الجمعة, نوفمبر 22
Banner

الأمم المتحدة تحذر من تزايد خطر المجاعة في غزة «كل يوم»

أكدت لجنة مدعومة من الأمم المتحدة في تقرير نُشر أمس، أن كل سكان غزة وعددهم 2.3 مليون نسمة يواجهون مستويات أزمة جوع، مع تزايد خطر المجاعة كل يوم، فيما قالت منظمة الصحة العالمية إنه لم يعد هناك مستشفيات عاملة في شمال غزة، واصفة مشاهد مرضى متروكين يستجدون الطعام والماء بأنها «لا تحتمل».

وذكر التقرير الصادر عن لجنة «التصنيف المرحلي المتكامل للأمن الغذائي»، أن نسبة الأسر المتأثرة بارتفاع مستويات انعدام الأمن الغذائي الحاد في غزة هي الأكبر المسجلة على الإطلاق على مستوى العالم.

وتدهور الوضع الإنساني في غزة بشكل متسارع منذ إطلاق إسرائيل عملية عسكرية ضخمة في السابع من أكتوبر، مع تدمير القصف العنيف مناطق واسعة من القطاع الساحلي في الأسابيع التالية.

وأوصلت شاحنات تحمل مساعدات من مصر بعض الأغذية والمياه والأدوية، لكن الأمم المتحدة تقول إن كمية الأغذية تساوي 10 في المئة فقط من الكمية التي يحتاج إليها سكان القطاع الذين نزح معظمهم.

من جهتها، أفادت منظمة الصحة العالمية، التابعة للأمم المتحدة، بأنها قادت بعثات إلى مستشفيَين أصيبا بأضرار بالغة هما الشفاء والأهلي في شمال قطاع غزة أمس الأول.

وذكر ممثل منظمة الصحة في قطاع غزة ريتشارد بيبركورن: «طواقمنا تعجز عن وصف الوضع الكارثي، الذي يواجهه المرضى والطواقم الطبية» الذين ما زالوا هناك.

وجاءت تصريحاته فيما تتكثّف الجهود الدبلوماسية الرامية للتوصل إلى هدنة للحرب التي تقول السلطات الصحية في غزة إنها أودت بحياة 20 ألف شخص، 70 في المئة منهم من النساء والأطفال.

وأصبح المستشفى الأهلي آخر المؤسسات الاستشفائية التي لا تزال في الخدمة في شمال قطاع غزة، لكن مديره فضل نعيم أعلن توقف المرفق عن العمل يوم الثلاثاء الماضي، بعد اقتحام الجيش الإسرائيلي له.

وكشفت البعثة التي تقودها منظمة الصحة العالمية أن المستشفى الأهلي الذي كان قبل يومين «مكتظاً بالمرضى الذين يحتاجون إلى رعاية طارئة»، أصبح الآن «هيكلاً فارغاً»، حسبما قال بيبركورن لصحافيين في جنيف عبر رابط فيديو من القدس.

وأضاف: «لم تعد هناك غرف لإجراء عمليات بسبب نقص الوقود والكهرباء والإمدادات الطبية والطواقم الطبية من جراحين ومتخصصين آخرين، وتوقّفت عن العمل بشكل كامل».

ومن بين مستشفيات غزة البالغ عددها الإجمالي 36 مستشفى، هناك تسعة فقط تعمل الآن بشكل جزئي، وكلها في الجنوب.

وتابع بيبركورن: «لم تعد هناك مستشفيات قيد الخدمة في الشمال».

وتعرضت المستشفيات لقصف إسرائيلي بشكل متكرر في غزة منذ اندلاع الحرب.

وأشار بيبركورن إلى أنه رغم أن الهدف من زيارة البعثة يوم الأربعاء كان توصيل الوقود، فإن عدم وجود ضمانات أمنية يعني أنه لا يمكنهم سوى توصيل إمدادات طبية وأدوية، لكن ذلك لم يكن كافياً بحسبه.

وأضاف: «من دون وقود وطواقم وأساسيات أخرى، لن تحدث الأدوية فرقاً، وسيموت جميع المرضى ببطء وبشكل مؤلم».

وقال إنه في المستشفى الأهلي لم يتبق إلا 10 موظفين يفعلون كل ما في وسعهم لتقديم الإسعافات الأولية الأساسية، في حين يلجأ حوالى 80 مريضاً إلى كنيسة في أرض المستشفى وإلى قسم العظام.

من جهته، وصف شون كايسي رئيس بعثات منظمة الصحة العالمية إلى غزة، والذي كان ضمن هذه البعثة الظروف بأنها «لا تصدق».

وفي المستشفى الأهلي، كان الفريق يسير في ساحته فيما كان يسمع صوت إطلاق نار على مقربة من الموقع، حسبما أفاد كيسي صحافيين من رفح في جنوب غزة.

وروى كايسي «في الكنيسة، رأينا مشهدا يفوق الاحتمال»، واصفاً استجداء 30 مريضاً، بينهم أطفال صغار وبعضهم مصابون بجروح خطرة، الماء وليس الرعاية. وأضاف: «حالياً، هو مكان ينتظر فيه الناس الموت». وجدّد الدعوة الملحة بشكل متزايد إلى وقف إطلاق النار للسماح بدخول كميات كافية من المساعدات، وكذلك إجلاء عدد أكبر من المرضى من غزة. ورداً على سؤال حول ما إذا كان الوقت ينفد قال كايسي: «أعتقد أن الوقت فات».

وأوضح: «نحن نتعامل مع بالغين وأطفال يتضورون جوعاً، وفي كل مكان نذهب إليه، يطلب منا الناس الطعام، حتى في المستشفيات… يطلب أشخاص مصابون بجروح تنزف الطعام».

وختم قائلاً: «إذا لم يكن ذلك مؤشراً على اليأس، فلا أعرف ما هو المؤشر».

Follow Us: 

Leave A Reply