الأربعاء, نوفمبر 27
Banner

المستشفيات تعجّ بالمصابين بإنفلونزا الـ H1N1 ومتحوّر جيه.إن.1 الجديد المنتشر في 41 دولة!

على الرغم من الأوضاع المعيشية والاقتصادية الصعبة في البلاد وشح الماديات، الا ان نمط الحياة الإيجابي هو خيار اللبنانيين للحرية والفرح، ونبذ العبودية وعدم الاستسلام للبكاء واليأس والإحباط، او التقوقع داخل زنزانة الشظف. ففي آخر يوم من السنة المنصرمة زحف المواطنون الى أماكن السهر للاحتفال بليلة رأس السنة، وهو طقس مألوف ومتوارث، ويتميز به لبنان على المستوى العالمي والعربي، كذلك الامر بالنسبة للزحمة التي كانت في كل مكان، بدءا من الطرقات التي كانت تعج بالوافدين والمواطنين، وصولا الى مربعات الحفلات، حتى أرصفة المنارة في بيروت اكتظت بشبان احتفلوا على طريقتهم حيث كان الطقس جيدا، اما البيوت فقد انتعشت بالأجواء العائلية رغم سخونة الأوضاع الأمنية جنوبا.

ولكن السمر لم يلغ إمكانية الإصابة بأمراض الشتاء، خاصة تلك التي تنتشر سريعا جراء التجمهر والاختلاط، حيث أن اغلبية هذه الامراض تكون معدية، مما يساعد على انتقالها بين المحتفلين بسهولة. ومن الطبيعي في مثل هذا التوقيت من السنة، ان يتضاعف نشاط فيروس كورونا كغيره من الفيروسات التنفسية الأخرى. لذلك تكون العدوى أكثر قابلية للانتقال بين البشر فتستحكم بالجهاز المناعي، الذي هو عبارة عن شبكة من الخلايا والأنسجة والأعضاء، التي تعمل معا للدفاع عن الجسم وحمايته من الجراثيم التي قد تهاجمه، مثل: البكتيريا والفيروسات التي تسبب له العدوى والأمراض، ومن مهامه مكافحة الجراثيم المسببة للأسقام، كالطفيليات أو الفطريات وإزالتها من الجسم.

متحور جديد جيه.ان.1

وفي الإطار، ظهرت سلالة جديدة من كورونا اعتبرتها منظمة الصحة العالمية أنها الأكثر شيوعا، وأطلقت عليها اسم جيه.ان.1، وأعلنت عن ارتفاع نسبة الإصابة بالمتحور الجديد في جميع انحاء العالم. ونصحت الصحة العالمية بضرورة اخذ اللقاحات لتفادي الإصابة وتخفيف الاعراض، وطالبت بالعودة الى الالتزام بالإجراءات الوقائية، مثل ارتداء الكمامة واستعمال أدوات التعقيم بشكل دائم.

وفي هذا السياق، اشارت تقديرات منظمة الصحة العالمية الى ان الإصابات بالمتحور الفرعي الجديد لكورونا جيه.إن.1 تتراوح بين 39 و59 في المئة من مجموع الحالات في الولايات المتحدة، وذلك حتى تاريخ 23 كانون الاول الفائت. وهذه الزيادة من 15 الى 29 في المئة بناء على ترجيحات مراكز السيطرة على الامراض والوقاية منها حتى 8 كانون الأول. وجرى تسجيل المتحور الجديد في 41 دولة حتى الآن، لكن النسبة الأكثر ظهورا كانت في كل من فرنسا وأميركا وسنغافورة والسويد والمملكة المتحدة وكندا.

ومن جانبها، اوضحت الدكتورة المتخصصة في الصحة العامة والطب العائلي ليا أبو نعوم في لـ “الديار” ان المتحور الجديد “يصيب الجهاز التنفسي، والاعراض التي يشعر بها المصاب تتمثل بالرشح والعطس وارتفاع في درجة الحرارة، وتكسير بالجسم والتهابات في الحلق والسعال الحاد والجاف، وفقدان حاستي الشم والتذوق، وهو خطر على الأشخاص المصابين بأمراض مزمنة لا سيما فئة كبار السن”.

واضافت: “يعد هذا المتحور ضعيفا، لكنه سريع الانتشار ويتمسك بالخلية بشكل اقل، ولكن بما اننا في فصل الشتاء فسيكون هناك إصابات بالأنفلونزا والفيروس، لذلك يمكن تناول المضادات الحيوية في علاج المتحور الجديد لتلافي انتقال المرض”.

الإصابات تخطت المئة!

واشارت أبو نعوم الى “ان اعداد المصابين بفيروس H1N1 كبيرة، وهو نوع من أنواع الانفلونزا، وعوارضه مشابهة للرشح ونزلات البرد تماما، مشيرة الى ان الإصابات تخطت المئة في اليوم الأول من العام الجديد. وهناك بعض الإصابات غير المؤكدة بالمتحور الفرعي الجديد لكورونا”. وتابعت “يحمل الشتاء عادة امراضا موسمية، خصوصا الانفلونزا التي يطلق عليها H1N1، وهي منتشرة حاليا على نطاق واسع، خاصة بعد وصول المغتربين والسياح الاجانب الى لبنان الذين أتوا لتمضية فترة الأعياد. لذلك يجب اخذ الإجراءات الطبية اللازمة للوقاية من المرض وللتخفيف من شدّته”.

المدة الزمنية للمرض

وأوضحت أبو نعوم “ان فترة حضانة الفيروس قد تصل الى 7 أيام، وقد يصاب شخص بالفيروس دون ظهور اعراض عليه، وبالتالي ينقل العدوى الى الآخرين”.

طرق الوقاية اهم من العلاج

وتطرقت الدكتورة سما الحمصي المتخصصة بطب الاطفال الى طرق الوقاية، فقالت: “ان فيروس H1N1 مرض تنفسي شديد العدوى، لذلك فإن الالتزام بالإرشادات الطبية يبقى الطريقة المثلى والأكثر امانا لتجنّب المرض”. واردفت “يمكن للبالغين الحصول على لقاحات عن طريق الحقن، في حين تتوافر بخاخات الانف المخصصة للأطفال الذين تزيد أعمارهم على 6 أشهر”.

كيف يمكن تلافي الإصابة بهذا المرض خلال فصل الشتاء؟

وفقا للطبيبتين ليا أبو نعوم وسما الحمصي فان التدابير الوقائية الواجب اتخاذها لتفادي الإصابة هي:

– توقّي لمس العينيين والانف والفم بأيد غير نظيفة.

– ينبغي غسل اليدين بانتظام، وفي حالة عدم توافر الماء والصابون يمكن استخدام معقم اليدين بدلا من ذلك.

– من المستحسن تغطية الفم اثناء السعال او العطس، فإذا تلوثت اليدين برذاذ العطاس فيفضل غسلهما بالماء والصابون، كما من المحبّذ تعقيم الاسطح قبل لمسها.

– ضرورة المحافظة على مسافة اجتماعية بين المصاب والآخرين، خاصة في الأماكن المزدحمة والضيقة واثناء موسم الانفلونزا.

– يجب التحقق من الاعراض لأخذ العلاجات المناسبة.

ندى عبد الرزاق – الديار

Follow Us: 

Leave A Reply