل المهام الملقاة على عاتقها، تسعى إلى تعزيز التعاون مع مؤسسات القطاع الخاص والنقابات من أجل تطوير مهارات وقدرات الطلاب العلمية والتقنية تسهيلاً لانخراطهم في سوق العمل المحلي والدولي”.
وقال: “لم يقتصر هذا التعاون على الجامعة الوطنية فقط بل ضمّ عدداً من الجامعات اللبنانية الخاصة، ممّا يعزز روح التعاون والشراكة في مجال التعليم العالي في لبنان ويرفع جودة التأهيل المهني وقدرات الخرّيجين على المنافسة في أسواق العمل المحلية والدولية”.
وختم بدران بالتعبير عن تفاؤله وثقته في أنّ “هذا التعاون سيسهم بشكل فعّال في تطوير مهارات وقدرات الخرّيجين ورفد قطاع المحاسبة في لبنان بالخبرات المطلوبة”.
خليل
من جهته، استهلّ الوزير خليل كلمته سائلاً: “أيّ حساب وأيّ محاسبة؟” وقال: “اليوم الاحتساب لما يجري في غزة وجنوب لبنان، صار لتعداد القتلى والجرحى والمشرّدين… والمحاسبة ضاعت مع مصالح من يعتبرون أنفسهم كباراً في هذا العالم”.
أضاف: “نلتقي للمرة الثانية على التوالي لنحتفل سوياً بيوم الخبير المحاسبي المليء هذا العام بالأنشطة على المستوى النقابي، وعلى مستوى توقيعِ اتفاقياتِ تعاونٍ مهنية خصوصاً مع الجامعة الوطنية، الجامعة التي نحرصُ على بقائها صرحاً متقدماً ورائداً علمياً وملاذاً لكلّ طبقات المجتمع، خاصة الكادحة لترتقي بمستوى أبنائهِ العلمي وتفتحُ أمامهَم أسواقَ العملِ والإبداع”.
وتابع: “منذ التقينا العام الماضي تحدثنا بالموجز عما نقوم به في وزارة المالية سعياً لحسن الانتظام المالي والنقدي، واليوم يسعدني أن أقول لكم إنّ ما قمنا ونقوم به ومستمرون به هو العمل على تأمينِ استقرارٍ ماليٍّ ونقدي بدأنا نتلمّسه رغم كلّ الظروف والمخاطر التي تواجه لبنان، ورغم الظروف المعاكسة التي شهدناها العام الماضي في ما يتعلق بالإدارات العامة.
واستكمالا لهذا المسار، نأمل اليوم بإقرار سريع لمشروع موازنة العام 2024، ورغم كلّ الضجيج المثار حولَها، منه بحقّ ومنه بغير وجه حق، إنّ هذه الموازنة تبقى ركيزة لضمانة ما سعينا إليه من تعزيز واردات الخزينة وتمويلها وتقليص الاحتياجات التمويلية من المصرف المركزي، باعتبار ذلك عاملاً أساسياً في ثبات سعر الصرف”.
وختم الوزير خليل كلمته بتجديد التهنئة للنقابة بإنجازاتها، قائلا: “إننا مستمرونَ وإياكم في تعاون منتج يفيد الصالح العام”.