يخبأ لنا العام الجديد، 2024، الكثير من الأحداث الفلكية التي يمكن رؤيتها بالعين المجردة، ومنها المذنبات، والكويكبات الكبيرة، والخسوف القمري، والأمطار النيزكية.
تحدثت وكالة “سبوتنيك” مع العلماء عن هذه الأحداث والأسرار التي ستكشفها لنا السماء في عام 2024.
المذنبات الذيلية
في أبريل/ نيسان 2024، سيقترب المذنب “12بي/بونسا-بروسكا” من الشمس ويتوهج مثل نجم من الدرجة الرابعة.
ويشرح عالم الفلك، ستانيسلاف كوروتكي، من مرصد “نيجني أرخيز”، قائلا: “هذا مشابه لسديم المرأة المسلسلة (سميت على اسم المرأة المسلسلة من الأساطير اليونانية، وتسمى سديم حلزوني طبقا لشكلها المميز واعتبرت واحدة من تكوين مجرتنا مجرة درب التبانة). مثل هذه الأجسام مرئية للعين المجردة على خلفية سماء مظلمة”.
من المتوقع حدوث الحدث الأكثر غرابة، في شهري سبتمبر/ أيلول وأكتوبر/ تشرين الأول، حيث سيقترب المذنب “تزيتسينشان-أطلس”، الذي تم اكتشافه قبل عام، من الأرض. وفقا للحسابات، فإن سطوعه سيصل إلى الدرجة الأولى.
وأضاف العالم الفلكي: “قد يشتعل المذنب ويكون مشابهًا لكوكب الزهرة، هذا نادرًا ما يحدث على أراضينا، وهناك احتمال أن يصبح الأكثر إضاءة في العشرين عامًا الماضية. ويمكن رؤية الذيل في المساء في الجزء الجنوبي والجنوبي الغربي من الأفق”.
ويقول ليونيد يلينين، عالم الفلك من معهد “كيلديش” للرياضيات التطبيقية التابع للأكاديمية الروسية: “لسوء الحظ، لن تكون ظروف المراقبة هي الأفضل. ولكن من وجهة نظر التصوير الفلكي، من المتوقع التقاط صور فوتوغرافية ملونة مذهلة”.
ووفقا للحسابات، في 20 يناير/ كانون الثاني، سيحلق المذنب “بي/2011 نو1” (يلينين)، وهو أول مذنب اكتشفه العلماء الروس، على مسافة دنيا من الأرض. وقد رصده ليونيد يلينين، ويحمل اسمه، في ديسمبر/ كانون الأول 2010. وفي أغسطس/ آب 2011، دمرت نواة المذنب أثناء تحليقه حول الشمس. لم يكن من الممكن العثور على المذنب لفترة طويلة.
ويوضح العالم أن “المشكلة هي أننا لا نعرف مداره جيدا بما فيه الكفاية، وحتى الآن لم يتم رصد المذنب في مظهره الجديد. وربما يكون إما “متأخرا” أو “أقل نشاطا مما توقعنا”. وبحث عنه لفترة طويلة باستخدام تلسكوب قطره 40 سم.
وكتب يلينين على “تلغرام”: “أظن أن المذنب كان نشطًا بشكل ضعيف وكان لمعانه أقل بكثير مما تم حسابه، مما يعني أنه ربما تم اكتشافه من قبل شخص ما، ولكن تم الخلط بينه وبين كويكب. هذا ما حدث”.
وبالعودة إلى 17 أكتوبر/ اتشرين الأول، اكتشف تلسكوب “Pan-STARRS 1” جسمًا جديدًا بسطوع 22.5 درجة، وبعد ذلك رصده تلسكوب “Pan-STARRS 2” بسطوع 21.8 درجة. ويعتقد ليونيد يلينين أن هذا هو مذنبه.
وأكد يلينين: “لا يوجد “رابط” رسمي حتى الآن، نحن في انتظار تعميم، ولكن هذا هو بالتأكيد”.
الكويكبات
وفقا للتقويم الفلكي الذي جمعه عالم الفلك، ألكسندر كوزلوفسكي، فإن ألمع الكويكبات سيكون “فيستا” (في يناير/ كانون الثاني) و”سيريس” (يوليو/ تموز).
وقال يلينين: “سيريس، هو أول كويكب تكتشفه البشرية. منذ خريف عام 2006، تم اعتباره كوكبًا قزمًا. إنه أمر مثير للاهتمام لأنه لا يزال يحتفظ بالجليد المائي البكر، أي تلك المياه المتجمدة التي يمكن أن تكون قد تشكلت منها محيطات الأرض منذ فترة طويلة. فيستا، هو أكبر كويكب في الحزام الرئيسي. منذ عدة سنوات، تمت دراسة كلا الجسمين بواسطة محطة داون الآلية بين الكواكب. بالنسبة لنا، هذه الأجرام السماوية ليست خطيرة على الإطلاق”.
ويواصل العالم أننا ننتظر أيضًا اقترابًا وثيقًا من كويكب كبير “(415029) 2011UL21″، والذي يمكن أن يتجاوز قطره كيلومترين.
ويخلص الفلكي بالقول: “سيقترب من الأرض في 27 يونيو/ حزيران على مسافة 6.5 مليون كيلومتر. هذه مسافة آمنة، لا داعي للقلق. ولكن هناك دائما خطر اكتشاف جسم خطير حقا فجأة، نحن لسنا في مأمن من هذا”.
وفقا للعالم ستانيسلاف كوروتكي، في 5 نوفمبر/ تشرين الثاني، سيقترب جرم كبير إلى حد ما، يبلغ حجمه خمسة كيلومترات، “1998TU3″، من الأرض. ومع ذلك، فإنه سوف يحلق أيضًا على مسافة آمنة – على مسافة عدة عشرات من المدارات القمرية. لمراقبتها ستحتاج إلى تلسكوب يتراوح طوله بين عشرة وخمسة عشر سنتيمترًا.
أربعة خسوفات
سيكون هناك أربعة خسوفات هذا العام. اثنان منهم – قمري – سيكونان مرئيين على الأراضي الروسية.
أول خسوف شبه ظلي للقمر في 25 مارس/ آذار، وسيكون مرئيًا بشكل خافت وفقط في الشرق الأقصى. وسيحدث كسوف جزئي آخر في الفترة من 17 إلى 18 سبتمبر، ويمكن مشاهدته في الجزء الأوروبي من البلاد، ولكنه منخفض فوق الأفق.
ويوضح كوروتكي أن “خسوف القمر يحدث عندما يمر ظل الأرض عبر قمرها. وكلا الحدثين لن يكونا مرئيين في الظروف المثالية، فمراحل الخسوف صغيرة”.
وسيكون هناك أيضًا قمر عملاق في 18 سبتمبر و17 أكتوبر. سيكون القمر، الذي يمر في الحضيض – نقطة المدار عند أدنى مسافة من الأرض، ساطعًا وكبيرًا قدر الإمكان هذه الأيام.
سيحدث كسوفان للشمس يومي 8 أبريل، و2 أكتوبر، الأول سيكون كاملا وسيُشاهد في أمريكا الشمالية.
ويوضح الفلكي: “هذا أحد أفضل الكسوفات في السنوات العشر الأخيرة من حيث الرؤية. ستختفي الشمس لمدة 4.5 دقيقة”.
أما الكسوف الشمسي الثاني فسيكون حلقيا، وسيمر شريط الظل عبر أمريكا الجنوبية والشمالية والقارة القطبية الجنوبية.
الأمطار النيزكية
وفقا للحسابات، فإن الأمطار النيزكية ستصل إلى أقصى قوة لها ظهر يوم 4 يناير، وفي هذا الوقت لا يمكن رؤيته بالعين المجردة، لكن بالنسبة لسكان شمال روسيا، حيث أصبح الليل قطبيًا الآن، فإن الأمطار النيزكية ستسعدهم على مدار الساعة.
ومن المتوقع هطول الأمطار النيزكية القادمة في نهاية الصيف، وستكون بأقصى قوة في 12 أغسطس، من الساعة الرابعة إلى السابعة مساءً.
ويحذر كوروتكي: “عند مراقبة زخات الشهب، من المهم أن نأخذ في الاعتبار مرحلة القمر. إذا كان ساطعًا، فسوف ينير السماء”.
وأضاف عالم الفلك: “يمكن أن يصل التدفق إلى مئة نيزك في الساعة”.
اقترانات واحتجابات الكواكب والنجوم
يقول ستانيسلاف كوروتكي: “في الشتاء والربيع، ستكون هناك سلسلة كاملة من الاقترانات مع المريخ. إنه يسافر عبر السماء لفترة طويلة، ويغطي مسافات طويلة، ويلتقي بكواكب مختلفة”.
سيحدث الاقتران الأول في 21 يناير، حيث سيكون المريخ قريبًا من عطارد في كوكبة القوس، لكن رؤيتهما ستكون ضعيفة، وفقط عند الفجر. وسيزور المريخ كوكب الزهرة بعد ذلك في 22 فبراير/شباط، وفي 10 أبريل، سيكون بجوار زحل على خلفية كوكبة الدلو وفي 29 أبريل، عند الفجر، يجب أن تتوقعه بالقرب من نبتون على خلفية كوكبة الحوت.
هذا النشاط للمريخ ليس صدفة
ويوضح الفلكي: “إنه يستعد للمواجهة ليصبح كوكبا أحمر ساطعا نهاية العام. وستكون المسافة بينه وبين الأرض في حدها الأدنى”.
هذا العام ليس الأفضل لمراقبة عطارد والزهرة، لكن كوكب المشتري سيكون حدثا حقيقيا – من أغسطس وحتى نهاية العام سيكون مشرقا للغاية. يعد شهر يونيو إلى ديسمبر/ كانون الأول، هو الوقت المناسب لمشاهدة زحل، بينما لا يمكن رؤية أورانوس ونبتون إلا باستخدام تلسكوب أو منظار قوي لأن هذه الكواكب بعيدة جدًا.
بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يحجب القمر كوكب زحل في 21 أغسطس. يقول كوروتكي: “سنرى كيف ستختفي الحلقات أولاً، ثم الكوكب بأكمله، تحت القرص القمري”.
في المجموع، في عام 2024، سيكون هناك خمسون احتجابًا قمريًا للكواكب والنجوم الساطعة.
Follow Us: