الجمعة, نوفمبر 22
Banner

ماكرون يُحذّر من حرب لا تنتهي .. ولودريان يفشل بـ 3 ملفات حسّاسة

كتبت صحيفة “الجمهورية”: بعدما وضعت زيارة الموفد الرئاسي الفرنسي جان ايف لودريان أوزارها ارتفعت وتيرة الاهتمام بالاوضاع على الجبهة الجنوبية حيث تصاعدت المواجهات فيها وتوسّعت بين رجال المقاومة وقوات الاحتلال الاسرائيلي من دون ان تخرج بعد عن نطاق قواعد الاشتباك المعمول بها وفق القرار 1701 وإن كان يحصل خرق ضئيل لها، فيما عاد الجمود يلفّ جبهة الاستحقاق الرئاسي الذي يبدو انه ما زال بعيد الانجاز، خصوصاً ان اللقاءات التي عقدها الموفد الفرنسي مع المسؤولين ومختلف القيادات والكتل النيابية لم تسفر عن نتائج ملموسة حتى على مستوى إمكانية التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون الذي طرحه تحت عنوان تلافي الفراغ في قيادة الجيش في ظل الفراغ الرئاسي القائم وكذلك في ظل الاوضاع السائدة على حدود لبنان الجنوبية وفي قطاع غزة.

كشفت مصادر مطلعة لـ«الجمهورية» انّ زيارة لودريان، المتوقعة عودته مجددا الى لبنان الشهر المقبل، لم تحقق اي نتائج حول جدول الاعمال الذي حمله للبحث مع المعنيين من مسؤولين وقيادات وكتل نيابية، وتضمّن ثلاثة بنود هي: الاستحقاق الرئاسي وتنفيذ القرار 1701 والتمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون، اذ تبلّغَ مواقف متناقضة من هذه البنود الثلاثة راوحت بين مؤيد ومعارض، ما منعه من تحقيق اي انجاز يُبنى عليه ويمكن ان يسهل تنفيذ اي من هذه البنود. وكان «اشتباكه» مع رئيس «التيار الوطني الحر» النائب جبران باسيل احد مظاهر الانقسام الداخلي حول التمديد لقائد الجيش والخيارات المطروحة في شأنه.

ولذلك غادر لودريان ليقيّم ما استجمعه من معطيات مع الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون وكذلك مع بقية دول المجوعة الخماسية العربية ـ الدولية، بعدما استودع هذه المعطيات لدى سفراها في لبنان خلال لقائه معهم في قصر الصنوبر في نهاية لقاءاته مع المعنيين.

وعلمت «الجمهورية» ان لودريان سمع من بعض الذين التقاهم انتقادات قاسية لمواقف الرئيس الفرنسي المنحازة لاسرائيل في حربها على غزة، ما أثّر وسيوثر على دور فرنسا ومصالحها في لبنان وكل الدول العربية والاجنبية المتعاطفة مع القضية الفلسطينية.

ماكرون يغير موقفه

وكان اللافت انّ ماكرون قد بَدأ يستدرك هذا الامر فشدّد لهجته السبت على نحو غير معهود إزاء استراتيجية إسرائيل المعلنة «للقضاء» على حركة «حماس»، داعياً إلى «مضاعفة الجهود لتحقيق وقف دائم لإطلاق النار».

وسأل ماكرون في مؤتمر صحافي عقده على هامش مؤتمر الأمم المتحدة للمناخ المنعقد في دبي: «ماذا يعني القضاء على حماس بالكامل؟ هل يعتقد أحد أن هذا ممكن؟… إذا كان الأمر كذلك، فإنّ الحرب ستستمر عشر سنوات». وأضاف: «لذا يجب توضيح هذا الهدف» من جانب «السلطات الإسرائيلية»، محذّراً من «حرب لا تنتهي».

وشدد ماكرون على أن «الرد الصحيح على منظمة إرهابية ليس في القضاء على منطقة بأكملها أو قصف البنى التحتية بأكملها»، مؤكدًا أن «الأمن المستدام» لا يمكن ضمانه لإسرائيل إذا «كان ذلك على حساب أرواح الفلسطينيين ومن ثم إثارة استياء الرأي العام في المنطقة ككل».

فهل أن فحوى محادثاته على هامش قمة الأمم المتحدة للمناخ مع الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ وعدد من القادة العرب، هو الذي دفعه إلى تشديد لهجته على نحوٍ لم يسبق له مثيل منذ السابع من تشرين الأول؟

وكان يُفترض أن يقوم ماكرون بجولة أوسع نطاقًا في الشرق الأوسط لكن في نهاية المطاف اعتبر الإليزيه أنّ حضور عدد كبير من المعنيين بالنزاع بين إسرائيل وحماس إلى دبي، سيجعل من المؤتمر لقاءً مناخيًا ودبلوماسيًا في آن.

لكن التوقعات من الزيارة أُحبطت جزئياً، فلم يحضر ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي كان من المقرر أن يلتقيه ماكرون خلال المؤتمر. ولم يتسنَّ عقد اجتماع بين ماكرون وعدد من القادة العرب في الوقت نفسه، علمًا أن الرئيس الفرنسي كان يأمل بذلك إذ إنّ لقاءً من هذا النوع يتيح له إيصال رسالته بشكل أقوى.

أما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو والرئيس الفلسطيني محمود عباس، فلم يحضرا إلى دبي. ولا يتضمن برنامج ماكرون زيارة إلى إسرائيل أو رام الله.

لقاءات ميقاتي

وكانت الاوضاع في غزة وجنوب لبنان ونتائج زيارة لودريان الاخيرة لبيروت مدار بحث في اللقاء الذي عقده رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع ماكرون على هامش «قمة المناخ» (كوب 28) في دبي.

والتقى ميقاتي ايضاً نظراءه الإيرلندي ليو فارادكار، والإيطالي جورجا ميلوني والاسكتلندي حمزة يوسف. وقال خلال لقائه مع الاخير انّ «قضية فلسطين لا تخص العرب فقط بل هي قضية انسانية دولية بالدرجة الاولى وتتطلب حلا عادلا وشاملا يحفظ حقوق الفلسطينيين».

وللغاية نفسها التقى ميقاتي امس الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وعرض معه للوضع في لبنان وغزة والجهود المصرية لوقف العدوان الاسرائيلي على القطاع والتوصّل الى وقف اطلاق النار تمهيداً للعودة الى البحث في حل شامل، يأخذ في الاعتبار الحقوق الفلسطينية.

عبداللهيان وبوريل

في غضون ذلك حذّر وزير الخارجية الايراني حسين أمير عبداللهيان، في محادثة هاتفية مع مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيف بوريل، من «مخططات الكيان الصهيوني وإجراءاته للتهجير القسري للفلسطينيين». وقال: «إذا لم يتم إيقاف جرائم الحرب التي يرتكبها هذا الكيان فهناك إمكانية لتوسّع دائرتها في المنطقة». وشدد على «ضرورة وقف جرائم الكيان الصهيوني»، وقال: «من الضروري وقف الهجمات العسكرية للكيان الصهيوني ضد سكان غزة في أسرع وقت ممكن وتوفير إمكانية إرسال المساعدات الإنسانية». وحذّر من «مخططات الكيان الصهيوني واجراءاته لتهجير الفلسطينيين قسراً من أرضهم»، واعتبر ان «جذور الوضع الراهن ناجمة من الاحتلال وعدوان الكيان الصهيوني»، وأضاف: «في حال عدم توقّف جرائم الحرب التي يرتكبها الكيان الإسرائيلي ضد غزة والضفة الغربية، فهناك احتمال توسّع نطاق الحرب بشكل عميق في المنطقة». واشار إلى دعم الولايات المتحدة لاسرائيل، واعتبر «سياساتها الداعمة هذه تشجّع الكيان على مواصلة العدوان العسكري وقتل المدنيين في غزة، فضلاً عن انها عامل مهم في استمرار الحرب وتوسيعها».

بدوره، قال منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل: «من الضروري وقف التوترات في قطاع غزة والضفة الغربية في أسرع وقت ممكن». وأضاف انّ «الاتحاد الأوروبي يحاول إلزام «إسرائيل» على احترام القانون الدولي». وشدد على «دور إيران في المساعدة على تخفيف التوترات في المنطقة». وقال: «نحن ايضا نؤمن بأن حل القضية الفلسطينية رهن بالتركيز على المسار الدبلوماسي، وانّ أي استمرار للهجمات العسكرية سيؤدي إلى تصاعد الأزمة».

مواقف

وفي المواقف أسِف البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في عظة الاحد «لانتهاك الهدنة في غزّة، والعودة إلى حرب الهدم والقتل والتهجير، وتحميل الشعب البريء الآمن نتائج حرب التدمير والإبادة».

وقال: «نحن نصلّي لكي يدرك المسؤولون عن مصير الدولة والشعب أنّهم ملزمون بثلاثيّة السماع والتأمّل والنطق. وهي الطريق الوحيد لخروج كلّ واحد منهم من شرنقة مصالحه وحساباته، وللتلاقي بروح المسؤوليّة الوطنيّة من أجل التباحث في أسباب التعثّر واللاثقة المتبادلة، على أن يتخلّى كلّ فريق عن مشاريعه على حساب لبنان أرضًا وشعبًا ومؤسّسات. إنّ أولى ثمار «السماع والتأمّل والنطق» هي التوجّه الفوريّ إلى البرلمان وانتخاب رئيس للجمهوريّة عبر دورات متتالية يوميًّا وفقًا لمنطوق المادة 49 من الدستور. إنّ عدم انتخاب الرئيس وإقفال القصر الجمهوري منذ سنة وشهرين تقريبًا جريمة موصوفة آخذة بهدم المؤسّسات الدستوريّة والإدارات العامّة وانتشار الفوضى والفساد وتشويه وجه لبنان الحضاري». واضاف: «في هذه الحالة يجب عدم المسّ حاليًّا بقيادة الجيش، بل تحصين وحدته وتماسكه، وثقته بقيادته، وثقة الدول به. فالجنوب اللبناني متوتّر، والخوف من امتداد الحرب إلى لبنان يُرجف القلوب، والحاجة إلى الجيش متزايدة لتطبيق القرار 1701، واستقرار الجنوب، ولضبط الفلتان الأمني الداخلي، ولسدّ المعابر غير الشرعيّة بوجه تهريب البشر والسلع والمخدّرات وما سواها».

وختم الراعي: «نردّد مرّة ثانية: إذهبوا، أيّها النواب بموجب ضميركم الوطني، إلى مجلسكم وقوموا بواجبكم الأوّل والخطير، وانتخبوا رئيسًا للجمهوريّة وفق المادّة 49 من الدستور، فتستقيم المؤسّسات، ويسلم الوطن، ويتوقّف كلّ جدال وانقسام!

عودة

من جهته، نادى ميتروبولويت بيروت للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، في عظة الاحد، بضرورة «وجود مسؤولين تخلّوا عن أناهم ومصالحهم ووضعوا مصلحة البلد فوق مصالحهم، يخدمون هذا الشعب ويترأفون عليه وينقذونه من بلاياه، عوض من يَسوسون البلد منذ سنوات وقد أوقعوه في الفقر والفوضى، وأفرغوه من أهله وطاقاته، وتغاضوا عن استباحة حدوده وقوانينه، واستهانوا بالإستحقاقات الدستورية فأصبحت فترات الفراغ في الحكم تفوق الأوقات المنتجة. كل هذا لأنّ قلوبهم عميت عن رؤية نور الرب، إذ قد أظلمتها الشهوة الشريرة، شهوة المال والسلطة». وقال: «إن لم يَتب مسؤولو هذا البلد عن كل خطاياهم وآثامهم لن يحصل الخلاص لا للأرض ولا لساكنيها، بل ستقود خطاياهم الجميع إلى ظلمة أعظم».

قبلان

بدوره، توجّه المفتي الجعفري الممتاز الشيخ أحمد قبلان، خلال احتفال تأبيني في بلدة حزّرتا البقاعية، الى القوى السياسية قائلاً: «الجبن السياسي والقطيعة الوطنية خيانة، والتعويل على النفوذ الدولي انتهى وسط منطقة تغلي فوق بركان، فيما تل أبيب تغرق بوحل حرب المدن ولن تخرج بنصر حتى لو استنفدت مليون طن من ترسانة واشنطن والأطلسي». واعتبر انّ «الحلول الوطنية تحتاج إلى تضامن وحلول لا قطيعة وعداوة، وقيادة الجيش مهمة وطنية والأهم رئاسة الجمهورية، وتمرير أي تسوية رئاسية بمجلس النواب يمر بطبخة حلول وطنية لأن الرئاسة بظرفها وموقعها وواقع البلد والمنطقة قضية وطن لا سوق أرباح ولا لعبة مصالح حزبية، ومن يقاطع الحلول الوطنية والتسوية الرئاسية يرتكب جرم هدم لبنان لا من يمنع المشروع الدولي من خطف لبنان ورئاسته».

«توتال إنرجيز»

من جهة ثانية اجتمع ميقاتي في دبي أمس مع رئيس مجلس الإدارة والرئيس التنفيذي لشركة «توتال إنرجيز» الفرنسية باتريك بوانييه في حضور وزير الطاقة وليد فياض. وتناول البحث التقرير الدوري الذي تعدّه «توتال إنرجيز» بشأن اعمال الحفر والتنقيب عن الغاز والنفط في المياه الاقليمية اللبنانية، وامكان استئناف اعمال الحفر في موقع ثان في البلوك 9. واشار بوانييه الى ان «هذا الامر رهن التقرير بالنتائج التي حصلت حتى الآن». وتطرق البحث الى إمكان الحفر في البلوكين رقم 8 و10 والعرضين اللذين تقدمت بهما «توتال انرجيز». وتمنى ميقاتي «الاسراع في تقديم التقرير ليُصار، في ضوء النتائج، الى البحث في الخطوات المقبلة». كذلك تم البحث في العرض المقدّم من شركتي «توتال إنرجيز» و»قطر انرجيز» بالنسبة الى ما يتعلق بتوليد الكهرباء على الطاقة الشمسية في أسرع وقت.

Leave A Reply