مرة جديدة يعود الحديث عن غزو اللحوم الهندية الأسواق اللبنانية في ظل غياب الرقابة، حيث تعمد معظم الملاحم ومراكز البيع على بيعها للمستهلك على أنها لحوم طازجة، ما أثار حالة من القلق لدى المواطنين. فكيف يتمكن اللبنانيون من معرفة نوع اللحم الذي يأكلونه وما مدة خطورة اللحوم الهندية على صحتهم؟
يؤكد أمين سر نقابة القصابين ومستوردي وتجار المواشي الحية ماجد عيد لموقع “الجريدة” أن “اللحم الهندي هو لحم الجاموس، ومن المعروف أنه ذات نوعية رديئة، كما أنه يتعرض لعملية التجميد والتذويب مرات عدة ما يشكل خطراً على صحة المستهلك”.
وعلى الرغم من أن وزارة الزراعة تؤكد صحة الفحوصات المخبرية التي تجريها على اللحوم الهندية وتؤكد سلامتها، يثير عيد في حديثه أمراً في غاية الأهمية وهو ما يسمى “الرول” الهندي. وهو عبارة عن بقايا لحم يتم جمعها من مصادر اللحوم في الهند، فيتم لفها بطريقة الرول ومن ثم يتم بيعها وهي أكثر الأنواع رداءة.
وفي ظل غياب الرقابة الفعلية رفع معظم التجار مستورداتهم من اللحم الهندي لأنه متدني السعر، حتى باتت اللحوم الهندية تستحوذ على حوالى 35% من سوق اللحوم في لبنان، ومعظم الملاحم تخلط بينها وبين اللحم الطازج، بغية تحقيق أرباح طائلة، خصوصاً وأنها تباع للمستهلك بنفس سعر اللحم الطازج وأحياناً أكثر.
وتجنباً للتعرض لعمليات الغش ينصح عيد المواطن بطلب اللحوم التي عادة ما تكون معلقة في الملاحم وليست المقطعة في البرادات.
وعلى الرغم من أن قانون حماية المستهلك يوجب على البائع تعريف المستهلك بكل مواصفات ونوعية اللحوم، إلا أن لا أحد حتى الآن يصارح المواطن بوجود اللحوم الهندية سواء اللحامين أو مراكز البيع والمتاجر في براداتهم.
وفي حديث لموقع “الجريدة”، ذكر أحد المواطنين، أن بعض الملاحم تعمل على بيع كيلو اللحم بـ400 ألف ليرة لبنانية في ضواحي بيروت، مما يثير الشكوك لناحية نوعية اللحوم المباعة، خصوصاً أن متوسط سعر الكيلو حوالي 900 ألف ليرة لبنانية.
ويقول صاحب إحدى الملاحم في بيروت، لموقع “الجريدة”، إن الخوف على صحة المواطن يكمن في بيع بعض أصحاب الملاحم لحم البقر المريض، والذي تحظر النقابة ذبحه وبيعه، لما يسببه من أضرار لصحة المواطن.
في ظل “غيبوبة” الدولة وفي حال لم تتخذ الجهات المعنية الموضوع على محمل الجد وتسطر محاضر رادعة بحق المخالفين “فنبشّر” اللبنانيين بأن عمليات الغش ستكون بالجملة وأن لحم الجاموس سيكون على موائدهم.
ناديا الحلاق – الجريدة
Follow Us: