سقلاوي: تسلّمنا محاصيل البلدات المعرضة للقصف بسرعة قياسية وتحت الخطر
رسالة مفادها أننا لا نترك أهلنا في الظروف الصعبة “
الخليل في تكريم المتفوقين من أبناء موظفي “الريجي” والمزارعين:
مشروع الموازنة في صلب مسار التصحيح والإصلاح لتأمين الاستقرار
اعتبر وزير المال في حكومة تصريف الأعمال الدكتور يوسف الخليل اليوم الخميس أن مشروع الموازنة الذي يُناقش راهناً في مجلس النواب يبقى “رغم كل الضجيج في صلب مسار التصحيح والإصلاح” الهادف إلى “تأمين استقرار مالي ونقدي (…) وإعادة تفعيل العجلة الاقتصادية”، وأكّد خلال احتفال اقامته إدارة حصر التبغ والتنباك اللبنانية “الريجي” في مقرها الرئيسي في الحدث بحضور ممثل رئيسَي مجلس النواب ومجلس الوزراء النائب محمد الخواجة “التعامل بإيجابية مع كل طرح وكل تعديل علمي وواقعي لبنودها “، و”العمل لزيادة إيرادات الدولة بما يعزز التوازن المالي الذي يخدم تنفيذ المشاريع الملحة “.
وشارك في الاحتفال بتكريم المتفوقين في امتحانات الشهادات الرسمية من أبناء العاملين في “الريجي” وأبناء المزارعين، إضافة إلى عدد من أعضاء أسرتها يتابعون دراسات جامعية هادفة إلى تطوير قدراتهم ومؤهلاتهم، ممثلو سلطة الوصاية ورؤساء نقابات مزارعي التبغ في الجنوب والشمال والبقاع وممثلو الشركات التبغية العالمية، ومفوض الحكومة والمراقب المالي، وأعضاء لجنة الادارة المهندسان جورج حبيقة ومازن عبود والدكتور عصام سلمان.
الخليل
وقال الخليل: “في كل مرة أحضر إلى هذه المؤسسة، ازداد ثقة بأن لبنان ما زال بخير، وانه لقادر على استنهاض مؤسساته وإداراته، ما دام عندنا نموذج على مثال مؤسسة إدارة حصر التبغ والتنباك – الريجي”.
وتوجّه إلى المتفوقين قائلاً: “النجاح ينتظركم طالما ثابرتم وخطوتم خطوات التنمية الصحيحة بالتربية المنزلية وبرعاية هذه المؤسسة، وطالما صمد أهلكم المزارعون، ومنهم من استشهد في الأرض التي أعطت وتعطي مع كل شتلة تبغ تعباً وانتباهاً، وتعمدت اليوم ان أكون بينكم لأستمد من إنجازاتكم الإرادة والعزم والاندفاعة والتفاؤل التي لولاها لما بقي هذا البلد واقفاً”.
وتابع قائلاً: “رغم كل ما تهدد لبنان من مخاطر في استقراره على المستويات كافة ومنها الاستقرار الاقتصادي والاجتماعي الذي سنعبر مطباته بالتضامن وبحمل المسؤولية، سنعبر إلى ساحة إعادة النهوض والإصلاح الذي يوفر العدالة الاجتماعية المنشودة”.
وأكّد “في زمن المناقشة المفتوحة على الموازنة العامة” على “التعامل بإيجابية مع كل طرح وكل تعديل علمي وواقعي لبنودها، يخدم المصلحة المالية العليا للبلاد وانتظامها”، وعلى “العمل لزيادة إيرادات الدولة بما يعزز التوازن المالي الذي يخدم تنفيذ المشاريع الملحة التي يجب على الدولة القيام بها، لتعزيز الناتج المحلي وتوفير الخدمات الأساسية، وفي مقدمها الاجتماعية والصحية، والتربوية وسواها”.
وشدّد على أن ” هذه الموازنة، رغم كل الضجيج، تبقى في صلب مسار التصحيح والإصلاح الذي بدأ مع موازنة 2022، بهدف تأمين استقرار مالي ونقدي مستدام، وإعادة تفعيل الزعجلة الاقتصادية، لتوفير فرص عمل تستقطب شباب لبنان”.
سقلاوي
استهل سقلاوي كلمته بطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت على الشهداء الذين سقطوا أخيرا في الجنوب، وهم : الشهيد قاسم إبراهيم أبو طعام ابن الموظف السابق إبراهيم أبو طعام، وأسماء شهداء المزارعين حسين علي سرور من عيتا الشعب، وطاها عباس طاها من عيترون واحمد حسن عبود من دير عامص وناصيفة مزرعاني من حولا.
وقال : “ما أعز من ابن الريجي الا ابن ابن الريجي، وما أغلى من مزارع التبغ الا ابن مزارع التبغ”. وأضاف “فرحتنا كبيرة اليوم ولكن غصّتنا كبيرة أيضاً فأخوة لنا في غزة يُقتلون وأهل لنا على الحدود يقاومون في وجه عدو مجرم، لا يعرف إنسانية ولا حدوداً”.
وتوجّه إلى المزارعين في الجنوب بالقول: “أنتم كل يوم تثبتون أنكم المقاومون الأوائل وخط الدفاع الأول. تحملون شتلة التبغ بيد وصمودكم بيد اخرى. فهنيئاً لنا وللأرض وللجنوب بكم أنتم المتسلحين بحب الأرض وشتلة التبغ وهنيئاً لنا بأبنائكم الساعين للتسلح بالعلم والثقافة”.
وإذ شدّد على أن إصرار “الريجي” على المضيّ في إقامة هذا الاحتفال “لفتة تحدٍ للاعتداءات المتكررة على أهلنا في الجنوب”، قال: “إن ما فعلناه لجهة إتمام تسلّم المحاصيل بالسرعة القياسية وفي ظروف امنية خطيرة، ان من حيث وجود موظفينا الذين عملوا بجهد كبير، او من خلال نقل محاصيل المزارعين المنتشرة في أطراف البلدات المعرضة للقصف الدائم، إنما هو رسالة مفادها أننا لا نترك أهلنا في الظروف الصعبة، فهذه المؤسسة أسست للصمود منذ العام 1993 من خلال زراعة التبغ”.
وذكّر بأن “ما ميّز الريجي مدى السنوات الماضية، إلى جانب الاحتراف والقدرة الإنتاجية، والجودة الصناعية، والكفاءة المهنية … هي الثقة التي أولاها إياها معالي وزير المال، ورعاية الرئيس نبيه بري لهذه الإدارة”.
ووصف المكرّمين بـأنهم “انعكاس لهذه المؤسسة والصورة الفضلى عنها”، إذ هي مثلهم “عصامية وطموحة ومناضلة وبنت هذه الارض ومتميزة وداعمة للمتميزين”.
وشدّد على أن “الريجي” عملت “مع نقابات المزارعين (…) من أجل تحقيق تكامل إداري ونقابي ومجتمعي”، فَسَعَت معها “إلى تطبيق خطة التنمية المستدامة، ومن ركائزها دعم التعلم والاستثمار في الرأسمال البشري”، وإلى “مكافحة عمالة الأطفال وتوفير مساعدات دراسية من شركة فيليب موريس العالمية شملت المئات من أبناء المزارعين إضافة الى مساهمات عينية من شركات أخرى لبلدات عكار والجنوب والبقاع “.
وقال إن “الريجي” نظّمت في الأشهر القليلة الفائتة “سلسلة من دورات التوجيه المهني والارشاد التعليمي لأبناء مزارعي التبغ والتنباك في كل لبنان سعياً إلى الحد من التسرب المدرسي وتسليح الشباب بالمؤهلات المطلوبة للحصول على فرص عمل، وقبل ذلك احتفلت الريجي بمن اجتهد من اسرة عملها فحصد الشهادات العليا من أكبر المعاهد والصروح الوطنية والدولية”.
وختم بالقول: “نحن اليوم نلتقيكم طلاب علم ومعرفة، ولكننا واثقون اننا في المستقبل القريب سنلتقيكم صانعي قرار وعناصر منتجين وفاعلين في المجتمع”.
فقيه
أما رئيس إتحاد نقابات العاملين في زراعة التبغ و التنباك حسن فقيه فلاحظ أن “الريجي” بإدارة سقلاوي “تبحث عن عناصر الضوء و التطوير و التحسين و التألق حتى غدت على ما هي عليه. واشاد بمبادرتها “مجدداً إلى تكريم ابناء المزارعين ودعمهم ومساعدتهم والوقوف إلى جانبهم (…) في دولةٍ تتهاوى مؤسساتها”. ورأى أن “تكريم المبدعين والمتفوقين اصبح سمة من سمات” إدارة حصر التبغ والتنباك و”بارقة أمل في وطنٍ لا تُسمع فيه إلا الشكوى و الألم و الإحباط”.
واضاف: “شكرنا لكم هذا العام كبير، للمبادرة إلى الإسراع في تسلّم المحاصيل من أهلنا في مناطق التوتر والتي كانتت تتعرض للعدوان، و إنقاذ هذه المحاصيل والأهل من ورطة كبيرة”.
وشدد على ضرورة “أن تتمركز الزراعة لدى المزارعين الفعليين” بحيث تكون “زراعة التبغ زراعة عائلية بيتية لا تعمل فيها إلا الأسر المزارعة اللبنانية حصراً”.
وإذ تمنى “البحث جديّاً مع الشركات و”الريجي” في تعزيز “الفلاحة وفق المبدأ التعاوني بإشراف النقابات وبأسعار زهيدة”، أمل في “معاودة العمل ببرنامج التنمية الزراعية المستدامة قريباً”.
وفي الختام، وُزِّعَت دروع تذكارية على المكرّمين.