رفعت أزمة الصحة العقلية في أميركا حالات الانتحار إلى رقم قياسي في العام الماضي، إذ بلغت ما يقرب من 50 ألف حالة، وفقا لحصيلة مؤقتة من المركز الوطني للإحصاءات الصحية.
ونقلت صحيفة “وول ستريت جورنال” إن الوكالة أكدت أن الحصيلة تظل مؤقتة ومن المرجح أن يكون العدد النهائي أعلى، ووصل معدل الانتحار البالغ 14.3 حالة وفاة لكل 100000 شخص إلى أعلى مستوى له منذ عام 1941.
وقال خبراء الصحة العقلية إن النقص في العاملين في مجال الرعاية الصحية وإمدادات المخدرات غير المشروعة السامة بشكل متزايد وانتشار الأسلحة النارية في كل مكان قد سهلت ارتفاع حالات الانتحار.
وسجل أعلى معدل انتحار العام الماضي في صفوف الرجال الذين يبلغون من العمر 75 عاما أو أكثر بما يقرب من 44 لكل 100 ألف شخص ، أي ضعف معدل الانتحار للأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما.
وتصبح حالات الانتحار المرتبطة بالأسلحة النارية أكثر شيوعا مع تقدم العمر حيث يعاني الناس من تدهور الصحة وفقدان الأحباء والعزلة الاجتماعية.
وفي حين وجد باستمرار أن النساء لديهن أفكار انتحارية أكثر شيوعا، فإن الرجال أكثر عرضة للوفاة بالانتحار بأربعة أضعاف.
ولا تزال بعض المجموعات معرضة لخطر شديد. إذ أن معدلات الانتحار للهنود الأميركيين وسكان ألاسكا الأصليين هي تقريبا ضعف معدلات الأميركيين الآخرين.
وتنقل الصحيفة أن هناك بعض الأدلة على أن الجهود المبذولة لمساعدة الأشخاص الذين يمرون بالأزمات تساعد، إذ انخفضت معدلات الانتحار لدى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 10 و 14 عاما والأشخاص الذين تتراوح أعمارهم بين 15 و 24 عاما بنسبة 18٪ و 9٪ على التوالي العام الماضي مقارنة بعام 2021 ، مما أعاد معدلات الانتحار في تلك المجموعات إلى مستويات ما قبل الوباء.