كتبت صحيفة “نداء الوطن”: التّصعيد الميدانيّ الذي شهدته قرى جنوب لبنان، طوال يوم أمس الأحد، خطفت الأنظار منه، حالة البلبلة التي شهدها مطار رفيق الحريري الدولي، عصراً، بعد القرصنة الإلكترونية التي طالت شاشات المغادرة والوصول، فأربكت الإدارة والركّاب ومعهم جدول الرحلات.
فبعدما ظهرت على شاشات المطار، رسائل تطالب بتحريره من قبضة “دويلة حزب الله” والحؤول دون توريط البلاد في حرب، تعطّل نظام تفتيش حقائب المسافرين، ما أحدث هرجاً ومرجاً في صفوف المغادرين من لبنان والواصلين إليه، لتعلن إدارة المطار أنّ فصيلة التفتيشات في قوى الأمن الداخلي لجأت إلى خطة بديلة لإبقاء الحركة طبيعية فيه.
وضجّت مواقع التواصل الإجتماعي، إمّا سخرية أو انتقاداً، بهذا الحدث، الذي اعتبر النائب فؤاد مخزومي أنّه أمرٌ مستنكرٌ ومرفوضٌ، واختراقٌ أمنيٌ فاضحٌ لأمن المطار وسلامة المسافرين.
أمّا النائب وضّاح الصّادق فرأى أنّ التعيينات السياسية والفساد، أوصلت المطار إلى الحضيض، فيما قال النائب الياس حنكش أنّ ما حصل “يؤكّد المؤكّد مرّة أخرى: لبنان بحاجة لمطار ثانٍ (مطار حامات)”.
الجنوب في مرمى القصف
وبالتزامن مع الهجوم السيبرانيّ في المطار، كثّف الجيش الإسرائيلي يوم أمس، القصف المدفعيّ والجويّ، على غالبية القرى الجنوبية، وألقى القنابل الفوسفورية المحرّمة دولياً على الخيام وكفركلا.
في المقابل، أعلن “حزب الله” استهداف عدد من المواقع الاسرائيلية، منها الرادار والمنارة والمالكية والمطلّة، اضافة الى قصف سلسلة من الثكنات العسكرية، وبينها “ثكنة زرعيت” التي استهدفها بصاروخ بركان.
وفي سياق التهديدات الإسرائيلية المتواصلة، دعا رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو “الحزب” الى أخذ العِبَر ممّا حصل مع حركة “حماس” في غزة.
أمّا رئيس أركان الجيش الإسرائيلي هرتسي هاليفي، فأكد أنّ الجيش يعمل على تفكيك منظومة صواريخ أرض – جو التابعة لـ “حزب الله” ويكبّده “ثمناً باهظاً”، وسيخلق “واقعاً جديداً في الشمال ويعيد الأمن للسكان حتى لو تطلب الأمر فتح جبهة إضافية”.
جولة بوريل
في الغضون، كانت التطوّرات على الجبهة الجنوبية مدار بحث بين قائد الجيش اللبناني العماد جوزاف عون والممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية جوزيب بوريل، قبيل توجّه الأخير الى المملكة العربية السعودية.
وفي تعليق غير مباشر على زيارة بوريل الى بيروت والمواقف التي أطلقها من لبنان، أكّد نائب الأمين العام لـ”حزب الله” الشيخ نعيم قاسم أنّ “جبهة لبنان ردّة فعل، ولا مجال للحديث عن إيقاف الحرب الدفاعية لأنّ الحرب الموجودة الآن هي نتيجة الحرب على غزة”.
في وقت، قال النائب محمد رعد، إنّه لا مجال للبحث في أيّ أمرٍ يطرحه الموفدون الى لبنان، “إلّا إذا نجحوا في الضغط على العدوّ من أجل أن يوقف عدوانه على غزة ولبنان”.
الراعي: الموازنة ظالمة
البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي، الذي ترأس قداس “يوم السلام العالمي” في بكركي، جدّد رفضه لتمدّد الحرب إلى لبنان، ودعا الجميع الى التقيّد بالقرار 1701.
واعتبر الراعي، من جهة أخرى، أنّ مشروع الموازنة ظالم بحقّ الشعب اللبنانيّ، ودعا الى تعديله والحدّ من أضراره، معتبراً أنّه بغياب رئيس الجمهورية يسود الفلتان.
عودة ينتقد النوّاب
أمّا متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عودة، فتساءل في عظة الأحد: “ألم يدرك مجلس النواب أنّ تقاعسه عن انتخاب رئيس يساهم في تفكّك هذا البلد وفي تيئيس المواطنين وتهجيرهم، وفي جعل البلد عرضة للتطاول عليه وانتهاك سيادته؟”.
يومٌ دامٍ في غزة
في قطاع غزة، ارتفعت حصيلة ضحايا الحرب الإسرائيلية، التي دخلت شهرها الرابع، إلى 22835 قتيلاً و58416 مصاباً، و8000 مفقود تحت الأنقاض.
ويوم الأحد، شهد فصلاً جديداً من مآسي مراسل “الجزيرة” وائل الدحدوح، الذي قتل نجله الصحافي حمزة، مع زميله مصطفى ثريا، وذلك بعدما خسر الدحدوح زوجته واثنين من أبنائه وحفيده في قصف إسرائيلي في الأسابيع الأولى من الحرب.
كما قتل سبعة فلسطينيين، بينهم اربعة أشقاء، جرّاء قصف جوّيّ استهدفهم في جنين بالضفة الغربية، خلال عملية للقوات الإسرائيلية.
لقاءات سياسية
في الغضون، واصل وزير الخارجية الاميركية أنتوني بلينكن جولته الاقليمية، حيث التقى الملك الأردني عبدالله الثاني في عمّان، قبل أن ينتقل الى الدوحة حيث ناقش التطورات في غزة مع أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني ورئيس الوزراء محمد بن عبد الرحمن آل ثاني.
وفي ختام لقاءاته في العاصمة القطرية، حذّر بلينكن، في مؤتمر صحافي، من أن الحرب بين إسرائيل وحركة حماس قد “تنتشر” وتهدّد الأمن في كل أرجاء الشرق الأوسط.