كتبت صحيفة “اللواء”: اتسعت حرب الاغتيالات الامنية في عموم النقاط الساخنة في الشرق الاوسط بين المحور الاسرائيلي- الاميركي- الغربي والمحور الايراني مع مجموعات الحركات المقاتلة سواء في غزة او لبنان او العراق، وصولا الى باب المندب في اليمن، ومسألة المخاطر التي تهدد التجارة الدولية في ضوء ضرب «الحوثيين» للسفن التي تتعامل مع الاحتلال الاسرائيلي..
واذا كان لكل جبهة من الجهات حساباتها بالضربات او الانكفاءات او التصعيد، فالثابت ان الولايات المتحدة قررت الرد على طريق اسرائيل، عبر اغتيالات للشخصيات النافذة او المتهمة بالوقوف وراء الهجمات، مع خصوصية لكل من غزة ولبنان.
وعلى هذا الصعيد، استعملت ادارة الرئيس جو بايدن ارسال كبير مستشاريه لشؤون امن الطاقة آموس هوكشتاين الى اسرائيل ولبنان لاحتواء التصعيد الذي يلوح في الافق بعد الخرق الاسرائيلي الخطير بالاقدام الثلاثاء الماضي على اغتيال القيادي الكبير في حركة حماس الشيخ صالح العاروري وعدد من رفاقه، الذي شيعتهم بيروت الى مثواهم الاخير امس، وسط دعوات للرد على الجرائم المتمادية لاسرائيل.
وابلغ مستشار الرئيس بايدن لشؤون الشرق الاوسط بريت ماك غورن وزير الخارجية والمغتربين عبد الله بوحبيب الذي التقاه في البيت الابيض، ان ايفاد آموس هوكشتاين على وجه السرعة هو لاحتواء التصعيد في لبنان والمنطقة.
وفي تل ابيب، أسمع وزير الدفاع الاسرائيلي يوآف غالانت المبعوث الاميركي آموس هوكشتاين ان النافذة الزمنية لحل سياسي مع حزب الله قصيرة، واسرائيل ملتزمة بتغيير الوضع الامني عند الحدود الشمالية.
وحسب معلومات «اللواء» من مصدر واسع الاطلاع، فان الموقف اللبناني واضح لجهة اولوية وقف الحرب في غزة، وكنتيجة طبيعية في الجنوب، قبل البحث بأي امر آخر.
وقال المصدر: ليس بامكان هوكشتاين نقل رسائل اسرائيلية بعد عملية الخرق الكبيرة للقرار 1701، باستهداف الضاحية الجنوبية الثلاثاء الماضي.
وكشفت مصادر ديبلوماسية ان لبنان لم يتسلم اي نصوص او مقترحات إسرائيلية مدونة من خلال الولايات المتحدة الأميركية او فرنسا او اي دولة عربية بخصوص ترتيبات محددة لتهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية واعادة الاوضاع إلى طبيعتها، استنادا إلى القرار الدولي رقم١٧٠١ ،واكدت ان كل ما ينقل إلى لبنان من خلال الاتصالات والمساعي المباشرة مع بعض مسؤولي وسفراء هذه الدول، التشاور وبذل المساعي لاستيعاب التدهور الحاصل على الحدود اللبنانية الجنوبية بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي، ومنع توسع الحرب الحرب الإسرائيلية على قطاع غزّة باتجاه لبنان كله.
واشارت المصادر الى ان لبنان لم يتبلغ بعد اي موعد لزيارة أموس اوكشتاين إلى لبنان، بعدما وصل الى إسرائيل مؤخرا، خلافا لكل ما تردد بهذا الخصوص في بعض وسائل الإعلام، ربما لاستكمال لقاءاته مع المسؤولين الإسرائيليين والاخذ بعين الاعتبار المستجدات والتبدلات التي طرأت على مهمته، بعد عملية طوفان الأقصى وانفجار الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية الجنوبية، ولم يعد ممكنا الخوض في إزالة الخروقات والخلافات على الحدود الجنوبية اللبنانية مع الجانب الاسرائيلي والبحث بترسيم الحدود كما كان مرتقبا، قبل التوصل إلى وقف الحرب الإسرائيلية على غزّة ووقف الاشتباكات الدائرة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على الحدود الجنوبية.
واعتبرت المصادر ان هناك استحالة لاستئناف مهمة هوكشتاين من حيث وصلت إليه سابقا، في ظل الاشتباكات المتواصلة بين حزب الله وقوات الاحتلال الإسرائيلي على طول الحدود اللبنانية الجنوبية، وقد تم إبلاغ هذا الموقف للجانب الاميركي خلال اللقاء ألذي جمع وزير الخارجية عبدالله ابو حبيب مع المستشار الرئاسي الاميركي بريت ماكورغ في البيت الابيض، وتم التركيز على وجوب وقف اطلاق النار نهائيا في قطاع غزّة،ومن ثم تهدئة الاوضاع على الحدود الجنوبية اللبنانية، والتدخل الاميركي المطلوب مع إسرائيل للالتزام بتطبيق القرار ١٧٠١، ووقف خرقه ومن ثم الانتقال إلى البحث في نقاط الخلاف على الحدود والبحث بامكانية ترسيمها بوساطة اميركية.
وستشكل الاطلالة الثانية للسيد حسن نصر الله الامين العام لحزب الله بعد ظهر اليوم، خلال 48 ساعة فرصة للاجابة عن تساؤلات سواء حول ما حصل، وما يتعين فعله لمواجهة المخاطر المماثلة.
اليونيفيل للتعاون
وفي اطار السعي الى التخفيف من وطأة التصعيد، زار القائد العام لقوات اليونيفيل في الجنوب آرولدو لازارو كُلّا من الرئيسين نبيه بري ونجيب ميقاتي، داعيا للتعاون من اجل تسهيل مهمة اليونيفيل في الحط من الخسائر، ومنع استهداف المدنيين.
الوضع الميداني
ميدانياً، اشتد الوضع الجنوبي تأزماً مع سقوط 9 شهداء وعدد من الجرحى وتدمير منازل واحراق اشجار، مما دفع المقاومة للرد بصواريخ بركان التي اطلقت على المستوطنات ومواقع الاحتلال هناك..
ونفذت مسيرة اسرائيلية معادية قرابة الحادية عشرة الاربع غارة ثانية على مارون الراس حيث استهدفت الطرف الشرقي لحديقة المدينة. ايضا، استهدف الجيش الاسرائيلي منطقة الطراش جنوب غرب بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي.
واستهدفت المدفعية الاسرائيلية المعادية بالقذائف الفوسفورية معتقل الخيام. واستهدف جيش العدو الاسرائيلي منطقة بركة الغربية جنوب غرب بلدة ميس الجبل بالقصف المدفعي. كما سجلت غارات جوية على بلدة يارون وأطراف مارون الراس. وسُجل عدد من الغارات بواسطة مسيرة استهدفت محيط عيتا الشعب.
واعلنت «المقاومة الاسلامية» عن استهداف مجاهدي المقاومة «دعماً لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، من صباح امس تموضعًا لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا بالأسلحة المناسبة وحققّوا فيه إصابات مباشرة». واستهدف حزب الله ايضا «نقطة الجرداح بالأسلحة المناسبة وحقّق فيها إصابات مباشرة». واعلن «اننا استهدفنا عند الساعة 11:20 من قبل ظهر اليوم تجمعًا لجنود العدو الإسرائيلي في المطلة بالأسلحة المناسبة وحقّقنا فيه إصابات مباشرة».
واستهدفت قوة القناصة في المقاومة الإسلامية عند الساعة 04:00 من عصر يوم الخميس 4-1-2024 التجهيزات التجسسية في موقع مسكاف عام وأصابتها بدقة ما أدى إلى تدميرها بشكل كامل».
وقال الاعلام الاسرائيلي المعادي ان حزب الله أطلق صاروخاً مضاداً للدروع تجاه «المطلة» وأصاب مبنى داخلها.
تشييع العاروري
وفي استعادة لمشاهد السبعينيات من القرن الماضي، شيع الآلاف من الفلسطينيين واللبنانيين جثمان رئيس المكتب السياسي في «حماس» صالح العاروري ورفيقيه الذين قضوا في استهداف مكتب تابع للحركة في الضاحية الجنوبية.
وصلي على الجثامين، عصر أمس ، في مسجد الامام علي في الطريق الجديدة في بيروت وأمّ المصلين ممثل مفتي الجمهورية أمين عام الفتوى الشيخ أمين الكردي الذي ألقى كلمة للمناسبة، في حين إحتشدت الجموع التي توافدت من مختلف المخيمات الفلسطينية في لبنان خارج المسجد رافعة الاعلام الفلسطينية ورايات الفصائل الفلسطينية وعلى رأسها حركتي حماس والجهاد بالاضافة الى صور الشهداء.
وبعد انتهاء الصلاة، نقلت سيارات تابعة للهلال الاحمر الفلسطيني النعوش التي تحوي الجثامين وسط صيحات الغضب واطلاق مكبرات الصوت للاناشيد الثورية، ترافق ذلك مع إطلاق نار كثيف في الهواء غطى سماء المنطقة.
واتجهت مسيرة التشييع صوب مدافن الشهداء في شاتيلا حيث ووري الجثامين في الثرى وسط استمرار اطلاق النار بكثافة.