كتبت صحيفة “الشرق”: لا يزال التوتر سيد الموقف على الحدود اللبنانية الجنوبية، وسط استمرار الاحتلال الصهيوني في استهداف القرى الحدودية بالغارات والقذائف الفوسفورية، ملحقة اضرارا في الارواح والممتلكات،في المقابل ردت المقاومة باستهداف مواقع العدو ومراكز تجمعات جنوده محققة اصابات مؤكدة بين صفوفهم.
فقد نفذت مسيرة اسرائيلية قرابة العاشرة والربع صباحا، غارة على سيارة من نوع رابيد على طريق محلة الدبشة في بلدة خربة سلم في قضاء بنت جبيل مطلقة باتجاهها صاروخا موجها ما ادى الى جنوحها جانب الطريق واحتراقها، وحضرت الى المكان فرق من الاسعاف والاطفاء من الدفاع المدني وكشافة الرسالة الاسلامية والصليب الاحمر وعملوا على اخماد النيران، واستشهد المسؤول الميداني في حزب الله وسام الطويل الملقب بـ»جواد»، وشخص ثان في الغارة.
وقد اصدر حزب الله بياناً نعى فيه «الشهيد المجاهد القائد وسام حسن طويل «الحاج جواد» من بلدة خربة سلم في جنوب لبنان، والذي ارتقى شهيداً على طريق القدس.. واشارت وسائل اعلام إسرائيلية الى ان الطويل هو المسؤول عن إطلاق الصواريخ على القاعدة الجوية ميرون يوم السبت، وسجل قصف لبلدة عديسة بالقذائف الفوسفورية. واستهدف القصف الإسرائيلي مؤسسة تجارية على طريق العديسة، وأدى إلى اندلاع النيران فيها. وقد عملت فرق الدفاع المدني من مركز «الطيبة» على اخماد الحريق.
وتعرضت مزرعة مواشي في أطراف الوزاني لقصف مدفعي. واستهدف الجيش الاسرائيلي رويسة حولا عند اطراف بلدتي حولا وميس الجبل بالقصف المدفعي. وطال قصف مدفعي جبل بلاط ومروحين وأطراف بيت ليف وعيتا الشعب، وبعد الظهر افيد عن قصف مدفعي مباشر على أطراف بلدتي الضهيرة وعلما الشعب، متزامنا مع تحليق مكثف للطيران الاستطلاعي غير الاعتيادي فوق قرى قضاء صور والساحل البحري، ونفذت مسيرة اسرائيلية غارة بين بلدتي الضهيرة ويارين – قرب الجسر، وحلق الطيران الاستطلاعي بكثافة فوق قرى القطاعين الغربي والاوسط، وبخاصة فوق القرى والبلدات الجنوبية المتاخمة للخط الازرق.
وافيد عن قصف مدفعي اسرائيلي استهدف أطراف منطقة الطباسين في الناقورة. كما استهدفت مسيرة معادية منزلا قرب الجامع في بلدة الضهيرة. وصباحا قصفت مدفعية الجيش الإسرائيلي، بالقنابل الفوسفورية باب ثنية في الخيام. في المقابل، اعلن حزب الله انه استهدف «موقع حدب البستان بالأسلحة المناسبة وحقق فيه إصابات مباشرة».
كما اعلن استهداف «موقع رويسات العلم في مزارع شبعا اللبنانية المحتلة بالأسلحة المناسبة وتحقيقه فيه إصابات مباشرة».
كما اعلن الحزب استهدافه عند الساعة 15:45 من بعد الظهر «تجمعا لجنود العدو الإسرائيلي في شتولا بالأسلحة المناسبة وأوقعوا أفراده بين قتيل وجريح»، واشارت إذاعة الجيش الإسرائيلي الى إصابة جندي جراء إطلاق صاروخ مضاد للدبابات على منطقة جبل دوف على الحدود مع لبنان.
وافادت هيئة البث الإسرائيلية عن إصابة إسرائيليين أحدهما جندي بجراح جراء قصف من جنوب لبنان.
وكان الجيش الإسرائيلي قد صعد خلال الليل الفائت من اعتداءاته، فأغار منتصف الليل على أطراف بلدة عيتا الشعب، ونفذ غارتين على أطراف موقع الراهب وعيتا الشعب، وغارة على الاودية المحيطة ببلدتي القوزح وبيت ليف في القطاع الاوسط. كما نفذ غارات وهمية فوق بلدة تبنين واخترق جدار الصوت على مستوى منخفض جدا، ما أدى الى تكسير زجاج عدد من من المنازل وواجهات المحال التجارية،وبعد منتصف الليل، أغار الطيران الحربي المعادي على الأودية المجاورة لبلدات رامية والقوزح ودبل. كما أطلق القنابل المضيئة طيلة الليل الفائت فوق القرى والبلدات في القطاعين الغربي والاوسط وصولا الى مشارف مدينة صور.
في الجو، أطلق الجيش الإسرائيلي ما وصفه بأنه أكبر منطاد مراقبة من نوعه في العالم، وهو بالون عملاق للرصد والتجسس والتصدي للتسلل، سماه Sky Dew أو «ندى السماء» وخصصه للتمركز على الحدود الشمالية، للكشف عن مختلف التهديدات القادمة من الجنوب اللبناني، وأهمها ما يطلقه حزب الله من مسيّرات وصواريخ على أنواعها، للتحذير الاستباقي منها، وفقا لما ورد عنه بوسائل إعلام إسرائيلية عدة، منها موقع The Times of Israel الناشر مواده بالعربية والإنجليزية.
المنطاد الذي ظهر للعيان السبت لأول مرة، وسط احتدام في الاشتباكات بين إسرائيل وحزب الله، هو أبيض اللون، طوله 117 مترا «ووزنه آلاف الكيلوغرمات» وشاركت تل أبيب وواشنطن بتطويره كمنظومة للمراقبة، وجاءت فرق أميركية خاصة إلى إسرائيل لنفخه وتجميع الأجزاء داخله على مدى سنوات، وحين يصبح صالحا بالكامل للتحليق، سيكون بإمكانه القيام بدوريات فوق منطقة المثلث الحدودي مع لبنان وسوريا والأردن «ومن مسافة تمتد مئات الكيلومترات في عمق أراضي هذه الدول».