السبت, نوفمبر 23
Banner

اشتعال متجدد جنوباً ينذر بفشل الوساطات الغربية

كتبت صحيفة “النهار”: فيما يتوقع ان تنكفئ كل “الحراكات” الداخلية والخارجية المتصلة بالازمة الرئاسية الى ما بعد نهاية السنة الحالية بما يفرغ المشهد السياسي تماما من أي تطورات بارزة حتى مطلع السنة الجديدة المقبلة ، عاد الوضع الميداني عند الحدود اللبنانية الجنوبية مع إسرائيل يرسم معالم القلق والتوجس الى مستويات عالية للغاية. اذ انه في ظل المجريات التصعيدية التي شهدتها الجبهة في الأيام الأخيرة طرحت علامات شكوك متعاظمة في نيات القيادة السياسية الإسرائيلية المتمثلة خصوصا بحكومة بنيامين نتنياهو حيال الوضع الميداني في “الشمال” أي عند الجبهة مع لبنان وسط التقارير التي لا تزال تورد معلومات ومعطيات عن وضع خطط إسرائيلية للقيام بحرب لابعاد “حزب الله” الى شمال الليطاني . ولعل اللافت في التطورات التي حصلت في الأيام الثلاثة الأخيرة انها شكلت تصعيدا عنيفا في وقت تكثفت فيه المساعي والجهود الديبلوماسية في محاولات تبريدية للجبهة الجنوبية بما يحول دون تعاظم خطر انتقال الحرب الواسعة الى لبنان . واستوقف عدد من المراقبين ان التصعيد حصل مواكبا الزيارات الأميركية لإسرائيل كما التحرك المكوكي لوزيرة الخارجية الفرنسية كاترين كولونا بين إسرائيل ولبنان الامر الذي يستدل منه ان الديبلوماسية الساخنة الحيوية لم تفلح بعد في نزع فتيل خطر انزلاق لبنان ، وبالأحرى توريطه ، نحو مواجهة شاملة بين إسرائيل و”حزب الله” . واتسم العنف الميداني امس في الجنوب بدلالات خطيرة كان من ابرز معالمها تكثيف الغارات الإسرائيلية فيما سجل تطور بارز من جهة “حزب الله” تمثل بادخاله صواريخ ارض – جو الى المواجهة .

ولفت المراقبون الى ان ثمة اختبارا دقيقا سيضع الوضع على الجبهة الجنوبية امام محك مهم وهو العمل الجاري بقوة لاحلال هدنة بين عيدي الميلاد ورأس السنة في غزة ، وهي هدنة يفترض ان تنسحب على الجنوب اللبناني اسوة بما حصل لدى اعلان الهدنة السابقة في غزة . فاذا ظلت المواجهات مستمرة في الجنوب رغم الهدنة سيشكل ذلك مؤشرا مثيرا للقلق لجهة تبلور حسابات حربية مختلفة حيال الجبهة اللبنانية سعيا الى فصل الربط القائم بين الجبهتين .

في هذه الأجواء سيطرت الأجواء المتوتّرة على منطقة العمليات في القطاعين الغربي والأوسط منذ الصباح فيما حلقت الطائرات المسيّرة الإسرائيليّة فوق بلدتي مجدل زون وشمع. وشنّ الطيران الحربي الاسرائيلي أكثر من غارة على منطقة حرشية بين عين ابل وبنت جبيل.كما شن 6 غارات على الحدب والراهب في عيتا الشعب. وفي ساعات النهار، تعرضت اطراف بليدا الشمالية من جهة ميس الجبل لقصف مدفغي على بعد امتار من تشييع حسن ابراهيم كما افيد عن قصف مدفعي على مقربة من المنازل في عيترون. وسقطت قذيفتان على أطراف حديقة إيران في مارون الراس.وطال قصف مدفعي بالقذائف الفوسفورية أطراف حولا.وتعرضت اطراف بلدتي يارين ومروحين واطراف بلدة الناقورة وجبل اللبونة لقصف مدفعي مباشر .واستهدف الجيش الإسرائيلي بالقذائف المدفعية، منطقة رأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة رويسة حولا واطراف البلدتين.وسجل تحليق مكثف لطائرات تجسس اسرائيلية من نوع “ام ك” فوق بلدات منطقة النبطية واقليم التفاح وعلى علو منخفض.وتعرضت اطراف بلدات رامية، بيت ليف وعيتا الشعب لقصف مدفعي.كما طاول قصف كثيف خراج بلدة كفرشوبا . افيد عن تعرض أطراف بلدة الناقورة لقصف مدفعي اسرائيلي، كما سجل قصف كثيف على خراج بلدة كفرشوبا، ورأس الظهر غرب بلدة ميس الجبل ومنطقة رويسة حولا وأطراف البلدتين. وافادت معلومات عن تعرض سيارة لرصاص قناص إسرائيلي على طريق كفركلا وسقوط شاب ضحية برصاص القنص.والى ذلك، نفذت طائرة مسيرة اسرائيلية عصرا غارة على منطقة وادي حامول الواقعة ما بين الناقورة وطيرحرفا. وليلا شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارة استهدفت منزلا في مركبا وسارعت الطواقم الطبية لجمعية الرسالة لإخلاء الإصابات وذكر أن صاحب المنزل إبراهيم رسلان سقط ضحية الغارة فيما كان أفراد عائلته خارج المنزل .

في المقابل، اعلن “حزب الله “إستهداف موقع العباد ودشمه وتحصيناته بالأسلحة كذلك، اعلن الحزب إستهداف موقع الراهب بصواريخ بركان .وفي بيان آخر، أعلن الحزب استهدافه مرابض مدفعية العدو في خربة ماعر بالأسلحة الصاروخية وحققوا فيها اصابات مباشرة.‏كما اعلن استهدافه ‏قوة مشاة اسرائيلية في محيط موقع بركة ريشا بالاسلحة المناسبة وحققوا فيها اصابات ‏مباشرة”.‏واعلن”حزب الله” مساء انه استهدف مروحيتين عسكريتين إسرائيليتين في أجواء شتولا ، شوميرا ، وايفن مناحم بصواريخ ارض جو مما اجبرهما على مغادرة أجواء المنطقة على الفور . وكان الجيش الإسرائيلي قد اعلن إطلاق صاروخين دفاع جوي من لبنان تجاه مروحية تابعة له.

مغادرة شيا

في غضون ذلك بدأت السفيرة الأميركية دوروثي شيا جولة وداعية على المسؤولين والقيادات تمهيدا لمغادرتها لبنان في نهاية السنة بعدما صوّت مجلس الشيوخ الأميركي الخميس الماضي على تأكيد تعيين ليزا جونسون سفيرة جديدة للولايات المتحدة في لبنان، وهي تستعدّ لتسلّم مهماتها الدبلوماسية في مطلع كانون الثاني المقبل. ويُتوقّع وصول السفيرة جونسون في أوائل كانون الثاني المقبل.وفي ظلّ الفراغ الرئاسي ستكون جونسون قائمة بالأعمال في السفارة الأميركية في بيروت إلى حين انتخاب رئيس للجمهورية لتقديم أوراق اعتمادها له.

وبعد التمديد لقائد الجيش تكثفت المساعي لاستكمال الفصل الثاني بتعيين رئيس للأركان في مجلس الوزراء اذا تأمن التوافق على تعيين اعضاء المجلس العسكري، في صدارة الاهتمام السياسي. ووقّع امس رئيس حكومة تصريف الاعمال نجيب ميقاتي المراسيم المتعلقة بترقيات الضباط في الجيش وقوى الأمن الداخلي والأمن العام وأمن الدولة.

اما في تداعيات التمديد لقائد الجيش فاستقبل رئيس مجلس النواب نبيه بري نائب رئيس المجلس النيابي الياس بوصعب الذي اعترض على “الكلام الذي سمعناه بالامس ونسب لرئيس الحكومة وان كان هذا صحيحاً كما يقول رئيس الحكومة بأنه يعتبر وزير الدفاع قد انتهى بالنسبة اليه ولا يستطيع التعاون معه، أريد أن اقول للرئيس ميقاتي: من مسؤولية رئيس الحكومة التعاطي مع كافة الوزراء وأنا أكيد انه لا يقصد الكلام بهذا الشكل، ربما الإعلام ظهره هكذا، أتمنى على رئيس الحكومة توضيح هذا الموضوع، وزير الدفاع موجود بوزارته وهو عضو بالحكومة مثله مثل رئيس الحكومة، اي اذا إنتهى وزير الدفاع بمهامه في وزارته، هذا معناه أن الحكومة انتهت وانتهى رئيس الحكومة بنفس الطريقة، اتمنى على دولة رئيس مجلس الوزراء معالجة هذا الأمر، الكلام بحق وزير الدفاع بهذا الشكل لا يعطي نتيجة، نحن نريد إيجاد طرق لحل المواضيع وليس تعقيدها”.

====

الحوافز للموظفين

على الصعيد الاقتصادي والاجتماعي فاعلن امس الرئيس نجيب ميقاتي “أن الحكومة عازمة على اعطاء الموظفين كل الحوافز المالية، بما يتواءم مع واقع المالية العامة وضرورة الحفاظ على الحد الادنى من الاستقرار المالي والنقدي”. وقال “لقد كنت مبادرا، وقبل أي مطالبة، الى طرح موضوع إعطاء الحوافز المالية للموظفين والعاملين في القطاع العام، وهذا الموضوع لا تراجع عنه، ونحن ملتزمون بسريان مفعول تلك الحوافز بمفعول رجعي إعتبارأ من الاول من شهر كانون الاول الحالي. ونحن في صدد استكمال البحث في طلب المتقاعدين ولاجراء المزيد من المشاورات بشأن الزيادة التي تطالهم”. ولفت الى “ان في إطار قيام الحكومة باتخاذ الإجراءات اللازمة والضرورية لإعادة الإنتظام إلى مختلف المرافق العامة، وفي سبيل تحسين الأداء وتعزيز كفاءة العمل وحث الموظفين على المواظبة على الحضور إلى مراكز عملهم وتأدية مهامهم والقيام بواجباتهم، وبُغية جمع المعلومات الضرورية حول ضبط الحضور والإنصراف، ولتنفيذ نظام يعتمد على وجود بصمة إلكترونية، طلب من كل الإدارات العامة والمؤسسات العامة والبلديات وإتحادات البلديات والمجالس والهيئات إجراء مسح شامل بشأن حاجاتها لآلات بصم إلكترونية، وذلك بحسب النموذج المرفق، على أن يتم إيداعه جانب مكتب وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية المكلف مُتابعة تنفيذ مضمون هذا التعميم”.

Leave A Reply