يعاني اللبناني مع دخول فصل الشتاء من ارتفاع أسعار المازوت، ويتخبط في تأمين قوته اليومي وطرق التدفئة خصوصاً في المناطق الجبلية وجرود الشمال والبقاع والجنوب، فإيرادات المواطنين وخصوصاً موظفو القطاع العام لم تلحق تقلبات الأسعار بما يتناسب مع ارتفاعها، وبذلك انهارت قدرتهم الشرائية الى مستويات متدنية جداً لأن ارتفاع أسعار المحروقات ينعكس حكماً على أسعار السلع الاستهلاكية كافة، فبغياب تأمين الكهرباء من مؤسسة “كهرباء لبنان” انعكس سعر صفيحة المازوت على أسعار المولدات الخاصة ومنتجات المعامل والأسعار في السوبرماركت والمحال التجارية وجميع القطاعات لأنها بحاجة الى انتاج طاقة كهربائية خاصة. وتتفاقم هذه المشكلة في فصلي الخريف والشتاء حيث الحاجة الى المازوت للتدفئة ولا سيما في المناطق المرتفعة.
أبو شقرا: خفض “أوبك” إنتاجها سينعكس على الأسواق اللبنانية
ممثل موزعي المحروقات في لبنان فادي أبو شقرا أكد أن خفض شركة “أوبك” إنتاجها سينعكس على إرتفاع أسعار النفط عالمياً وعلى الأسواق الداخلية اللبنانية، لافتاً الى أن “حرب غزة ونزوح أهالي الجنوب الى مناطق آمنة ساهما في تراجع التنقل بين مناطقه فتراجعت نسبة إستهلاك النفط 45% مع تراجع القدرة الشرائية وتنقل الأشخاص في السيارات الخاصة”.
براكس: رفع الدعم أوصلنا الى ما نحن عليه
أما عضو نقابة أصحاب المحطات جورج براكس فرأى أن “المشكلة تكمن في ارتفاع أسعار العملات عالمياً ورفع الدولة يدها عن الدعم، فباتت المؤسسات الخاصة والرسمية تعاني من أرتفاع أسعار فواتير الكهرباء”.
وقال: “عند بداية الأزمة المالية والنقدية في لبنان سنة 2019 كان سعر صفيحة المازوت 17900 ليرة لبنانية أي ما يساوي 11.82 دولاراً أميركياً. في 18 آذار 2020 بدأ مصرف لبنان بدعم المحروقات بنسبة 85% على سعر صرف الدولار 1515 ليرة بينما كان سعر الصرف في الأسواق الحرة قد بلغ 2400 ليرة لينخفض سعرها الى 6.08 دولارات. بين 6 أيار 2020 و23 حزيران 2021 رفع المصرف المركزي دعمه الى نسبة 90% ودائماً على سعر صرف الدولار 1515 ليرة لينخفض سعر الصفيحة خلال هذه الفترة الى حدود الدولارين وما دونها أحياناً”.
أضاف براكس: “في 29 حزيران 2021 عاد المصرف المركزي ورفع دعمه الى 100% لكن على سعر صرف 3900 ليرة وأكمل رفع سعر الصرف تدريجاً ليبلغ بتاريخ 27 تشرين الأول 2021 سعر 19000 ليرة، بحيث ارتفع سعر الصفيحة عندها الى 13.40 دولاراً. في 29 تموز 2022 بدأ مصرف لبنان برفع الدعم تدريجاً إن من ناحية تخفيص النسبة من 100% الى 85% وتدريجاً الى صفر بالمئة، وأيضاً برفعه سعر صرف الدولار لنصل في 12 أيلول 2022 الى رفع الدعم نهائياً وصدور جدول تركيب أسعار المحروقات وفقاً لسعر الدولار في الأسواق الحرة وكان عندها 35250 ليرة للدولار الواحد، وبلغ سعر صفيحة المازوت 790000 ليرة أي ما يساوي 22.41 دولاراً أميركياً. واليوم سعر الصفيحة 1551000 ليرة عملاً بسعر صرف 89700 ليرة أي ما يساوي 17.30 دولاراً أميركياً”.
وتابع: “إذا اعتبرنا أن كل منزل في هذه المناطق بحاجة أقله الى 10 ليترات من المازوت يومياً للتدفئة، فهذا يعني أنه يحتاج الى 300 ليتر شهرياً أي ما يقارب 260 دولاراً وأكثر في حال ارتفعت أسعار النفط على المستوى الدولي، أي ما يفوق الـ 24 مليون ليرة لبنانية في حال بقي سعر الصرف على ما هو عليه ولم يشهد التقلبات التي شهدناها سابقاً”.
واليوم لا حيلة لدى اللبنانيين في هذه الظروف لأن الحلول مستحيلة في ظل غياب قدرة الدولة على تقديم أي دعم أو مساعدة إن من خلال رفع الرواتب أو تأمين المازوت المدعوم منها. فلا الخزينة تستطيع ذلك ولا المساعدات متوافرة، والمواطن يجهد لتدبير أموره كما يقدر ومواجهة ارتفاع مصاريف حياته اليومية التي لا تتوقف على تأمين مازوت التدفئة وارتفاع أسعار السلع الاستهلاكية وحسب، بل تشمل أيضاً مواجهة ارتفاع الرسوم والضرائب وأقساط المدارس وفواتير الهاتف والخلوي والكهرباء والانترنت وكل ما يحتاجه في حياته.
ندى الحوت – لبنان الكبير
Follow Us: