وقع اللبنانيون في كمين الحكومة الكهربائي، ودفعوا الثمن، ثم “كهربت” مؤسسة كهرباء لبنان فواتيرها، وبعد ذلك “موّلت” أصحاب المولدات برنامج التغذية، وأخيراً سلّمت رقاب اللبنانيين بالكامل إلى أصحاب المولدات بعد أن أعلنت عجزها عن تأمين التيار الكهربائي!
هكذا اكتملت الخطة…
في شهر أيلول من العام الماضي 2022، قررت الحكومة رفع تعرفة الكهرباء، ووعدت اللبنانيين بالمقابل بتأمين التيار الكهربائي تدريجياً لمدة تزيد عن 12 ساعة، اعتباراً من شهر تشرين الثاني 2022، بحيث يتم تخفيف اعتماد اللبنانيين على الاشتراك في المولدات الخاصة. وتحت سقف ذلك الوعد، حلّقت تعرفة الكهرباء، ليس فقط في فاتورة الاستهلاك، وإنما أيضاً في رسوم الاشتراك والتأهيل والعدّادات.
كانت تلك الوعود جرعة المخدّر الأولي التي أعطتها الحكومة ومؤسسة الكهرباء، للبنانيين.
لم تصدق وعود تأمين التيار الكهربائي، وبقيت التغذية تتراوح بين 3 ساعات و4 ساعات يومياً حتى شهر أيلول من العام 2023، أي بعد سنة بالتمام والكمال. وبالتالي، دفع اللبنانيون فاتورة جديدة لساعات تغذية بالتيار الكهربائي “غير مفيدة”، بل وفيها أيضاً “أضرار”، لأن أصحاب المولدات لم يخفضوا من قيمة الاشتراكات، وهو ما دفع العديد من المواطنين إلى “الخوف” من أن تأتي “كهرباء الدولة” لأن الفاتورة سترتفع، بينما كان أصحاب المولدات يفركون أيديهم فرحاً لأن “كهرباء الدولة” توفّر عليهم!
ومنذ أيلول، ارتفعت التغذية من مؤسسة كهرباء لبنان إلى ما بين 6 و8 ساعات يومياً، وهو ما زاد في فاتورة الاستهلاك، بينما لم يتراجع أصحاب المولدات عن تسعيرتهم. مع ذلك، بدأ بعض المواطنين يتعايشون مع هذه التغذية، ولجأوا إلى الاعتماد على الطاقة الشمسية والـ UPS والبطاريات في المنزل والتخلي عن المولدات.
لكن، فجأة، ومن دون مقدّمات، وبعد 3 أشهر تقريباً من بلوغ التغذية ما بين 6 و8 ساعات، “عادت حليمة إلى عادتها القديمة”… أعلنت مؤسسة كهرباء لبنان أنها بدأت بتوقيف محطات توليد الكهرباء تباعاً، وأنها تستطيع الاستمرار بتأمين التغذية لمدة لا تزيد عن ساعتين يومياً لغاية 28 كانون الأول الحالي، أي بعد نحو أسبوع فقط، حيث ستتوقف عن تأمين التيار بالكامل، لأنه لم يعد لديها فيول!
هنا.. اكتمل الكمين!
كهرباء لبنان تجبي فواتير من المواطنين على مدى عام كامل على أساس التسعيرة الجديدة، لكنها لم تؤمن التيار للمواطنين إلا “بالقطّارة”، ولفترة لا تزيد عن 3 أشهر!
دفع اللبنانيون ثمن كهرباء لا يحصلون عليها، والفواتير التي بدأت طباعتها ستكون باهظة جداً، خصوصاً أنها عن فترة الصيف، وهذا يعني أن الفواتير ستكون مؤلمة جداً، وستبلغ عشرات الملايين من الليرات.. فاستعدوا…
من يحاسب الحكومة؟
من يحاسب كهرباء لبنان؟
من يعوّض على الناس؟
من يتآمر مع أصحاب المولدات؟
سيعود اللبنانيون إلى الاشتراك في المولدات الذين يتحكمون بكهرباء البلد طالما أن الدولة لا تفي بوعودها.. وربما عن قصد.
الجريدة
Follow Us: