شيّع حزب الله وجمهور المقاومة في بلدة خربة سلم الجنوبية، الشهيد القائد الحاج وسام حسن طويل (الحاج جواد)، وذلك بمسيرة حاشدة انطلقت من أمام منزله، شارك فيها الشيخ علي جابر ممثلاً الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، وعضو المجلس المركزي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، والنواب: حسن عز الدين، حسين جشي، أمين شري، الوزير السابق محمد فنيش، مسؤول منطقة جبل عامل الأولى في حزب الله عبد الله ناصر، وعدد من العلماء والفعاليات والشخصيات وعوائل الشهداء، وحشود غفيرة من الأهالي الذين تقاطروا من مختلف البلدات المجاورة لبلدة خربة سلم.
وعند ساحة البلدة، أقيمت المراسم التكريمية للشهيد القائد، حيث حمل نعشه الطاهر الذي لُفّ بعلم حزب الله على أكتاف ثلة من المجاهدين، وساروا به نحو المنصة الرئيسية على وقع عزف موسيقى كشافة الإمام المهدي، ومن ثم، كان القسم والبيعة بمتابعة طريق الجهاد والمقاومة، وصلاة على الجثمان الطاهر، وكلمة باسم المقاومة ألقاها الشيخ قاووق قال فيها، من خربة سلم أرض المقاومين الأوائل والمجاهدين والشهداء الذين هشموا جبروت الإحتلال الإسرائيلي، من قلعة آية الله السيد عبد المحسن فضل الله ومن البلدة التي أحبها السيد عباس الموسوي وأحبته، نزف اليوم وبكل فخر الشهيد القائد الجهادي رجل الانتصارات الحاج جواد، وهو من أسرة عامرة بالإيمان والجهاد والعطاء والتضحية والجراح والشهادة.
وأضاف: الحاج جواد قائد شجاع عاشق للجهاد والمقاومة، ما غادر ميادين وساحات القتال على مدى ثلاثين عاماً، وهو من أبطال العمليات الأولى ومن قادة العمليات الأخيرة، وهو من صناع التحرير في العام 2000، ومن أبطال عملية الأسر عند بوابة شبعا سنة 2000، ومن أبطال عملية الأسر في خلة وردة عام 2006، وفي حرب تموز كان من أبرز صناع الانتصار الإلهي، وفي سوريا كان يشكر الله تعالى على عظيم منّه عليه أن وفقه للمشاركة في محاربة داعش والتكفيريين ونيل شرف المساهمة في الدفاع عن حرم مولاتنا زينب وحرمات آل بيت المصطفى محمد (ص).
وتابع: الحاج جواد نذر حياته للمقاومة، فكانت حياته مقاومة، بل كانت المقاومة حياته، ونال كل الأوسمة، مجاهد شجاع مقدام، فهو جريح منذ العام 1996، أي أنه حمل جراحه 28 سنة، وشارك في اقتحام المواقع، وكان أول موقع يشارك في اقتحامه موقع رشاف في العام 1996، ولأجل البطولات التي شارك فيها ونالها، نال وسام الشجاعة والبطولة أكثر من مرة من يد سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وأردف الشيخ قاووق: ما تعب الحاج جواد في ميادين الجهاد، بل تعب السلاح وما تعبت منه، وعلى مدى ثلاثين عاما وأنت على ضفاف الشهادة، هو أنت شهيد قبل أن تكون شهيداً، أيها العزيز لطالما قلت أنك مشتاق لرفاق درب الشهداء، ولطالما اشتقت للقاء الأحبة الشهداء، ولطالما تحسرت على تأخر اللقاء، فاليوم يا حاج جواد تلتقي بالأحبة، تلتقي بحبيب القلب الحاج قاسم سليماني والسيد رضي الموسوي، وبالحاج عماد والسيد ذو الفقار، وتلتقي بمن حملت إسمه الشهيد جواد “سمير مطوط”، وتلتقي بالشهيد خالد بزي وأبو محمد سلمان وأبو محمد الإقليم، اليوم تلتقي بركب الشهداء الأبرار، فهنيئاً لك أيها الشهيد.
وتابع: الشهيد القائد الحاج جواد هو القائد والمدرب، واليوم ونحن نزفه شهيداً قائداً، نعلن للعدو والصديق أن الحاج جواد كان قد درب وخرج آلاف المجاهدين الأشداء المدربين العاشقين للشهادة والمشتاقين للمواجهة الكبرى مع العدو الإسرائيلي، ولقد ظن العدو الإسرائيلي أنه باغتيال القادة ينال من عزم وإرادة وقوة المقاومة، بينما غاب عنهم أننا في حزب الله حزب الشهداء نحن نقوى ونكبر بالشهداء، وأنتم أيها الصهاينة تنهزمون بقتلاكم، ونحن في حزب الله شعارنا على الدوام (القتل لنا عادة وكرامتنا من الله الشهادة).
وأكد الشيخ قاووق أن استشهاد الحاج جواد لن يخرج جيش الإحتلال من تحت ضربات المقاومة، ولن يعيد المستوطنين إلى المستوطنات في الشمال، ولن يعوض هزيمة إسرائيل، فإسرائيل ستبقى أوهن من بيت العنكبوت.
وأضاف: من أرض الجهاد والمقاومة من خربة سلم بلدة الأبطال والشهداء، نقول لرئيس حكومة العدو “نتنياهو”، لو لم تكن إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت لما كانت تتوسل أميركا والدول الغربية لعودة المستوطنين إلى مستوطنات الشمال، ولما كانت إسرائيل تستجدي الأمم المتحدة والدول الكبرى لتطبيق 1701، ولما كانت إسرائيل تطلب الحماية من أميركا و20 دولة في العالم لتوفير الحماية للسفن الإسرائيلية في البحر الأحمر.
واعتبر الشيخ قاووق أن إسرائيل اليوم قد هزمت ولن تصدق أكاذيب “نتنياهو”، ونقول لنتنياهو إسمع ما قاله الإعلام الإسرائيلي، بأن 90% من الإسرائيليين لا يصدقونك وإنما يصدقون سيد المقاومة السيد حسن نصر الله.
وقال: العهد للشهيد القائد الحاج جواد، بأننا سنبقى في ميادين القتال ننصر غزة بسلاحنا وأقدس دماء شهدائنا، وليس هناك لغة بيننا وبين العدو إلا الصواريخ والمسيّرات حتى نصنع النكبة الكبرى لإسرائيل، ليس بيننا وبينكم إلا القتال والمفاجآت الكبرى حتى نرفع بإذن الله مع شعبنا في فلسطين ومع أهلنا في العراق وفي اليمن وكل ساحات المقاومة، رايات الانتصار، وراية فلسطين فوق أسوار القدس وقبة الأقصى بإذن الله.
بعد ذلك، انطلقت مسيرة التشييع الحاشدة نحو روضة شهداء المقاومة الإسلامية في بلدة خربة سلم، حيث كانت لحظات الوداع الأخير، قبل أن يوارى جثمان الشهيد القائد في الثرى إلى جانب من سبقه من الشهداء.