سُجّلت في الأيام الاخيرة سلسلة لقاءات وتحركات لافتة على غير صعيد ومستوى “تعبق” بروائح رئاسية بمعزل عن التباينات والخلافات. من هذا المنطلق، جاء العشاء الذي أقامه قائد الجيش العماد جوزف عون على شرف زعيم “تيار المرده” سليمان فرنجيه ونجله النائب طوني، واتسم بالعائلي والودي كما نُقل عن كثيرين، لكن الأمر اللافت الذي راح البعض يفسّره على هواه، ما قاله وزير الإعلام زياد مكاري من أن الأمور بين قائد الجيش ورئيس “تيار المرده” باتت سهلة، فماذا قصد الاخير؟.
أكد مكاري لـــ”النهار” أنه قصد كلمة “مسهّلة” في إطار علاقة الطرفين التي أصبحت ودية وعائلية ومتقدمة ولا شأن أو دخل لها بالرئاسة على الإطلاق، “إذ لن يتنازل أحد للآخر في موضوع الاستحقاق الرئاسي وتلك لعبة ديموقراطية، والنائب السابق فرنجيه رأسه ديموقراطي ولقاؤه مع خصمه الأبرز رئاسياً أي العماد جوزف عون، يعبّر عن شجاعة وفروسية”. ويضيف مكاري أن “كلمة مسهلة يجب ألا يأخذها البعض إلى مكان آخر، بل جلّ ما قصدته أننا بتنا في إطار علاقة ممتازة بين المرده وقائد الجيش وهذا العشاء العائلي جسّد التقارب والودّ، إنما موضوع الاستحقاق الرئاسي لا صلة له على الإطلاق بهذا العشاء، فنحن قلنا إن ثمة تسهيلاً في العلاقة بين الطرفين لا في الموضوع الرئاسي الذي لم يُبحث إطلاقاً، وما سينسحب على خيارات وأطراف أخرى، بمعنى انه على رغم الخصومة بين فرنجيه ورئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل، فقد يعقد أي لقاء وسبق وحصل” .
ويؤكد مكاري ان “ما شاهدناه في الأيام الماضية ساهم في تقوية خيارات فرنجية بشكل لافت على المستوى الرئاسي والوطني، وهذا ما تبدى في مراحل ومحطات كثيرة، وربما يكون هناك تسهيل للأمور مع اللقاء الديموقراطي، وأعتقد أنها فُتحت، وأي لقاء قد يحصل لن يكون مفاجئاً في إطار الخيارات التي باتت متاحة على غير صعيد. وبمعنى أوضح، ثمة صفحة جديدة بدأنا نعمل لها ونشهدها ضمن اللقاءات والاجتماعات… ما ينعكس إيجاباً على كل المسارات.
وفي سياق متصل، تقول مصادر سياسية متابعة لحراك “تيار المرده” والوضع السياسي برمّته، وخصوصاً بعد صعوبة تعيين رئيس للأركان، إلى مناصب أخرى في المجلس العسكري، “إن الأمور لم تنضج حتى الآن، ولا يمكن أن يحصل التمديد بعد الذي شهدناه على خط قائد الجيش، إذ ثمة تهدئة وتنفيس للإحتقان لأن ما مررنا به كان بمثابة حرب سياسية كبيرة. وعليه فالوزيران المحسوبان على تيار المرده من شأنهما أن يلعبا الدور الأبرز في تأمين النصاب أو التصويت لتعيين رئيس للأركان والذي بات محسوماً في ظل التوافق الدرزي على اسمه من قِبل النائب السابق وليد جنبلاط و النائب السابق طلال أرسلان والوزير السابق وئام وهاب، ولكن ثمة كتلة نيابية للحزب التقدمي الاشتراكي لها دورها وحضورها في المجلس ، ولهذه الغاية ينقل عن مسؤول رفيع في تيار المرده أن الأبواب لم تقفل والاتصالات جارية بين الطرفين والأمور إيجابية ومتقدمة، ما يعني أنه في حال نضجت الاتصالات بينهما عندها سيكون من السهولة بمكان الموافقة على تعيين رئيس للأركان في مجلس الوزراء ضمن تأمين النصاب أو التصويت”.
وجدي العريضي – النهار